هبة الله ابراهيم - حمى.. قصة قصيرة

لم يكن خفيا على احد انها مصابة بحمى العشق ، تجاهلها الجميع لان امرها كان مفروغا منه ، ان حمى العشق اخطر من امراض كثيرة فان اول ما تهاجمه هو الدماغ ، فيبدو الشخص هائم في خياله لفترة طويلة تارة يتبسم و تارة يتحدث وحده و تارة يضحك ، و يشعر الشخص انه في غنى عن الجميع ، لانه يسكن مع خيالاته و اوهامه و احلامه التي تشكل بالنسبة اليه اصدقاء و عائلة و بالاخص حبيب،تارة بشعر بالشبع و تارة بالجوع الشديد ، يكثر بالبقاء وحده لينسج احلامه التى تشع نورا فى فواده ، ينام مستيقظا حتى ينام ، تطفو السعادة و الاوهام على الحزن لذلك لا يشفى منه سريعا ، فان طغى الحزن على السعادة ، لتوجع قليلا و ادرك انه غارق في بحر اوهام ، و تمكن من تكملة حياته بصورة طبيعية ،، لكن من سلبيات حمى العشق ان السعادة هي الطاغية و ان العاشق لا يرغب في الحب مجددا ، و كثيرا يؤدي الى الجنون و الهوس .
يتخيل العاشق ان محبوبه معه على الدوام لذلك لا يفتقد اليه كثييرا ، يغرق في تفاصيل معشوقه وجهه و لون بشرته و لذة حديثه و تعامله و حركته و اكله و شربه ، حتى تفاصيل و علامات جسده الدقيقة . استمعت الى الطبيب الذي شرح حالها و لم تبالي بالامر كثيرا ، لانغماسها في عالمها الخاص الممتلئ بالحنين و الدفئ الذي لطالما افتقرت اليه .
استلقت على سريرها مساءا ،سبحت في بحر خيالها ، تسال نفسها ماذا لو ، ماذا لو ظهر امامها الان ، و قال لها ما تمنت ان تسمع ، ما يطفئ ثورة بركانها الهائج ، يهدئ من غلغلة قلبها المنجرف وراءه ، ماذا لو قال (((((( احبك)))))) اغمضت عيناها ، لتستنشق عبير تلك الكلمة التى خيل لها انه نطقها ، تسارعت دقات قلبها ، ابتسمت ، لم تفق بعدها .


الابيض- بقلم هبة الله ابراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى