(بعدَ مشاهدتي لفيلم عن حياةِ الشاعرِ الإسباني فيدريكو غارسيا لوركا تأثرت بمشهد يقتادُ فيه جند فرانكو الشاعر ومن معه من الثوَّار للزجِّ بهم في شاحنة عسكرية ونقلهم في فجر ذلك الصيفِ الغرناطيِّ إلى منطقةٍ وعريَّةٍ حيثُ يُطلبُ اليهم الترجل من الشاحنة والمشي مسافة قصيرة ثمَّ يصيح بهم الجند بأن يركضوا في تلك الطريقِ العشبية ليطلقوا النارَ عليهم.. لم أفهم لماذا صاحَ الجندُ بهم أن يركضوا.. هذه القصيدة هي لكلِّ وقتٍ ولا تختزلُ لحظة واحدة وهي ليست للوركا ولا هي لشاعر افتراضي محدَّد في ذاكرتي.. إنها لكلِّ إنسان في أي بقعة من هذه الأرض.. شاعراً كانَ أو ليس بشاعر... لكَ..لي ولهُ)
عجبي لماذا قالَ لي: انهضْ في الصباحِ الرطبِ
ذاكَ الضابطُ المعروقُ ذو الأنفِ الطويلِ الحادِّ
ثمَّ بمخلبَيْ ضبعٍ قبيحٍ جرَّني من معطفي الكحليِّ
صاحَ: انهضْ.. غزالتُكَ الجميلةُ بانتظاركَ تحتَ هذا السفحِ...
قوسٌ للندى القمريِّ مشتعلٌ بجبهتها..
انهضْ الآنَ..؟
امتشقتُ نعاسَ خاصرتي وقمتُ... فجرَّني
من دونِ أن يدنو ويسألني
إذا ما كنتُ أرغبُ باحتساءِ الشايِ بالنعناعِ والزوفا لآخرِ مرَّةٍ...
أو غيمِ مارلبورو نقيِّ الأقحوانةِ مثلَ قلبِ الثلجِ..
يا بابلو الصغيرُ اركضْ وراءَ فراشةٍ في حقلِ زيتونٍ
فأنتَ تحبُّ ما ستحبُّ.. معنى اللهِ.. لوكريثيا الرقيقةَ.. برقَ آبَ.. النهرَ والزيتونَ والقمرَ النحيلَ وشمعةً في آخرِ الجسدِ.. القصيدةَ والضياعَ..
وما تأوَّهَ في الصدى...
عجبي لماذا قالَ لي: اركضْ في سهوبِ الصيفِ وحدَكَ في الضحى.. اركضْ في طريقِ العشبِ.. لم أفهمْ... ركضتُ سدىً لأنجو من حبالِ النارِ أو شرَكِ الإشارةِ.. آهِ من صنَّارتَيْ سَمكٍ على عينيهِ..
من رؤيا دمٍ ستمرُّ من سَمِّ العبارةِ..
هل لكي يصطادني كغزالةٍ حمقاءَ قالَ: اركضْ وراءَ قصيدةٍ بيضاءَ بلَّوريةٍ لا تنتهي..؟!
*
عجبي لماذا قالَ لي: انهضْ في الصباحِ الرطبِ
ذاكَ الضابطُ المعروقُ ذو الأنفِ الطويلِ الحادِّ
ثمَّ بمخلبَيْ ضبعٍ قبيحٍ جرَّني من معطفي الكحليِّ
صاحَ: انهضْ.. غزالتُكَ الجميلةُ بانتظاركَ تحتَ هذا السفحِ...
قوسٌ للندى القمريِّ مشتعلٌ بجبهتها..
انهضْ الآنَ..؟
امتشقتُ نعاسَ خاصرتي وقمتُ... فجرَّني
من دونِ أن يدنو ويسألني
إذا ما كنتُ أرغبُ باحتساءِ الشايِ بالنعناعِ والزوفا لآخرِ مرَّةٍ...
أو غيمِ مارلبورو نقيِّ الأقحوانةِ مثلَ قلبِ الثلجِ..
يا بابلو الصغيرُ اركضْ وراءَ فراشةٍ في حقلِ زيتونٍ
فأنتَ تحبُّ ما ستحبُّ.. معنى اللهِ.. لوكريثيا الرقيقةَ.. برقَ آبَ.. النهرَ والزيتونَ والقمرَ النحيلَ وشمعةً في آخرِ الجسدِ.. القصيدةَ والضياعَ..
وما تأوَّهَ في الصدى...
عجبي لماذا قالَ لي: اركضْ في سهوبِ الصيفِ وحدَكَ في الضحى.. اركضْ في طريقِ العشبِ.. لم أفهمْ... ركضتُ سدىً لأنجو من حبالِ النارِ أو شرَكِ الإشارةِ.. آهِ من صنَّارتَيْ سَمكٍ على عينيهِ..
من رؤيا دمٍ ستمرُّ من سَمِّ العبارةِ..
هل لكي يصطادني كغزالةٍ حمقاءَ قالَ: اركضْ وراءَ قصيدةٍ بيضاءَ بلَّوريةٍ لا تنتهي..؟!
*