جوهر فتّاحي - في أنترنت الأشياء!

أنترنت الأشياء تعني كل من عملية توصيل الأجهزة المادية، مهما كان نوعها، بشبكة فيما بينها من ناحية، وبالعالم الخارجي إذا أردنا ذلك.

ونعني بالأشياء كل أجهزة الحياة اليومية كالتلفزة والثلاجة والسيّارة، وكاميرات المراقبة، والمعدات الطبية، والآلات الزراعية، والروبوتات، وإشارات المرور، وكلّ جهاز إلكتروني أو حتّى ميكانيكي يخطر ببالك كان في السّابق معزولا وأصبح الآن مربوطا بغيره من الأشياء.

تربط إنترنت الأشياء أي جهاز قادر على نقل البيانات عبر الشبكة دون الحاجة إلى تفاعلات مع البشر أو الكمبيوتر. ومع ذلك، فإنّ التفاعل بين الإنسان والآلة ممكن.

الجهاز المتصل بأنترنت الأشياء قادر على جمع البيانات عن بيئته عبر أجهزة الاستشعار والتي يعالجها قبل إرسالها إلى مستلم واحد أو أكثر. ويمكن تقاسم البيانات مع تطبيقات سحابيّة للتحليل والاستغلال والأمر.

سأعطي مثالا.

عندما تقترب من منزلك في سيارتك المتصلة بالشبكة فهي ترسل معلومات تحديد الموقع الجغرافي لك إلى نظام التدفئة في منزلك الذي يضبط درجة الحرارة الداخلية لغرفة نومك وفقًا للإعدادات المحددة مسبقًا.

بالطبع، يمكن استخدام البيانات بصفة حينيّة أو بصفة مؤجلة. ويمكن إجراء التحليلات من قبل البشر أو الحاسوب، أو بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI) واستغلال نظم التعلم الآلي في السّحاب.

في قطاع الصحة يوجد لإنترنت الأشياء العديد من التطبيقات، مثل:

1- مراقبة المرضى من خلال التحليل المستمر للبيانات الناتجة عن أجهزة الاستشعار الملصقة بأجسادهم.

2- إدارة الأدوات وصيانة الأجهزة في المستشفى.

3- مراقبة العلامات الحيوية لرجال الإطفاء أو العمال في المواقع عالية الخطورة.

4- حساب الطريق الأقصر لتقديم الإسعافات الأوليّة.

ولأنترنت الأشياء مئات التطبيقات الأخرى في النقل، وتأمين الملاعب والتظاهرات الكبرى، والمدن الذكيّة، وغزو الفضاء، والزراعة، وغير ذلك كثير.

السؤال الآن: هل أنترنت الأشياء فرع من الذكاء الاصطناعي؟

الجواب: حسنا! نعم! ولا!

أنترنت الأشياء تربط، والباقي على المهندس المتصوّر. فإن شاء أدمج البيانات في نظام ذكاء اصطناعي، وإن شاء اِكتفى بأنظمة محدودة الذكاء. ولكنّ أنترنت الأشياء تميل لأن تكون فعلا فرعا من الذكاء الاصطناعي الذي أصبح لا غنى عنه. أو بالأحرى، أنترنت الأشياء دون ذكاء اِصطناعي، كعيشة لا حبّ فيها، جدول لا ماء فيه!

أنترنت الأشياء ليست شيئا جديدا. فقد بدأت في الميدان العسكري منذ عقود لربط الطائرات والبواخر بأنظمة الملاحة والصواريخ ومختلف الأسلحة وأجهزة المراقبة، ثمّ أفرج عنها لتغزو مختلف مناحي الحياة المدنيّة.

معضلة أنترنت الأشياء هي الأمن السيبراني. تصوّر مثلا أنّ قرصانا وضع يده على شفرة فتح باب بنك، أو على إشارات مرور مدينة مزدحمة، أو نفذ إلى نظام محطّة توليد كهرباء! أو حتّى شوّش عليها!

أنترنت الأشياء هي زبدة عبقريّة الإنسان الحالي وتمام عقله. ولكن، لكل شيء إذا ما تمّ.. قرصان!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى