محمد محمود غدية - ثرثرات وحكايات

البعض ينظر فى الأرض فيرى فيها الإخصاب والنماء والزرع والثمر، والبعض الآخر يرى نفس الأرض
حفرة ومقبرة مقبضة وموت، نظرتنا للشئ الواحد تختلف، منذ إحالته إلى سن التقاعد أو المعاش، وهو يعيش الإعتيادية فى الإستيقاظ مبكرا وشراء الجريدة، كان لا بد من مستجدات جديدة تضاف فى حياته، بعد رحيل زوجته وغياب الأولاد الذين تزوجوا وتباعدوا، إلا قليلا من خلال هواتفهم المتباعدة والباردة، المقهى هو الإضافة الجديدة مع من سبقوه على المعاش، للثرثرة والسؤال عن أحوال العباد والبلاد، وحل الكلمات المتقاطعة من باب تذكية الوقت،
قال أحدهم : الحب عند المرأة جذور وثبات ونماء، وعند الرجل عارض ويمر، وهناك الزوجة التى تدفع بزوجها إلى آخرى حين تنسى أنوثتها وسط صخب الأولاد وإعداد الطعام وإهتمامات المنزل ونظافته، حكى أحدهم عن الزوجة التى قالت لزوجها : الكثيرين يقولون إننى أشبه الفنانة غادة عبد الرازق ماقولك ؟
قال الزوج : فعلا هى غادة وأنت عبد الرازق،
ههههههه ضج المقهى بالضحك
وأبدا لاتتوقف الثرثرات التى تزحزهم عن الهم قليلا، ثرثراتهم لا تتوقف عن عيادات التجميل ومراكز التخسيس وجميلات الإعلانات والسينما، المنفوخات بالسيلكون والمصبوغات بكل الألوان، المرأة صاحبة النصيب الأكبر من الثرثرات والحكايات، لأنها المحور ومركز الكون .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى