صباح الخير أيها العالم
يا رفيقي، وصديقي اللّدود
أيّهذا الكسيح، يا مقطوع الأصابع
أيها الشاحب المرمي في أرصفة الشّوارع
المعلّق على الجدران، بلا مبنى ولا معنى
أيها الفراغ المحشو بالكبريت والبلاغة المزيفة
يا سلالة الجمر والأشباح
والجراد والضفادع
صباحك مسمول العينين
ومساؤك مكسور الأضالع
ها أنا أتصفح أوراقك
لم أعثر إلا على أصداء أنين مرّ
ويباب لا زرعَ ولا زارع
***
أقف الآن
أتصفّح هذا التراب
أقلب طرفي
ولا أتبيّن المكان
هنا قبر من رحلت قبل ميعادها، وقبل ميعادي
أسلمتني لأب ليس لي
لرصيف بارد مضطرب
تركتني أذرو الحصى وأسفّ التراب
وأجثو على منكبي
وأغمس أرغفتي في الجمر والحطب
كان لي أب "جرّدتني منه النّساء"
كان لي أب ليس أبي...
***
ها أنا طفلة مطويّة الطفولة
مقطوعة الشّفتين واللسان
منزوعة الأسنان
مثقوبة العينين
مكسورة الظهر والأضلاع
يا ابنة الصمت والنسيان والعراء
يا مرمية في آخر الأشياء
كم مرّة متِّ
وكم قبرا رأيت؟؟؟
***
أقاومُ هذا الملح
هذا الصدأ الجاثم عند عتبة الباب
المفرغ من أصداء الآيات
ومن صلصال الإنسان
هذا المحشو بالقش، الصادح بالزيف،
الفارغ كالطلل المهجور
القائم في قاع الإسفلت وفي قعر الدّيجور
المستور بلا ستر، والبادي المغمور
صاخب هذا الألم، موجع هذا العطب
جارح كالسيف
الدّروب مجاهيل
والوصول اليها من بعد صيف
وأنا أمضغ مائي ورغيفي بخوف
أعبر البيوت بيتا، بيتا
وأتابع العيون بحيف
أجرّ مساءاتي إلى صباحات تبدأ في السّحر
وأوقظ النوم على حرف
أصحو على أسئلة المعنى
وأعاند قدري وأنسى..
أتذكّر:
كان وجهي غضّا
أغفى قليلا
توقّع حلما جميلا
فاستفاق على الفاجعة.
***
ها أنا اواصل فاجعة الفقد كسيحة حافية القدمين
محمّلة بتنهيدة الجهات
أبسط خطوط يدي للريح
وأخفي وجهي ببقايا فرح
مسرعة نحوي
أسبق خطوي وأصرخ:
يا إلهي
أعدها إلي
أعدني إليّ
***
نهار كأن لم يكن
قاحل ، صدئ كحذاء قديم
شاحب موحش كالصدى
ومنكسر، موجع، مغمض القلب
حصباء، لا حب ، لا دفء، لا ظل،
لا يد حانية
ولا باب يفتح كي أسبق الوقت نحو غد جميل
منذ غادرت ، وكأنها الآن
لم تشعل القناديل زيتها
ولم تجر المياء في هذه المدن الكئيبة
انطفأ العالم وارتجت الأرض
وغيض الماء، واستويت على السرّ
وولد النسيان، وفي الفوهة صغار
كل عالم لا أمّ فيه
لا يعوّل عليه..
آمنة بلعلى
يا رفيقي، وصديقي اللّدود
أيّهذا الكسيح، يا مقطوع الأصابع
أيها الشاحب المرمي في أرصفة الشّوارع
المعلّق على الجدران، بلا مبنى ولا معنى
أيها الفراغ المحشو بالكبريت والبلاغة المزيفة
يا سلالة الجمر والأشباح
والجراد والضفادع
صباحك مسمول العينين
ومساؤك مكسور الأضالع
ها أنا أتصفح أوراقك
لم أعثر إلا على أصداء أنين مرّ
ويباب لا زرعَ ولا زارع
***
أقف الآن
أتصفّح هذا التراب
أقلب طرفي
ولا أتبيّن المكان
هنا قبر من رحلت قبل ميعادها، وقبل ميعادي
أسلمتني لأب ليس لي
لرصيف بارد مضطرب
تركتني أذرو الحصى وأسفّ التراب
وأجثو على منكبي
وأغمس أرغفتي في الجمر والحطب
كان لي أب "جرّدتني منه النّساء"
كان لي أب ليس أبي...
***
ها أنا طفلة مطويّة الطفولة
مقطوعة الشّفتين واللسان
منزوعة الأسنان
مثقوبة العينين
مكسورة الظهر والأضلاع
يا ابنة الصمت والنسيان والعراء
يا مرمية في آخر الأشياء
كم مرّة متِّ
وكم قبرا رأيت؟؟؟
***
أقاومُ هذا الملح
هذا الصدأ الجاثم عند عتبة الباب
المفرغ من أصداء الآيات
ومن صلصال الإنسان
هذا المحشو بالقش، الصادح بالزيف،
الفارغ كالطلل المهجور
القائم في قاع الإسفلت وفي قعر الدّيجور
المستور بلا ستر، والبادي المغمور
صاخب هذا الألم، موجع هذا العطب
جارح كالسيف
الدّروب مجاهيل
والوصول اليها من بعد صيف
وأنا أمضغ مائي ورغيفي بخوف
أعبر البيوت بيتا، بيتا
وأتابع العيون بحيف
أجرّ مساءاتي إلى صباحات تبدأ في السّحر
وأوقظ النوم على حرف
أصحو على أسئلة المعنى
وأعاند قدري وأنسى..
أتذكّر:
كان وجهي غضّا
أغفى قليلا
توقّع حلما جميلا
فاستفاق على الفاجعة.
***
ها أنا اواصل فاجعة الفقد كسيحة حافية القدمين
محمّلة بتنهيدة الجهات
أبسط خطوط يدي للريح
وأخفي وجهي ببقايا فرح
مسرعة نحوي
أسبق خطوي وأصرخ:
يا إلهي
أعدها إلي
أعدني إليّ
***
نهار كأن لم يكن
قاحل ، صدئ كحذاء قديم
شاحب موحش كالصدى
ومنكسر، موجع، مغمض القلب
حصباء، لا حب ، لا دفء، لا ظل،
لا يد حانية
ولا باب يفتح كي أسبق الوقت نحو غد جميل
منذ غادرت ، وكأنها الآن
لم تشعل القناديل زيتها
ولم تجر المياء في هذه المدن الكئيبة
انطفأ العالم وارتجت الأرض
وغيض الماء، واستويت على السرّ
وولد النسيان، وفي الفوهة صغار
كل عالم لا أمّ فيه
لا يعوّل عليه..
آمنة بلعلى