كان اللعب سمير لداتي والغناء شدوهم أما أنا فكنت ذلك الفتى الذي يبحث عن المعرفة، ينقب عنها بين طيات الأوراق الملقاة عرض الشارع وعند عم حمدي صالح البقال، حين أعود من المدرسة كانت الإذاعة رفيقة طعامي، استمعت إليها وتعلقت بأصوات مذيعيها، أفتيم قريطم وماجد سرحان، كان بيتنا الطيني رحبا ولا إخال غيره اتسع لأحلامي أن أكون سفيرا وها أنا بدون حقيبة دبلوماسية أسافر مع القلم حتى جاوزت قارات المعمورة، هل ثمة صلة بيني وبين طه حسين فتى الأيام، كانت الشاشة الصغيرة تحفل بالروائع.
شببت عن الطوق وتعرفت على العالم الذي يحتويني، في بيتنا أطلس عتيق، حفظت جغرافية مصر، لاأدري لم تعلقت منها بأمرين:
نهر النيل ذلك الراقص فوق أرضها قادما من بعيد حتى كدت أبحر معه حتى كنت في الثانوية العامة الأول على القطر في الجغرافيا!
بداهة أن يعود كثير من سردي إلى النهر وعالمه.
أما الأمر الثاني فهو عالم القطار الذي عشقته بله أبدعت في تتبع مساراته يربط بها بين أجزاء الوطن، ماأسافر إلا به ولا تستهويني غير حوارته وصخبه!
تعود بي رحلة السرد إلى بدايات القلم الرصاص وكيف كانت أمي تربطه في عنقي بحبل من تيل، الآن أدركت بعد رحيلها كم كانت تعلق في رقبتي قلادة الشرف!
شغفت بالكتابة أنفرد بها عن أقراني، أقتطع من رغيف الخبز، لاأذكر أنني أهملت كتابا أو مزقت وريقة، جرى الأمر وعدت أكثر معرفة وخبرة بالكتاب، حين أطالع مقالة أدون مفردات منها أو تحلو لي تراكيب فأضمنها سردي، لست آسى على تلك الساعات التي مكثت فيها منعزلا مع قراءاتي، وجدت العقاد غولا أخشى أن تفترسني أنيابه، شيئ ما جعلني أتمهل مع كتبه، أحتسي كوبا من الشاي ومن ثم أخط ما يصعب علي وكثيرا ما كان!
لاأملك رفاهية الحلم حتى أبعثر ماتبقى، أحاول أن أمسك بالشمس، كانت أمي تحوط أوراقي بعنايتها، تمنع الصغار أن يعبثوا بها، ترى من بعدها يرتبها ويلملم شعثها؟
ذلك الفتى الذي يتنقل في قطارات الدرجة الثالثة، يمسك بجنيهاته ألا تفر من بين يديه، يطوي على بطن خاوية سعيا وراء كتاب!
يقولون ماعساه يفعل بكل هذا الركام من أوراق باهتة، حين أمسك بها أتشمم رائحة حبرها، كل كتاب يحمل داخله سر صاحبه بل بصمته!
أرى أن كتبي هي سنوات عمري التي تسربت لذا أحتفظ بها لتكون العودة إلى الماضي جميلة، كثير من الأحلام ذرته الريح في يوم عاصف، بت أمسك بأعواد هشة وأرغفة يابسة، ترى متى تعود العصافير تغرد من جديد؟
هذه سردياتي من عالم تتكرر ملامحه وتتشابه فصوله، لكنني أزعم أن قلمي يحمل بصمة ذلك الولد الذي شاغب بالقلم ذات يوم!
شببت عن الطوق وتعرفت على العالم الذي يحتويني، في بيتنا أطلس عتيق، حفظت جغرافية مصر، لاأدري لم تعلقت منها بأمرين:
نهر النيل ذلك الراقص فوق أرضها قادما من بعيد حتى كدت أبحر معه حتى كنت في الثانوية العامة الأول على القطر في الجغرافيا!
بداهة أن يعود كثير من سردي إلى النهر وعالمه.
أما الأمر الثاني فهو عالم القطار الذي عشقته بله أبدعت في تتبع مساراته يربط بها بين أجزاء الوطن، ماأسافر إلا به ولا تستهويني غير حوارته وصخبه!
تعود بي رحلة السرد إلى بدايات القلم الرصاص وكيف كانت أمي تربطه في عنقي بحبل من تيل، الآن أدركت بعد رحيلها كم كانت تعلق في رقبتي قلادة الشرف!
شغفت بالكتابة أنفرد بها عن أقراني، أقتطع من رغيف الخبز، لاأذكر أنني أهملت كتابا أو مزقت وريقة، جرى الأمر وعدت أكثر معرفة وخبرة بالكتاب، حين أطالع مقالة أدون مفردات منها أو تحلو لي تراكيب فأضمنها سردي، لست آسى على تلك الساعات التي مكثت فيها منعزلا مع قراءاتي، وجدت العقاد غولا أخشى أن تفترسني أنيابه، شيئ ما جعلني أتمهل مع كتبه، أحتسي كوبا من الشاي ومن ثم أخط ما يصعب علي وكثيرا ما كان!
لاأملك رفاهية الحلم حتى أبعثر ماتبقى، أحاول أن أمسك بالشمس، كانت أمي تحوط أوراقي بعنايتها، تمنع الصغار أن يعبثوا بها، ترى من بعدها يرتبها ويلملم شعثها؟
ذلك الفتى الذي يتنقل في قطارات الدرجة الثالثة، يمسك بجنيهاته ألا تفر من بين يديه، يطوي على بطن خاوية سعيا وراء كتاب!
يقولون ماعساه يفعل بكل هذا الركام من أوراق باهتة، حين أمسك بها أتشمم رائحة حبرها، كل كتاب يحمل داخله سر صاحبه بل بصمته!
أرى أن كتبي هي سنوات عمري التي تسربت لذا أحتفظ بها لتكون العودة إلى الماضي جميلة، كثير من الأحلام ذرته الريح في يوم عاصف، بت أمسك بأعواد هشة وأرغفة يابسة، ترى متى تعود العصافير تغرد من جديد؟
هذه سردياتي من عالم تتكرر ملامحه وتتشابه فصوله، لكنني أزعم أن قلمي يحمل بصمة ذلك الولد الذي شاغب بالقلم ذات يوم!