أسامة إسبر - كي لا نُنْسى مع الحكاية..

-١-
لم تكن لنا
لم تكن لنا تلك الأمطار.
قطعان بنات آوى التي تمزق ليل القرى
بأسنان أصواتها جائعة.
الأشجارُ التي علتْ
تنطفئ روحها الخضراء مع الجمار
تحت الأيدي المرتجفة
والوجوه التي كانت طفلةً
صار لها تجاعيد
كما لو أن عبور الزمن هنا
صار أكثر وضوحاً من جرحٍ.
-٢-
لم تكن لنا
لم تكن لنا
تلك النعم الأرضية.
الفردوس الذي يتحدثون عنه هو لقوم مختارين.
دائماً يختار الله من ينعم عليهم
ويرمي المتبقين في الجحيم.
-٣-
لم تكن لنا
لم تكن لنا
تلك الأسرّة.
حتى حين ننام
نشعر بأننا مطرودون من حياتنا
كم لو أن السرير حافة جرف
على الهاوية.
وحين تأتي أحلامنا إلينا
تأتي مثل العجائز
الذين يذهبون للموت في أمكنة رخيصة.
-٤-
لم تكن لنا
لم تكن لنا تلك الأمواج
التي لا تطرحُ على شواطئنا
إلا أشلاء الغرقى،
وكنا نلمّها ونجمعها
كي لا نُنْسى مع الحكاية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى