محمد محمود غدية - ثمن الشهرة

تخرجت من كلية الإعلام قسم صحافة، تدربت فى إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى، أحلامها كبيرة تلامس السحاب، الصفحة الفنية كانت البدايات أخبار الفن والفنانين والسينما والمسرح وأخبار النجوم، كارنيه الصحافة فخم تسهيل مأمورية حامله، فى أول عمل صحفى يحمل إسمها من خلال حوار مع أحد نجوم السينما، سيارة تحمل شعار صحافة كانت فى إنتظارها،
وفى إحدى بلاتوهات السينما ووسط ديكورات وإضاءات، كان النجم فى إنتظارها من خلال تنسيق الإعداد المسبق، إستخدمت لغة راقية فى الحوار
وإستطاعت أن تخرج بعض المخبوء من جعبة الفنان، تحت مسمى السبق الصحفى،
وحمل الحوار إسمها، بين فرح الأهل والأصدقاء وثقة بالنفس كصحفية متميزة، وتوالت الحورات، وتعددت السفريات داخل القطر، مع وعد بالسفر خارج القطر بعد ماطلب منها
جواز سفر، تعيش الفرح بوسع العالم، حتى كان يوما أثناء حوارها مع واحد من أنصاف الفنانين الذى همس فى أذنها أن لديه العديد من الأخبار الحصرية، والتى ستكون من نصيبها إذا قابلته مساء فى إحدى الشاليهات الساحلية، قرأت ماوراء اللقاء ورفضته،
ورفض النصف فنان مواصلة الحوار، كما رفضت نصيحة زميلها المصور، فى فبركة الحديث،
لتصطدم بغضب رئيس الصفحة الفنية وعودتها دون الحديث الذى كان معدا للنشر،
وبدلا منه إحتلت صورة كبيرة لنجمة من الصف الأول، وحين بررت الأسباب لرئيسها وما طلبه النصف فنان منها، ضحك قائلا : معذور أمام هذه الفتنة الطاغية، ضاعت من بين يديك فرصة عظيمة كنت سأضع صورتك جوار إسمك وهذا ليس سهلا فى عالم الصحافة، لكنك عدت باللا شئ،
هناك طلبات مشابهة، وعليك مسايرة الأمر باإحترافية بقليل من الإبتسام والدلال الذى يجعل النجم يلقى كل مافى دلوه، غضب الفنان يحوله إلى صحيفة أخرى تضطلع بالسبق الصحفى، الذى يزيد الطلب على الصحيفة المنافسة، لكل شئ ثمن أهمه الشهرة، وأمام رفضها تم نقلها إلى قسم الأرشيف بعيدا عن حلمها والشهرة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى