علي سيف الرعيني - المقالح.. قيمةوقامة

لم نتوقع رحيلك ..المفاجئ .. فقد كانت هناك أمنيات ونحن في بداية الرحلة كنا نتوق إلى لقياك ..تراكم الحزن .. حين قرأنا الصمت في عينيك .. ومازلنا نتسأل كيف رحل ظل الله من بيننا؟؟! ومع كركبة الأشياء واختلاط الدموع .. عرفت ان الجميع ..موتى ومازلت انت الحياة

فتحت لنا أبواب المعاجم.. وبريق المعاني اثريت مفرداتنا واغنيت ثقافتنا لقد منحتنا ارثا ثقافيا وادبيا عصي على النسيان..
لقد اطلقت العنان لرسالتك لتصل إلى كل البلدان ..

رحلت لكن (كتاب المدن) مازال يحفر في وديان نفوسنا اكثر عمقا وكلما قراناك اكثر فهمنا انفسنا اكثر يذهلنا حضورك .. رغم الغياب

لانريد فهما اكثر لمذاق معلبات الحياة اذ استطعت ان تعجن بؤسن اوتنضج منه رغيفا شهيا يساعدنا على استمرارية الحفاظ على البقاء..

نعم لقداستطعت ان ترسم في حساباتنااحتمالات أخرى للمعاني فماقدمته لقارئك العربي من تمكين يعطيه القدرة على تمييزوتعريف مشاهدالحياة
اننامدينون لك بمااغنيتنامن روافدثقافيةوادبيةومسارات فكرية..

جعلتنانعالج جروح كنانعتقدانهاقدبرئت واكتشفنابك انهامتقرحةتحتاج ان تضمدهابمااتيت به من رؤاك ..
جعلتنانرى ابعاداكثيرةونتذوق نكهات عديدةلاشياءكانت عاديةباهتةفي حياتنا
لقدانطقت المفاهيم الصماءوجعلتهاتصغي بذكاءلكل إحساس..

كانت وجهتك الادبيةمسارنادرونظيف يشتري جوهرالاشياءويجردالمسائل من قشورها
ولم ترضى يوما بأقل من الحقيقةانالم التق بك إلافي تلك الكتب وفي اجواءالمقالات المنشورةعلى صدرصفحات الجرائدوالمجلات
لقدكان لعينيك صفةاختراق مساحات الوطن العربي..

كماكان لكلمتك وقلبك هذه الصفة ..
وامام اتساع الفراغ الذي تركه رحيلك
لااملك الاان ابثك إيماني بأن الرحيل لايعني بانك لست في مكان ما منا!!
فقدزرعت فينا ان كل شئ قابل للإستمرارطالما وهويسير في طريق السلام

انناحزينون لفراقك ..بل اني اجزم اننا أمام مرحلةجدب ثقافي ..وتصحرادبي لن نبرأ منه
الا بدراسة ادبياتك واصداراتك ونظم قصائدك وتراتيل وجدك اننابحاجة إلى البقاءفي نصوصك الادبية..اننا نقف اليوم أمام مرحلة نزيف ادبي وإجهاض ثقافي على مستوى الوطن العربي برمته ..

كتب فقيدنا الاديب /المقالح ..نصوصةالإبداعيةوقصائده..على بوصلته..التي تحفرعميقا في أعماق الانسان وهمومه وأحلامه بحريةواريحية..
لم يغيرصوته ولااتجاهه..وظل قلبه في مكانه!!

كتابات ونتاجات اديبنا الراحل صبت في نهرالتاريخ انطلاقامن تجربته التي كان يؤمن بهااديبنا بأن دورالاديب هوالمحافظه على قدسيةالمسافةبينه وبين السياسي..اوبالاحرى بينه وبين التنظيمات الحزبية..حتى تكون رؤيته حرة ومستقلة..وبقدرمايكون حريصا على هذه المسافة تجاه الاحزاب ..

عليه بالمقابل ان يكون قريبا من المجتمع المدني عبرالمتلقي للمنتج الفكري والجمالي
اديبنا العربي أثرى المكتبة الأدبية بالكثيرمن الاصدارات الأدبية والدواوين..الشعرية التي كان لهاصدى محلي ودولي ..

ان المثقف العربي يدين له بالكثيرومن يقول ان اصدارات المقالح الادبيةتجري في دمه لايبالغ فمن لم يقراءلاديبنا (لابد من صنعاء)واهمل التعرف على ديوانه (عودةوضاح اليمن)فلابدانه قراءاضاءات تلك الاعمدة الصحفية التي كانت على مختلف الصحف العربيةوالمحليه..ومن لم يستفدمن كتاب (القرية)استفادبغيره..تعددت الأسباب والمقالح واحد!!

شاعرنا الاديب والمفكرالانسان لم ينسى يوما هموم مجتمعه العربي ..بل تقاسم اوجاعهم
وكان نتاجه الفكري والأدبي ..متزامنا مع كل مرحلة راهنة ..
الرحمة والخلود لروحه السلام..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى