رياض السامعي - من حديث أخير للخطيئة

من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر .. السيد المسيح
…….


وأظنني أخطأت
وقفت على نهود الشارع المنسي
من جسدي
أفسر للمتاهة خيبة الوقت المسافر
من بلاد – لم تلد خطأ سواي –
إلى الحصى المنشود في قلب الغراب
هذا الجدار الآن أغنيتي
أشد أذنيه على منقار منطاد من الياجور
أرفعه على ريش النوارس نحو غمامة علقت
بومض البرق واتسعت لتوقظ في سبات الروح
مرآة الحكايا
وتمضغ فستق المعنى من الشجن الفسيح
هذا البرق أرسمه على خطوات إيقاعي
ألمعه بوقع الخطوة الأولى إلى قبر يحث السير نحوي ويسكن داخلي ظلا من الموتى
وأشجارا من الوقت الضريح
● ● ●
أظنني أخطأت
سمعت خطيئتي تزوي خطيئتها
على ورق تمزق في ثنايا الشارع الخلفي
من لغة تعض على النواجذ ملحها ويبابها
وتشرق من عواسج ليلها شوكا
يفهرس ما تبقى من شتات القلب
أشتاتا تطل على النوافذ في بيوت النمل
وتعصر من أناشيد الفراغ ضبابها الوثني
فاخرج من ضباب قصيدتي طفلا
يُنسين ذكرياتي كلها
وارتحلي بعيدا يا خيام الوقت
اكتهلي على ذات المسافة يا عيون حبيبتي الأولى
فقد منحت خطيئتي،
وطني الموزع بين ذئب الوقت
وبين أوقات الذئاب
● ● ●
هذا المدى المسجون في بيض الغراب بضع خطيئتي
وهذا الحلم فوق القبر يحفر بئر أغنيتي
ويقول للعشاق والحمقى
ملحتم صورتي
وموسقتم على صوتي صراخ دمي
أطلتم في المآذن حسرتي
ووزعتم على الموتى كلام الله
بعتم جثتي للذئب
فانتصرت لرغبتها الذئاب.
● ● ●
لست شيئا آخرا
تقول خطيئي ..
فكني كي أبعثرك انتظارا
في جناح قصيدة طارت عن المعنى
وشاخت قبل ميلاد الحمام
وكُنْ صديقكٙ ما استٙطٙعتْ،
وانْتعِلْ ما شئتٙ من أسماءهم،
كُنْ صديقكٙ مرتين،
ولُمّٙ نفسك في يديك،
ضٙعْ فؤادكٙ في يد امرأةٍ سٙقٙتْكٙ نبيذها،
ولا تترك نوافذ روحِكٙ الظمآن
مفتوحة للريح،
حتى لا يجف حليبها
وحتى لا يطيل الأصدقاء مكوثهم فيها،
أو تلوثها وجوه ثعلبتها الحرب،
فأنتٙ أنتٙ خُلقْتٙ من حزنٍ وأغنيةٍ، ومنفرداً صعدتٙ في ملكوت نهديها،
وأهدتكٙ السماء علوها وسموها،
فكنْ ما شئتٙ وحياً أو مُقاماً أو غماما.



* أديب وشاعر من اليمن .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى