د. محمد عباس محمد عرابي - جمال القرية وقت الفجرُ في شعر الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي

ما أجمل القرية في الفجرُ؛ حيث يرتبط الفجر في القرية بصياح الديكة الذي توقظ الكثير من أهل القرية إيذانًا بيوم مشرق جديد يتوكل فيه الناس على ربهم نحو أعمالهم، وقد تحدث الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي عن جمال القرية خاصة وقت الفجر، وفيما يلي أبرز ما قاله في ذلك :
بهجة وضحك القرية وقت الفجر كوجه الشمس قد فاض بهاءً وأطلا
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن بهجة وضحك القرية وقت الفجر كوجه الشمس قد فاض بهاءً وأطلا حيث يقول في قصيدة (صدر الحنان ):
في صباح ٍ...
كانت الأزهار في حالة عشق تتجلى
بعضها يرمق بعض بالشذا
يعرق طلا
أصبحت قريتنا ضاحكة ..
سهلا وتلا
قبل الفجر يديها فتلاشى الليل عنها وولى
كان وجه الشمس قد فاض بهاءً وأطلا
كلما امتد ضياء الشمس ..
مدت فوقنا الأغصان ظِلا(1)
ويبين في قصيدته" بعد أن أصبحت دكتورا " أنه رأى فجر قريته (عراء) الحبيب ضحوكًا حيث قال :
جئتك اليوم يا عراء وعندي ** أمل أن أذوق فيك الحبورا
جئتك اليوم شاعرًا عربيًّا ** جعل الشعر للفؤاد سفيرًا
جئتك اليوم ،واللسان دعاءٌ** أن أرى جوك الجميل مطيرا
أن أرى فجرك الحبيب ضحوكًا ** أن أرى ليلك الطويل قصيرا
أن أرى صورة لجدي صباحًا ** وهو يلقي الآذان عذبًا نميرا
أن أرى وجهه البشوش أمامي **عامرا بالتقى وضيئا وقورا
إيه يا قريتي وصفت قليلا ** من حنين أخفيت منه الكثيرا
وتعلمت ألف شيء وشيء ** غير أني طبقت شيئا يسيرا
إيه يا قريتي أتيت محبا ** حاملا في الفؤاد هما كبيرا (2)
فم الفجر في القرية يغني بنشيد من ضياء :
في قصيدة " دوامة الهم " تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن ذكريات القرية وشدو العصافير على الأغصان؛ وأشار إلى فم الفجر الذي يغني بنشيد من ضياء حيث يقول :
وأستنشق عطر الذكريات :
كان جدي يزرع الأرض بقمح وشعير
يزرع الأرض بحب ووفاء ورجولة
كانت الأرض الخميله
كان جدي يتلقى الفجر في مزرعته
يرسل التسبيح في آفاقها
فإذا بالأرض تهتز وتربو
وعيون الشعر الأخضر تصبو
والروابي تنتشي
والعصافير على الأغصان تشدو
وفم الفجر يغني بنشيد من ضياء (3)
شدا الفجر بأنغام الضياء في القرية
يبين شاعرنا في قصيدة "عندما توغل الأشواق " أن من أبرز مظاهر الجمال في القرية العصافير التي تنشد عذب الغناء، بالإضافة إلى شدو الفجر بأنغام الضياء في القرية حيث يقول :
عندما مسحت الشمس بقايا النوم
عن أجفانها
وشدا الفجر بأنغام الضياء
وتناغى صوت عصفورٍ
وصوت الساقية
وسرى في أذن الوادي نداءُ الراعيهْ
عندما اهتزت روابي الشِّعبِ
وارتد الصدى
عندما حرَّك شوقَ الزهر تقبيل الندى
عندما غرد عصفورٌ وأغضى جفن زهرة
وانتشى قلب سحابة ..فغدت تسكب غيثا
قطرةً تلثم قطرهْ
مثلما يسكب قلب ُ الشاعر الفذ نشيدا
فكرة ترفد فكرهْ
عندما تبتسم القرية في وجه الصباح(4)
طرب القرية حين ينبثق الفجر بصوت الرغاءْ وصوت الثغاءْ
يصف الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي مظاهر الجمال في القرية ومن أبرز مظاهر هذا الجمال طرب القرية حين ينبثق الفجر بصوت الرغاءْ وصوت الثغاءْ، حيث يقول في قصيدة "ألا أيها الجبل الشهم ":
ألا ليت قريتنا الغالية
تعود لحالتها الماضية
تنام بعيد صلاة العشاء
وتصحو قبيل انبثاق الضياء
تنام ..
وفي شفتيها دعاءْ
ويطربها حين ينبثق الفجر ،صوت الرغاءْ
وصوت الثغاءْ
وصوت العصافير تنشد عذب الغناء(5)
آثار السكينة (6)
جبين الفجر يندى عرقًا يصبح فوق الزهر طلا :
يواصل الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة " دوامة الهم " بيان ملامح جمال القرية ،ومن هذه الملامح جبين الفجر الذي يندى عرقًا يصبح فوق الزهر طلا: حيث يقول :
كانت الشمس تصب الضوء دفئا
وجبين الفجر يندى عرقًا يصبح فوق الزهر طلا
فيفوح الشِّعب ريحانا وفلا
والعصافير تغني
وغصون اللوز تمتد على الآكام ظلا
يا غصون اللوز قد أخصبت الذكرى وأحياها الأمل (7)
منزل الشاعر في قريته كالوشم في زند الجبل يرتدي في الفجر أثواب العمل
في قصيدة (دوامة الوهم ) يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن منزله في قريته كالوشم في زند الجبل يرتدي في الفجر أثواب العمل
حيث يقول :
أغلق النسيان بابه
وطوى الصمت كتابه
ودخلت الزمن الماضي
على ظهر جواد من حنيني
ما رأت عيناي إلا عجبا..
منزله كالوشم في زند الجبل
يرتدي في الفجر أثواب العمل
وإذا ما لوح الليل بكفيه ارتدى ثوب السكون (8)
ولقد أبان الشاعر ملامح جمال القري حيث تحدث عن بهجة وضحك القرية كوجه الشمس الذي قد فاض بهاءً وأطلا، وأن فجر قريته (عراء) الحبيب دائم الضحك، وأن فم الفجر في القرية يغني بنشيد من ضياء ،وبين أن من أبرز مظاهر الجمال في القرية العصافير التي تنشد عذب الغناء، بالإضافة إلى شدو الفجر بأنغام الضياء في القرية ،وقد تحدث شاعرنا عن طرب القرية حين ينبثق الفجر بصوت الرغاءْ وصوت الثغاءْ ،وبين أن جبين الفجر يندى عرقًا يصبح فوق الزهر طلا ،وبين أن منزل الشاعر في قريته كالوشم في زند الجبل يرتدي في الفجر أثواب العمل.

(1)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة ((قصيدة " صدر الحنان "))،ص75
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (بعد أن أصبحت دكتورا )،ص25-26
(3)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة " دوامة الهم "،ص 24
(4)عبد الرحمن العشماوي : (ديوان يا ساكنة القلب )، قصيدة ((قصيدة " عندما توغل الأشواق "))،ص64
(5)عبد الرحمن العشماوي : (ديوان يا ساكنة القلب )، قصيدة ((قصيدة "ألا أيها الجبل الشهم "))،ص51
(6)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة " دوامة الهم "،ص26
(7)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة " دوامة الهم "،ص26
(8)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة " (دوامة الوهم ) ،ص 27

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى