عصام سعد حامد - القاهر..

.. متى وأين تلقى ذلك الدعاء؟ ومن ساعده على حفظه؟ وكيف أدمنه في سجوده, دبر صلواته..؟ هو حقاً لا يدرك..!
( رب أسألك مدداً روحانياً. تقوي به قوة قواي الكلية والجزئية, حتى أقهر بقوة إشارة نفسي. كل نفس قاهرة. فتنقبض رقائقها انقباضاً. يسقط به قواها, فلا يبقى في الكون ذو روح. إلا ونار القهر. أخمدت ظهوره. يا شديد البطش يا قهار. أسألك بما أودعته عزرائيل من قوة أسمائك القهرية. أن تكسوني ذلك السر في هذه الساعة, حتى ألين به كل صعب, أذل به كل جبار عنيد. بحق اسمك العظيم الأعظم, الذي إذا دعيت به أجبت, إذا سئلت به أعطيت, إنك على كل شيء قدير, بالإجابة جدير, صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم...)
بمرور أربعين يوماً على هذا التلقي.. مسته خوارق, عجائب.., تلبسه نص دعاءه, أصبحت قوة إشارة نفسه فيصلاً, .. مجاباً بمجرد التفكير.., مضافاً لأولئك الذين..
( إذا رفعت حواجبهم. قضيت حوائجهم), طاردته هواتف نهارية وليلية.. بتكليفات لم يعيها من قبل.. كزيارة المقابر فجر كل جمعة, إكثاره من ذكر اسم الله القاهر, دق وشم على صدره وظهره باسمه تعالى ( القاهر).., زيارة مرضى, دعاؤه لهم, ودعاؤه لآخرين غيباً.. بناءاً على طلب ذويهم.. يشفى أكثرهم من أمراض نفسية وعقلية وروحية وأمراض جسدية, التي لم يتصالح العلم معها. ولأنه وجدها خيرية. استقامت نفسه لفعلها.. ذاع صيته, آتته جموع من كافة الأديان. لتلمس دعواته وهمساته.. لم يكن له سند مرئي. أرادت الطوائف ضمه.., ادعى غالبيتهم انتمائه إليها... أعلنها بحسم:
ــ .. منفرد متفرد.. أحدٌ قاهر.. واحد قهار
تلقفته إشاعات وتأويلات.. ماض في طريقة, لا يعبأ بشيء. انهالت عليه هدايا وهبات. لم يمسها.. أنفقها في سبيل القهار.. ولدعم سره. قهر تلك العطايا. أولا بأول في سبيل هبته, التي وهبت له.. بإرادة واعية, هواتف يقينية تتوالى.. بات تلبيتها رداً طبيعيا. لم يكترث لشيء, سوى للطيفته, التي تلبسته, لاحقته غسقاً وفجراً.., أرادته المذاهب حصرياً.. إنعاماً أو إرهاباً, كيفما أتفق.. رفض.. انقلبت الدنيا.., عقدت المؤامرات عليه.. القهر.. كان فعالاً في الرد عليهم.. ناصبوه العداء لا لشيء. إلا أن تكون تبعيته لهم, شرط بقائه بميزته. أو منحه لقب الشهيد.. تقهقروا للقهار, قهرهم القاهر بقهره,. فرق فرقهم, شتت أشياعهم,.. تجمعوا فرادى وجماعات.., أعادوا الكرة مرات.. تقدمت إحدى الفرق, المشتهرة بمكرها ودهائها, يخدعون بالمال والنساء.. أمطروه بالذهب. لم يبلل له ظلاً.. لا خيار سوى ( النساء).. تخيروا, أعدو أبدع نساء الأرض فتنة, أخبرهم بفنون السحر كافة.. صوبوها تجاهه, أطلقوها عليه.. وقفت ببابه, المكتوب عليه.. ( الله القاهر ).. تاه عقلها, تشوش فكرها, زاغ بصرها, عادت للخلف خطوتين.. ثبت عقلها, هدأ روعها, نشطت زليختها.. تقدمت مرة أخرى.. شعرت بقشعريرة في عمودها الفقري, تنميل في منبت شعرها. لمحت أطرافه. صعقها الشيب, الذي غزاه في لحظتها... نكست هامتها, فقدت همتها, خارت قواها, ذلت رايتها.. انكسرت.. تأدبت, أسدلت نقابها, انتحرت بطرق الباب. سمح لها.., التقت بظله.. لم تجرؤ على رفع بصرها عن موضع السجود...
ــ كيف قهرتني والأمراض والأعداء..؟
ــ قهرت نفسي له..

الكاتب القاص / عصام سعد حامد ـــــــــــــ مصر ــ أسيوط ــ ديروط
6 / 10 / 2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى