هَلْ فِى تلَامُسِنَا مَا يَجْعَل البشَرَ بَشَراً
نَعَمْ ،.
كُنتُ أجِيبُ سُؤَالَهَا وقَدْ تَأخَّرَ لِسَنَواتٍ ..
نَعَمْ ؛
هُنَاكَ ..
مِنَ المُؤَكَدِ أَنَّ الخَلْقَ المنشَغِلون بالنَّسْغِ ؛ سَيَعْتَرِفُون ،.
بأَنَّ منْقارَينِ خَلَقَا مُوسيقَى الفُلُوت
وَيَدَيْنِ أطَاحَتَا بالكَوْنِ دُونَ صَخَبٍ يُذْكَرُ ..
بَيْنَما تِلْك البُحَيرة هِى مَا يَتَرَائَى
.. { وَليْسَ لِى غَيْرَ تِلكَ الصُّورَةِ الصَّافِيَةِ الألْوَانِ ، والهدُوءِ ، والرَّوْعَةِ ،
وبهْجَةِ التَّفَاصِيلِ } ..
وتَموّجَاتُ مَائِها كَسَطْحِ غَير مخْدُوشٍ ،.
والمَشْىُ فِى غُلالةِ المَلْبَسِ الفَضْفَاضِ ،.
خَلْفَ عَجِيزة تشْبهُ القَلْبَ بظَهْرِهَا المَصْبُوبِ
وَذلِكُمَا السَّاعِدَانِ
باستِدَارةِ نهْدَيْهَا للخَلْفِ وللأمامِ
وَهْىَ تَقُولُ :
أنْتَ لَا تنْجِزْ وَعْدَكَ كَمَا يَجِبُ ..
أنْتَ خَلْفِى كَمَا أمَامِى والوَعْدُ وَعدٌ
لا خَلْفَ ولَا أَمَامَ ..
قُلْتُ ،.
ولِى مِنَ الذَّهْلَةِ الذَّاهِبَةِ بَعْضَ عَقْلٍ ،.
هَلْ تَظُنُ أنَّ غَيبَةً مَا حَاضِرَةً بَيْنَنَا ..
أسْمَعُ وأُجِيبُ :
حَسْبَ ظَنِّى نَحْنُ غِيَابَانِ حَاضِرَانِ
وتلكَ البُحَيْرةُ صُورَةٌ ..
قَالَتْ :
كُنْ مُطِيعاً حَيْثُ تُنْصِتُ الأَحْجَارُ
كُل مَا فِى الطُبيعَةِ لا يُسَاوَى
باحْتِكاكِ أوْرَاقٍ فِى نَسْمَةٍ ..
بِعَفَويةٍ أمْسَكتُ يَدَهَا
والظِّلَالُ كَمَنَاطِقَ حَمِيمِيةٍ
تلْمَسُهَا أَوَّلَ مَرَّةِ
عِطْرُها كَتَنَفُسِ الصَّبَاحِ ..
بيْنَمَا عُصْفُورَينِ فَوقَ شَجَرةٍ ،
صَوْتُ مِنقَاريْهمَا بيْن فَمِى وفَمِهَا ..
وَزَمَنٌ يَفِرُّ خَارِجاً عَنْ مَكْنُونِ المَعْنَى
وَخَافٍ عَن ظَاهِرِهِ ..
يَدُهَا يَدِى ،. مُوسِيقَى الفُلوت ،.
نَسْمَةٌ تَسْحَقُ صَخَبَ مَاءٍ مُنْصَبٍّ ..
فى المُلامَسَةِ مَا يجْعَلُ الكَونَ مُنْسَجِماً ،
يتَمايَل فى اتْجَاهاتٍ تَتَفاوَتُ فِى الدِّقَّةِ
مَا يُعادِل لِقَاءً حَمِيمِياً فِى وَقتٍ يَنْفَلتُ ،..
قلتُ :
نَعَمْ ،.
وأُأَكدُ أنٌَها الرَّيَاحِينُ فِى باحَةٍ
فيها مَنْ نَزَلَ ، وَمَنْ أَقَامَ ؛
وَمن رَحَلَ سَوفَ يعُودُ ..
حيث تَجْلس الأرضُ والسماءُ ..
وتَبقِينَ هَادئَةً كما إِوَزَّةٌ
لا تمَلُّ الرفْرفَةَ عَلى سَطحِ الماء
ممْتزجةً بِرذاذِ مَطَرٍ خفيفٍ ..
باهْتزازِ خَفيفٍ ،.
خَفيفٍ وهَادِئٍ ..
..
وَتَنْظُرُ عَلَى مَدِّ البَصَرِ
مَا يُوحَى إلَيْكَ ، أَنَ الآتِيةَ لَن تَأتِى ،
إنَّمَا هُوَ البَصَرُ الزائِغُ
لِقَلْبٍ مُتَحَضِّرٍ لِرِعْشَةٍ وَوَجِيبٍ ..
وَيَضِيقُ الأُفُقُ شَيئاً فَشَيْئاً ،.
يَنْسَدِلُ الظَّلَامُ وَلَكِنَّ لَكَ مِنَ النُّورِ مَا يُضِئُ لَهَا
وَهْىَ غَيْرُ آتِيةٍ ،،.
مُتَلَكِئَةً فِى الفَوْضَى
وَكَلُّ مَا عَليْكَ الانْصِيَاعُ لَهَا
وَهْىَ تحَدقُ فِيكَ بِلَا دَهْشَةٍ ،.
مَا الجَدِيدُ إِذَنْ ؟!
هُنَاكَ ذَلِكَ الصَّوتُ وتِلكَ الهُيُولَى
بِمِقْدارِ رُؤىً تَضِيقُ وتتَّسِعُ
الجُلُوسُ إِلَى هَذَا الهُدُوءِ مُجَرَّدُ صِرَاعٍ مُخْتَبئٍ
تَتَجَردُ فِيهِ مِنْ مَخَالِبِكَ
وَتَجْلُوَ حَوَاسَكَ الصَّدِأَةَ
والغَيْرُ مُسْتَيْقِظٍ يَجِبُ أَنْ يَصْحُوَ
لَسْتَ فِى وَجْهِ عَاصِفَةٍ حَتَّى تُحْسِنَ المَجِئَ
إنَّمَا مُجَرَّدَ أوْهَامٍ عَبَثَ بِهَا الزَّمَنُ
والحَوَاسُ وَهْىَ مَبَعْثَرةً
بَيْنَ الضَوْءِ والظَّلِّ
تَتَلَكَأُ الوَرْدَةٌ فِى التَّفَتُّحِ ويَهْوَى غُصْنٌ
بعُشِّهِ الخَاوِى
لَا طَيْرٌ وَلا رَفْرَفَةُ رِيشَةٍ
وَلَا خَشْخَشَةُ أوْرَاقِ شَجَرَةٍ مُهَاجِرةٍ
مِثْلُكَ مِثْلُ مَنْ يَجْلسُ عَلَى فُوَّهَةِ بَرْزَخٍ
كُلُّ مَا عَليْهِ أَن يُنَظِّمَ الفَوْضَى
لَعَلَّهَا بِجَبَرُوتِهَا
تَأْتِى
فَتَطْمَئِنُّ نَفْسُكَ
وُتعْلَمُ أنَّكَ عَلَى يَقِينٍ
..
وَكَصَيَّادٍ غَيْرَ مُنْتَبهٍ
تَتوهُ مِنْهُ الفَرِيسَةُ
يُصْبِحُ فَرِيسَةً وَمُطَارَداً ،.
فِى أَحْضَان غَابَةٍ مُوحِشَةٍ ،
تَفْترِسُهُ الأفَاعِى
وَلَا يُتَاحُ لَهُ النَّوْمُ عَلَى الأشْجَارِ
وفِى الأَعْلَى لَا تَتْرُكُكَ الوُحُوشُ ..
كَأَنَّمَا فِى ظَهِيرَةِ الأَيَّامِ
مَا كُنْتَ تَعْدُو وَلَا تَبْحَثُ عَنْ صَيْدٍ ، فَقَدْتَ الطَّرِيقَ إِذَنْ ،.
وَمُسْتَحِيلٌ
العَوْدَةَ إِذْ تَدُورُ حَوْلَ نَفْسِكَ ،.
هُنَاكَ وَحْشُ القَطِيعَةِ
وَالسِّهَامُ لَا تَكْفِى
وَهُنَاكَ غَابَةٌ مُظْلِمَةٌ وَالضَّوْءُ لَا يَكْفِى
وَهُنَاكَ كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ لَا يَكْفِى
إِذَنْ تَحْتَاجُ لِمُعْجِزَةٍ للخُرُوجِ مِنْ غَابَتِهَا
وَجُعْبَةُ السِّهَامِ خَاوِيَةٌ
وَسَهْمٌ وَاحِدٌ لَا يَكْفِى
وَسَوَاءً مَا كُنْتَ أزلياً فِى الجَحِيمِ ،.
فَإِنَّ إِقَامَتِكَ إِلَى مَوْعِدٍ ..
يَا للظَّلَامِ مَا يُدَمِّرُهُ
فِى مُحَاوَلَاتِكَ الهُرُوبَ مُجَدَداً يبْنِيهِ النَّهَارُ ،.
ما يَجْعَلُ الأُفْقَ أَزِيزَ زَنَابِيرَ
وَخَرْبَشَةَ سَنَاجِبَ وَتِلْكَ الحَيَوَاتِ المُمْتَدَّةَ
تَخْرُجُ مِنْكَ وَهْىَ لَاشَكَّ تَعْرِفُ ..
وَكَمَا قَالَتْ :
أَنْتَ بَعِيدٌ عَنْ مَرْمَاكَ وَأَنَا قَرِيبَةٌ ..
الشَّكُّ أَحْيَاناً هُوَ السَّائِدُ
وَهَا أَنْتَ تُقِيمُ فَخاًّ
وَفِيمَا يَتَوَلَّى الظَّلَامُ وَيَنْسِجُ خُيُوطَهُ ،.
تَقَعُ مِنْ حَالِقٍ بَيْنَ يَدَيْهَا - سَيِّدَةُ الظَّلَامِ - بِضَوئِهَا البَهِىِّ ..
لَنْ تَرَهَا فِى ذَلِكَ الضَّوْءِ
غَيْرَ غَبْشَةٍ خَفِيفَةٍ
مِنْ ظُلْمَةٍ خَفِيفَةٍ
تَتَحَرَّكُ وَتَحْمِلُكَ بِكَفِّهَا كَىْ تَعُودُ بِكَ ،.
الآكِلَةُ عَظْمَكَ وَالشَّارِبَةُ دَمِكَ ..
وَأَنْتَ فَرِحٌ جِداً ..
بَعْضُ الأَلَمِ يَكُونُ فَرَحاً
وَبعْضُ السَّعَادَةِ لَا تُدْرَكُ نِهَايَتُهَا
وَأَنْتَ مُفْرَغٌ مِنَ المَعْرِفَةِ
تَعُودُ لِمَكَانِكَ
تَبْحَثُ عَنْ كَلِمَاتٍ تُعَبِّرُ بِهَا عَنْ حُبِّكَ فَلَا تَجِدُ ..
أَفْرَغَتْكَ مِنْ كُلِّ شَئٍ
شَارِبَةُ الدَّمِّ
إِمْرَأَةُ الغَابَةِ وَالدُّخَانِ وَالأَوْجُهِ المَجْدُورَةِ
سَيِّدَةُ الفَوْضَى وَالعَمَاءِ
وَهْىَ تَحْرِقُ عِظَامَكَ فِى تَنُورِهَا
وأنْتَ فَرِحٌ جِداًّ ..
ولَا فَخَّ لَكَ يَسْتَطِيعُ اصْطِيَادَهَا ..
..
صلاح عبد العزيز
13/1/2023
20/1/2023
نَعَمْ ،.
كُنتُ أجِيبُ سُؤَالَهَا وقَدْ تَأخَّرَ لِسَنَواتٍ ..
نَعَمْ ؛
هُنَاكَ ..
مِنَ المُؤَكَدِ أَنَّ الخَلْقَ المنشَغِلون بالنَّسْغِ ؛ سَيَعْتَرِفُون ،.
بأَنَّ منْقارَينِ خَلَقَا مُوسيقَى الفُلُوت
وَيَدَيْنِ أطَاحَتَا بالكَوْنِ دُونَ صَخَبٍ يُذْكَرُ ..
بَيْنَما تِلْك البُحَيرة هِى مَا يَتَرَائَى
.. { وَليْسَ لِى غَيْرَ تِلكَ الصُّورَةِ الصَّافِيَةِ الألْوَانِ ، والهدُوءِ ، والرَّوْعَةِ ،
وبهْجَةِ التَّفَاصِيلِ } ..
وتَموّجَاتُ مَائِها كَسَطْحِ غَير مخْدُوشٍ ،.
والمَشْىُ فِى غُلالةِ المَلْبَسِ الفَضْفَاضِ ،.
خَلْفَ عَجِيزة تشْبهُ القَلْبَ بظَهْرِهَا المَصْبُوبِ
وَذلِكُمَا السَّاعِدَانِ
باستِدَارةِ نهْدَيْهَا للخَلْفِ وللأمامِ
وَهْىَ تَقُولُ :
أنْتَ لَا تنْجِزْ وَعْدَكَ كَمَا يَجِبُ ..
أنْتَ خَلْفِى كَمَا أمَامِى والوَعْدُ وَعدٌ
لا خَلْفَ ولَا أَمَامَ ..
قُلْتُ ،.
ولِى مِنَ الذَّهْلَةِ الذَّاهِبَةِ بَعْضَ عَقْلٍ ،.
هَلْ تَظُنُ أنَّ غَيبَةً مَا حَاضِرَةً بَيْنَنَا ..
أسْمَعُ وأُجِيبُ :
حَسْبَ ظَنِّى نَحْنُ غِيَابَانِ حَاضِرَانِ
وتلكَ البُحَيْرةُ صُورَةٌ ..
قَالَتْ :
كُنْ مُطِيعاً حَيْثُ تُنْصِتُ الأَحْجَارُ
كُل مَا فِى الطُبيعَةِ لا يُسَاوَى
باحْتِكاكِ أوْرَاقٍ فِى نَسْمَةٍ ..
بِعَفَويةٍ أمْسَكتُ يَدَهَا
والظِّلَالُ كَمَنَاطِقَ حَمِيمِيةٍ
تلْمَسُهَا أَوَّلَ مَرَّةِ
عِطْرُها كَتَنَفُسِ الصَّبَاحِ ..
بيْنَمَا عُصْفُورَينِ فَوقَ شَجَرةٍ ،
صَوْتُ مِنقَاريْهمَا بيْن فَمِى وفَمِهَا ..
وَزَمَنٌ يَفِرُّ خَارِجاً عَنْ مَكْنُونِ المَعْنَى
وَخَافٍ عَن ظَاهِرِهِ ..
يَدُهَا يَدِى ،. مُوسِيقَى الفُلوت ،.
نَسْمَةٌ تَسْحَقُ صَخَبَ مَاءٍ مُنْصَبٍّ ..
فى المُلامَسَةِ مَا يجْعَلُ الكَونَ مُنْسَجِماً ،
يتَمايَل فى اتْجَاهاتٍ تَتَفاوَتُ فِى الدِّقَّةِ
مَا يُعادِل لِقَاءً حَمِيمِياً فِى وَقتٍ يَنْفَلتُ ،..
قلتُ :
نَعَمْ ،.
وأُأَكدُ أنٌَها الرَّيَاحِينُ فِى باحَةٍ
فيها مَنْ نَزَلَ ، وَمَنْ أَقَامَ ؛
وَمن رَحَلَ سَوفَ يعُودُ ..
حيث تَجْلس الأرضُ والسماءُ ..
وتَبقِينَ هَادئَةً كما إِوَزَّةٌ
لا تمَلُّ الرفْرفَةَ عَلى سَطحِ الماء
ممْتزجةً بِرذاذِ مَطَرٍ خفيفٍ ..
باهْتزازِ خَفيفٍ ،.
خَفيفٍ وهَادِئٍ ..
..
وَتَنْظُرُ عَلَى مَدِّ البَصَرِ
مَا يُوحَى إلَيْكَ ، أَنَ الآتِيةَ لَن تَأتِى ،
إنَّمَا هُوَ البَصَرُ الزائِغُ
لِقَلْبٍ مُتَحَضِّرٍ لِرِعْشَةٍ وَوَجِيبٍ ..
وَيَضِيقُ الأُفُقُ شَيئاً فَشَيْئاً ،.
يَنْسَدِلُ الظَّلَامُ وَلَكِنَّ لَكَ مِنَ النُّورِ مَا يُضِئُ لَهَا
وَهْىَ غَيْرُ آتِيةٍ ،،.
مُتَلَكِئَةً فِى الفَوْضَى
وَكَلُّ مَا عَليْكَ الانْصِيَاعُ لَهَا
وَهْىَ تحَدقُ فِيكَ بِلَا دَهْشَةٍ ،.
مَا الجَدِيدُ إِذَنْ ؟!
هُنَاكَ ذَلِكَ الصَّوتُ وتِلكَ الهُيُولَى
بِمِقْدارِ رُؤىً تَضِيقُ وتتَّسِعُ
الجُلُوسُ إِلَى هَذَا الهُدُوءِ مُجَرَّدُ صِرَاعٍ مُخْتَبئٍ
تَتَجَردُ فِيهِ مِنْ مَخَالِبِكَ
وَتَجْلُوَ حَوَاسَكَ الصَّدِأَةَ
والغَيْرُ مُسْتَيْقِظٍ يَجِبُ أَنْ يَصْحُوَ
لَسْتَ فِى وَجْهِ عَاصِفَةٍ حَتَّى تُحْسِنَ المَجِئَ
إنَّمَا مُجَرَّدَ أوْهَامٍ عَبَثَ بِهَا الزَّمَنُ
والحَوَاسُ وَهْىَ مَبَعْثَرةً
بَيْنَ الضَوْءِ والظَّلِّ
تَتَلَكَأُ الوَرْدَةٌ فِى التَّفَتُّحِ ويَهْوَى غُصْنٌ
بعُشِّهِ الخَاوِى
لَا طَيْرٌ وَلا رَفْرَفَةُ رِيشَةٍ
وَلَا خَشْخَشَةُ أوْرَاقِ شَجَرَةٍ مُهَاجِرةٍ
مِثْلُكَ مِثْلُ مَنْ يَجْلسُ عَلَى فُوَّهَةِ بَرْزَخٍ
كُلُّ مَا عَليْهِ أَن يُنَظِّمَ الفَوْضَى
لَعَلَّهَا بِجَبَرُوتِهَا
تَأْتِى
فَتَطْمَئِنُّ نَفْسُكَ
وُتعْلَمُ أنَّكَ عَلَى يَقِينٍ
..
وَكَصَيَّادٍ غَيْرَ مُنْتَبهٍ
تَتوهُ مِنْهُ الفَرِيسَةُ
يُصْبِحُ فَرِيسَةً وَمُطَارَداً ،.
فِى أَحْضَان غَابَةٍ مُوحِشَةٍ ،
تَفْترِسُهُ الأفَاعِى
وَلَا يُتَاحُ لَهُ النَّوْمُ عَلَى الأشْجَارِ
وفِى الأَعْلَى لَا تَتْرُكُكَ الوُحُوشُ ..
كَأَنَّمَا فِى ظَهِيرَةِ الأَيَّامِ
مَا كُنْتَ تَعْدُو وَلَا تَبْحَثُ عَنْ صَيْدٍ ، فَقَدْتَ الطَّرِيقَ إِذَنْ ،.
وَمُسْتَحِيلٌ
العَوْدَةَ إِذْ تَدُورُ حَوْلَ نَفْسِكَ ،.
هُنَاكَ وَحْشُ القَطِيعَةِ
وَالسِّهَامُ لَا تَكْفِى
وَهُنَاكَ غَابَةٌ مُظْلِمَةٌ وَالضَّوْءُ لَا يَكْفِى
وَهُنَاكَ كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ لَا يَكْفِى
إِذَنْ تَحْتَاجُ لِمُعْجِزَةٍ للخُرُوجِ مِنْ غَابَتِهَا
وَجُعْبَةُ السِّهَامِ خَاوِيَةٌ
وَسَهْمٌ وَاحِدٌ لَا يَكْفِى
وَسَوَاءً مَا كُنْتَ أزلياً فِى الجَحِيمِ ،.
فَإِنَّ إِقَامَتِكَ إِلَى مَوْعِدٍ ..
يَا للظَّلَامِ مَا يُدَمِّرُهُ
فِى مُحَاوَلَاتِكَ الهُرُوبَ مُجَدَداً يبْنِيهِ النَّهَارُ ،.
ما يَجْعَلُ الأُفْقَ أَزِيزَ زَنَابِيرَ
وَخَرْبَشَةَ سَنَاجِبَ وَتِلْكَ الحَيَوَاتِ المُمْتَدَّةَ
تَخْرُجُ مِنْكَ وَهْىَ لَاشَكَّ تَعْرِفُ ..
وَكَمَا قَالَتْ :
أَنْتَ بَعِيدٌ عَنْ مَرْمَاكَ وَأَنَا قَرِيبَةٌ ..
الشَّكُّ أَحْيَاناً هُوَ السَّائِدُ
وَهَا أَنْتَ تُقِيمُ فَخاًّ
وَفِيمَا يَتَوَلَّى الظَّلَامُ وَيَنْسِجُ خُيُوطَهُ ،.
تَقَعُ مِنْ حَالِقٍ بَيْنَ يَدَيْهَا - سَيِّدَةُ الظَّلَامِ - بِضَوئِهَا البَهِىِّ ..
لَنْ تَرَهَا فِى ذَلِكَ الضَّوْءِ
غَيْرَ غَبْشَةٍ خَفِيفَةٍ
مِنْ ظُلْمَةٍ خَفِيفَةٍ
تَتَحَرَّكُ وَتَحْمِلُكَ بِكَفِّهَا كَىْ تَعُودُ بِكَ ،.
الآكِلَةُ عَظْمَكَ وَالشَّارِبَةُ دَمِكَ ..
وَأَنْتَ فَرِحٌ جِداً ..
بَعْضُ الأَلَمِ يَكُونُ فَرَحاً
وَبعْضُ السَّعَادَةِ لَا تُدْرَكُ نِهَايَتُهَا
وَأَنْتَ مُفْرَغٌ مِنَ المَعْرِفَةِ
تَعُودُ لِمَكَانِكَ
تَبْحَثُ عَنْ كَلِمَاتٍ تُعَبِّرُ بِهَا عَنْ حُبِّكَ فَلَا تَجِدُ ..
أَفْرَغَتْكَ مِنْ كُلِّ شَئٍ
شَارِبَةُ الدَّمِّ
إِمْرَأَةُ الغَابَةِ وَالدُّخَانِ وَالأَوْجُهِ المَجْدُورَةِ
سَيِّدَةُ الفَوْضَى وَالعَمَاءِ
وَهْىَ تَحْرِقُ عِظَامَكَ فِى تَنُورِهَا
وأنْتَ فَرِحٌ جِداًّ ..
ولَا فَخَّ لَكَ يَسْتَطِيعُ اصْطِيَادَهَا ..
..
صلاح عبد العزيز
13/1/2023
20/1/2023