غياث المرزوق - مَشَاهِدُ مِنَ ٱلْجَحِيمِ ٱلْدِّمَشْقِيِّ -4- «مَشْهَدُ ٱلْوَدَاعِ»

/... اَلْحَيَاةُ، ٱلْحَيَاةْ:
كَيْفَ لِي أَنْ أَظُنَّ أَنِّي أَعْلَمُ مَا لَا أَعْلَمْ؟
وَٱلْمَمَاتُ، ٱلْمَمَاتْ:
قَدْ يَكُونُ أَعْظَمَ خَيْرٍ، لَا أَذَمَّ شَرٍّ تَزَلَّمْ!
سقراط


(4)

– «مَشْهَدُ ٱلْوَدَاعِ» –

/... كَمَا
قَالَ قَلبُ الضَّرِيرِ،
بِنَبْرَةِ وِدٍّ، وَوَجْدٍ،
وَعَيْنِ التَّقَرِّي
/... كَمَا
قَالَ قَلبُ الضَّرِيرِ،
/... خَــلِيِّ النَّظِيرِ،
ٱلْمَعَرِّي:
/...
«سَأَلْنَ، فَقُلْتُ:
مَقْصِدُنَا سَعِيدٌ
فَكَانَ اسْمُ الأَمِيرِ لَهُنَّ
/... فَــالاْ»!

***

/... بَخٌ يَا ابْنَ أُمِّي
وَيَا ابْنَ شُمُوخِ الفُرَاتِ الرَّثِيمِ بِيَمِّي
شِرَاعُ سَفِينِكَ
مَا زَالَ يَمْخَرُ، يَمْخَرُ، فِي رِئَتَيَّ الهَوَاءَ
/... نَــكَالاْ
وَدِفْءُ جَبِينِكَ
مَا انْفَكَّ يَدْرَأُ عَنْ رَاحَتَيَّ احْتِمَالَ الرُّعَاشِ
/... ٱحْتِمَالاْ
وَمَا انْفَكَّ يَرْدَعُ عَنْ وَجْنَتَيَّ قُدُومَ الرِّيَاحِ
عَلَى صَهْوَةٍ مِنْ صَقِيعٍ، كَذَاكَ،
/... نِبَــالاْ
وَصُورَةُ وَجْهِكَ
مَا بَرِحَتْ تَتَنقَّلُ بَيْنَ المَرَايَــا وَبَيْنَ السَّتَائِرِ،
بَيْنَ اتِّقَادِ الظَّلامِ وَبَيْنَ شُحُوبِ الضِّيَاءِ
/... ٱمْتِثَالاْ
تَمُورُ، تَمُورُ، كَطَيْرٍ نَفُورٍ
يُبَادِلُ تَمُّوزَ، مِنْ شَجَرِ الحَوْرِ، بَوْحَ السَّرَائِرِ
/...
حَتَّى صَدَى صَوْتِكَ الحُلْوِ،
حَتَّى صَدَى صَوْتِكَ الحُلْوِ،
مَا زَالَ يَرْفُضُ أَنْ يَنْزَوِي فِي خَبَايَا الوُجُومِ
/... قَصِيَّاْ

***

/... وَهَا أَنْتَ،
أَنْتَ «الأَمِيرُ السَّعِيدُ»
تُكَشِّشُ طَيْرًا
فَيَنْحَسِرُ التِّيهُ عَنْ دَمْعَةٍ تَسْتَحِيلُ
سَـحَابًا نَدِيَّـاْ
لِتَعْلَمَ أَنَّكَ حَيٌّ،
وَظِلُّكَ حَيٌّ يُعَرِّشُ فِي القَلْبِ
مَا دُمْتُ حَيَّاْ
لِتَعْلَمَ أَنِّي أَصُفُّ حَمَامَ الرَّسَائِلِ
مِنْكَ وَمِنْ مُعْجَبِيكَ
وَأَنْشُرُ، أَنْشُرُ، صَفْوَ «الهَدَائِلِ»
فِي مِسْمَعِ اللَّوْزِ وَالعَابِرِينَ
صَدِيقًا وَفِيَّاْ
/...
لِتَعْلَمَ أَنِّي وَظِلِّي
يَتِيمَانِ نِدَّانِ دُونَ هَدِيلِكَ
/... أَنْتَ
وَمَا بَيْنَ نَفْسِي وَعَقْلِي
أُحِبُّكَ حُبَّ الحَيَاةِ لِوَجْهِكَ
/... أَنْتَ
أُحِبُّكَ مَهْمَا بَلَغْتُ مِنَ البَرِّ
وَٱلْبَحْرِ
وَٱلْسَّنَوَاتِ عُتِيَّاْ

***

/... سَلامٌ
عَلَيْكَ، سَلِيلَ الحَمَائِــمِ،
يَوْمَ وُلِدْتَ
/... سَلامٌ
عَلِيْكَ، رَسُولَ البَرَاعِمِ،
يَـــوَمَ بُعِثْتَ،
وَيَوْمَ سَتُبْعَثُ
/... فِي أُغْنِيَاتِ البَنِينِ
وَفِي مُفْرَدَاتِ اليَــقِينِ،
إِلَاهًا
وَسِيمًا
فَطِينًا
حَنُونًا
خَفِيفَ الظِّلال
سَجِيحَ المَقَال
عَظِيمَ الرَّمَاد
وَقِيدَ الفُؤَاد
سَخِيًّا
فَتِيَّاْ

*** *** ***

دبلن (إيرلندا)،
أيار (مايو) 2012

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى