مصطفى معروفي - ها أنا في ورطتي

وأنا في رحاب المساءِ
تدلى السحاب أمامي
كما لو يفاجئنا بالحياة الكريمة
حفلُ يراع وشيكٍ
وريحٌ تقيم مآدب أعراسها
في عباب البحار البعيدةِ...
أذكر أني تعلّمْتُ كيف أمضي
إلى شغفي عابراً
يقْظة العتَباتِ بدون
عنادٍ مبينٍ...
وها أنا في ورطتي
أتمنى افتتاح البداهةِ
أدحو كوابيسها علناً حينما الطير
تزعُمُ
أني أراهنها ببياض المسافاتِ...
ما النهر علّمَنا سيرة الأولياءِ
وغسلَ المواعيد بالانتماءِ
لِهيْزَعةِ الشجرةْ...
كنت أحببتُ لو أن لي
هامشا لنهارٍ طريٍّ
فأنقش في جبهة الطينِ
كل الأصابع لاحتمالٍ منيفٍ
وأغدو كأني جدارٌ ينازل
عند الضحى مقصلةْ...
بينما الشمس تلقي إليَّ
بنرد السطوع وتمضي
وإذْ بي أرى الحجر استاءَ
وانطلق الماء يصنع مزولةً للأساطير
عندئذٍ
صرت أختار نخل الرعيل الوريف
وأهتف:
هذا رمادي
انا الآن صنوُ المعابِرِ
سبحانَ من مدَّني بالأقاحي
والطرقاتِ التي في مناكبها
يتواصل همس الغيوم السعيدةِ،
إني أقول لكم:
رحم الله من كان لا يكتفي
بصيَاحِ الديَكةْ.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
إيــــاك تســـــعى بالأذى إيــاكا
إنــي وربـــي لا أحــــب أذاكـــا
فإذا كرهْتَ مقالتي فاحذرْ،غداً
تلقى لــــدى ربِّ العبـــادِ جَزاكا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى