مصطفى معروفي - سَمَادير

سيدي
أنا نفسي رأيتك أمسِ
تجر إلى النهر مقبرة
وتؤسس أبعادك المستدامةَ
تحت الرمادِ
بأنملة واحدةْ
كنتَ مغتبطا ببهاء المدى
تعرف الطرقاتِ اللعوبَ
تغازلها بمدقات أزهارك المبدئيّةِ
أو
تتهجى الموائد تلك اللواتي لهن
المديح العليُّ
وحيث تقود خيولك للمزرعةْ
لا أناشيد تنزل في غرفتي
لتؤثّث كرّاستي بالأيائلِ
إن الأيائل قد أسلستْ عريَها
للرياحِ
وأجملها دبّج الطينَ بالطين عندَ
بزوغ المسافاتِ تحت نواظرها
إنما الطين آيتنا
(كيف كان لدينا هسيسٌ نوزعهُ
ثم لم نحتملْ أسماءه المضنيةْ؟)
هذه الأرض تنقصها بيعة الريحِ
لم تغتسل برخام الجهات الأليفةِ
غير قليلٍ
وها قد أتينا
أزحنا سلاسلَ نصف الخياناتِ
من كلِّ أقمارنا
وأصابعنا شبعت بالصدى
فاهتدى المستحيل إلينا
بنجمته الكاسرةْ
من كل هذا
كتبتُ على جبهتي
شرْعةَ الانحيازِ
وقلت لحشد الروابي:
إذا مطرٌ جاءَ
والغيمُ لَمَّ سماديرَهُ
ها القطا
ها السهوبُ
وتلك هي الطرقاتُ التي نتقاسمها .
ــــــــ
مسك الختام:
تساهلْ فَفَنُّ العيشِ عند التساهُلِ
وأكَْثرُ ما يــؤذي صـــداقةُ جاهِلِ
وإنكَ إن تطلــبْ هـنــاءً و راحةً
تشبّتْ بحبلِ الصبْـرِ ثـمَّ التجاهُلِ








  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى