.. آن الأوان ، كي نقرأ النصوص ، كلّ النصوص بأظافرنا
أو نمتثل للذي نصحنا ، بعدم النوم تحت الأزمنة.
بعد الآن ، لا قيمة أبداً لمصطلح " الغزو الثقافي " الذي
أصبح باهتاً وابتلعنا قطعة قطعة ، حيث لم يعد لدينا ما نقوله عن ثقافة الغرب ، وبُناة الثقافة لديهم مثل: هيغل ، وهايدغر ، وسارتر ، وبيكيت ، وبروتون، ودالي، وموريسون . اعني : لاوجودية ولا عبثية ولاسوريالية ولا دادئية أو بنيوية أو نظريات جديدة .. تفكّك لنا حالة الغرب الجديد، وحالتنا التي هي اصلاً " حالة نادرة " بل العباءة الثقافية التي ارتديناها لنصدّ بها نظرية - صدام الحضارات - والخوف من هشاشة رؤانا ما دمنا إلى هذه اللحظة.. رهائن للزمن !
يبدو أن المعجزة العربية ، قد تحوّلت إلى كوميديا، ونحن واثقون اننا نعاني من اعتلال بنيويّ بل واستراتيجي في صراخنا ، لأننا نستورد كل شيء، مع اننا لا نعرف أن نختار اي شيء .
كيف إذن الحال بيننا وبين الأفق ؟ فالصرخة سواء أيقظت فينا الحنين، أو أيقظت فينا ليل الثقافة العزلاء، .
هناك من ينتظر الكشف عن عِظامنا الباردة التي تلطّخت بكل أشكال الموبقات التي انتهكت بدورها الضحكات العريضة .. حتى أننا وضعنا احمر الشفاه النادر على شفتي الفضيحة !.
المال العربي ، يتراقص على حافة الهاوية ، وكهنة الفساد والقمع والغطرسة والتبعية ، يصولون ويجولون
فوق أحلامهم واحلامنا .
الثقافة العربية محطّمة بالأحذية ، وما زلنا نشاهد بقايا
هولاكو على كتفي الهواء ، وعلى كتفي الدم ، لتظهر الأيدي القبيحة الناشفة المتورطة في جرّنا إلى الهاوية ، بعيداً عن زبانية الغرب والعرب ، والذين جعلوا الماء والهواء يجثو على ركبتيه أمام القيصر.. ابن الخيال البارد الذي يراقب أصوات اطفالنا ، والجميع الجميع يدور حول الهيكل لعقلنة اللامعقول .
ربما هي الفرصة الأخيرة للكائن العربي " في " كيف يرى توقّف صهيل الضفادع .. ورؤوس العرب تتدحرج من الماضي إلى الماضي .. إلى الماضي الفسيح بل الفضفاض ، متجاهلة تغلغل الهزائم في أمعاء الطرق ، والفراغات المترسّبة في أحشاء " عرب " العصر الحجريّ ، مع أنها أفضل بكثيييير من هذا العبث الذي يتهادى منهكاً ، لإعادة ترتيب اللحظة التي بدآها السيدان الموقران - سايكس بيكو- بشكل غرائزي ، لربما
تتوقف هذه الكرة الأرضية عن الدوران .
الكائن العربي بكل صيغته" الأيديولوجية " يشاهد ما يشاهده من وميض فاضح، وإن هذا الضوء الذي يراه ، لا يمكن أن يعيش إلّا داخل المقبرة .
فالمسألة التي نتحاور فيها ، هي مسافة الموت، وبعيداً
عن غرائزية الانتماء، فإن زمننا هذا يضيق فيه الوعي ،
ويضيق فيه الحلم.. حتى الهواجس تضيق ، لأننا نلعب في مستقبل مليّء بالثقوب لا بالأفق .
كل الأسئلة التي نتندولها هذه الأيام هي الأسئلة العجوز
الهرمة، أو كما مرّ قبل قليل : الأسئلة التي تنثر الزهور
على موكب القيصر.
هل ننتظر أن يخلع راعي البقر ثيابه ، وننظر أن نراه كعابر سبيل ؟
يُفترض في الكائن العربي الذي اشتهر انه من سلالة حاتم الطائيّ أن لا يمشي على يديه ويبدع في تقليد ثغاء النعاج .
لا اظن انه بقيَ اي شيء بين أيدينا ، بل نقول لأيدينا
أن تنشيء لنا اولاً منازل من زجاج ، كي يتحطّم هذا
الزجاج فوق وجوهنا .
بماذا نعوي ونحن لا ذئب ولا ليل ؟!
أليس مذهلاً اننا عراة ، وننتعل احذية فاخرة ، ونغسل
الأطباق ، وممنوعون حتى النظر إلى الهيكل؟
نعم إننا نستخدم كل امكاناتنا لتعرية الآخر حتى من عظامه ، وبذات الوقت ، نحن عراة وننظر بكل فخر إلى ما وراء الصخب .
فالصناديق التي أمامنا، والتي رأيناها سواء كانت زجاجية أم خشبية ، تخضع شاء الصندوق أم لا إلى الموت .
يبدو أن أرض العرب قد تحولت إلى أرض لتعيش عليها كائنات من نوع آخر ، وهذا ما جعلنا نبتعد قليلاً عن التفكيك والتسيّب ، وارغامنا أن تكون سلعة رخيصة في السوق لا أكثر ولا أقل.. ولا أحد يأبه بثقافتهالمعذّبة . لأن الأصوات البعيدة التي تحملها الذئاب .. فقط لترويع التراكمات التاريخية التي بها نلوذ ويلوذ بها " صوت الذئب " الذي يحمينا من هذه الأزمنة .
صحيح اننا كلّنا نتساءل عن نشأة النصوص وتأويلها ،
والأخطر أن نتسائل وبشكل خفيّ عن نشاة السراب ، حيث لا غرابة أبداً ان نشعر بالهلع في اي وقت ،من اننا نمتلك عقولنا لتقتلنا وتقتل كل ما قلناه عن الأزمنة، وما حولها دون استثناءٍ .. فقط لربطنا بحائط الهاوية ، .على اعتبار العربيّ حالة استثنائية في الفراغ.
لقد أصبح لاوعينا، مأوى للعنكبوت، ولا أحد يعلم. لماذا
الكائنات غير الإنسانية تقترب من الكائن العربي ، سواء كان مثقفاً / أو قطعة من الأثاث.
من هو الذي يستطيع ايقاف العمى الذي داخلنا لنتثاءب
عل. أرصفة العصر ، والهبوط " بالعربيّ " من قرية العماء .. إلى عماء القرون القادمة .
هل مقولة " بترول العرب للعرب لكل أمة العرب " تخرجنا من هذا اللاتوازن، وأن لا مكان للجدلية العربية الراهنة أن تغرق في رومانسية الصحراء ، وتعيد لنا عقارب الساعة الخشبية طبعا / إلى الأمام ؟
لنتلمّس بكل هذا العماء جدار الواقعية الساقطة ، والهبوط بأحذيتنا مع اننا حفاة عراة ، لنستعيد قدرتنا
وحيويتنا مع الزمن ؟ وننفذ" بريشنا " من هستيريا الدم
التي تقتحم حتى المقاعد الفارغة التي تركناها في الأندلس .
الم يقل أحدهم: إن خطّ الدم الذي ابتدأ مع الأزل، ينتهي مع الأزل، وإننا نحتاج " نحن " إلى قتلى المال العربيّ الذي ينطلق من التوراة ، ليذهب إلى التوراة ؟!
وكيف بعدئذ أن نترعرع بين يدي الذين ان انفقوا كلّ ما لديهم لنصبح كائنات من القشّ .. أي أولئك الذين يبدعون في التسلّل ولو عبر الجثث / والمطلوب منهم التسلّل عبر الجثث، ويلوّحون بأقصى ما لديهم لرقصة سالومي .والصرخة في أفواهنا تتدحرج نحو الأعلى .. وإنها ليست الصرخة الضئيلة التي اسمها رقصة القضاء والقدر!
قال لي أحدهم: إننا أمام عودتنا الوثنية ، كي لا تسقط البراءة العربية من وجوهنا ، وعندما يسقط الدم من كلّ علامات الترقيم .. وبالأخصّ علامة الاستفهام التي تذكّرنا بالخناجر المعوجّة ، وهو " مانسميّه " أزمة الظرف " الخالي " من الدم .
ماذا يحدث إذا ظهرت لحظة الإنهيار ، ومشت الوحول نحو المقبرة ؟
ماذا لو كان داخل كل عربيّ أكثر من حائط، ليظل مزرعة خصبة للسكاكين؟ وبشكل أدق ، ماذا تقول السكين لحياة العرب ومال العرب؟
بترول العرب ، هذا الكنز الأزلي كما يُعتقد ، يتفكّك نقطة نقطة في اللاوعي العربي.. وعليه أن لا ينتهي أيضاً ، ليظل قريباً من الأجزاء الإضافية لكيان الحاكم وصولاً لشخصيته التلقائية ، التابعة لفلسفة الإيقاع السياسي الذي بدوره يخضع لعملية استيراد اللحم العربي مذبوحاً حسب الشريعة اليهودية !
هل النقطة الضعيفة في العربيّ، هي النقطة القوية في العربي ؟ إننا نواجه - هولوكست عربي - مشنشل بما أنتجته قيلولة الدم ، لا ما أنتجه التراب العربي المترهّل أصلاً امام خداع اللغة / كالانتماء والالتزام ووو إلخ .
ربما يكون المال العربي ، زوجاً لائقاً للمصلحة ولزخرفة
العباءة العربية الأصيلة المنسوجة في بلاد العم سام ،
وإغفال ما يمكن أن تحقّقه اللمسة العروبية بمفهومها
القومي الشامل ، لأن لدينا أغنيات لا تزال عالقة في القلب .
ماذا يحتاج المال العربي كي يقف على قدميه؟ الآن بالذات منه تتدلّى الضحكات ، والأفاعي من ثيابه المقصّبة ، وكلّنا يعرف أن العربي ، لا يمكنه أن يختبئ داخل المرايا. لذلك وما دام هو رهينة هذا النهر الخالد من المال .. سيظل وسنظل معه نتسلّق اللحظة التي بلا ساقين .
لقد امتلأنا بالضحك من حوارات عن انفجار المستقبل
العربي .. لأن المسافة التي تربطنا به ، مسافة وعرة تماماً ، بسبب التأوهات التي نخبّئها وهي تعادل أكثر بكثير ما تنتجه وانتجته آبار العرب .
فلا الثقافة المفتوحة الراهنة ابعدتناعن التوراة. ولا الفُتات الذي يشبه العاهة الأيديولوجية التي نصّبت رجالَ البرد .. أمراء وزوّار على أبواب حظائر الزجاج.
هل نستذكر ما قاله امرئ القيس : " وقد طوّفت بالآفاق حتى/ رضيت من الغنيمة بالإياب " وبذلك نكون كائنات بشرية في حالة تفاعل خلّاقة للغاية مع الفجوة المستقبلية الهائمة على وجهها. ونستعدّ لبيع كل ما نملك من أصابع ، من أجل أن يظلّ المال الكسول في حضن المعجزة .
يبدو أن العربي ، لا خيار له إلا الفرار من هذا الزمن ،
طبعاً دون الدخول في التفاصيل الرمادية التي أوصلت كل هذا الانتفاخ المترهل في حجب الإنهيار، ليظل خبزنا القومي مشوّشاً ومعذّباً بنفس الوقت . حتى أن أقدامنا المطرّزة بالأحذية العقائدية، لم تشأ أن تقتنع بأنّ المعذّب هنا سيظل معذباً ، ولا فكاك من فم الأفعى حين الإعلان بكل بساطة موت الهواء .
ثمة من يحاول أن يغسل بطن التنين من الضحك ، وثمة من يحاول الاحتفاظ بقطعة من الفرح إلى حين الانتهاء مت إعطاء نصف الخبز، ونصف المال، ونصف الحياة لنصف الفلسفة . لأن المال العربي يتماهى مع نفسه والثقافة العربية مع نفسها حتى الاستراتيجية ليست اقل حظا وتريد التماهي مع نفسها؛ وتحاول احياناً أن ترتدي التراب أو تغتسل بالحجارة . يعني أن نشاهد هذا الوطن العربي الرائع وقد اصابه الجنون ، ويريد أن يدخل طواعية في الأدغال الدافئة!
إن ثقافة القطيع، أنتجت لنا مال القطيع. ولا بدّ أن يمتزج الصدأ بأي شيء يمكن له البحث عن الذي يجيد الحديث بلغة الجثث .
من هم أكلة الأرواح إذن .. بل من هم الذين يبدعون
في عمليات تجميل الدهاليز؟
أشباح هائلة لا يتضاءل أداؤها، ولكن لنتصوّر اننا الأشباح التي تحوّلت إلى دمى.. نحن إذن في زمن ليس هنا ، نلعب بأعماقنا بدلاً من الشعر ، نقاطع الدولار بهاماتنا التي في المستنقعات ، ورغيف الخبز بالشظايا الفظيعة.. نجعل من الحقيقة قطعة من القماش ، ومن القماش قطعة من الحقيقة. نخضع للأدلّة الساخنة بدلاً من صياغةِ رؤية لغسل الأمكنة ، وإعادة إنتاج ثقافة ليس فيها ملل أو عبثية أو ضياع .
يا لفظاعة المال العربي البارد .. يقتضي بنا أن نصافح
ضحاياه في كل يوم ، وأن نضع كل الرهانات العشوائية
والعربية فوق ذرى الطاولات.
قلت له : العربيّ كان ضائعاً في مهمة ضائعة !
أو نمتثل للذي نصحنا ، بعدم النوم تحت الأزمنة.
بعد الآن ، لا قيمة أبداً لمصطلح " الغزو الثقافي " الذي
أصبح باهتاً وابتلعنا قطعة قطعة ، حيث لم يعد لدينا ما نقوله عن ثقافة الغرب ، وبُناة الثقافة لديهم مثل: هيغل ، وهايدغر ، وسارتر ، وبيكيت ، وبروتون، ودالي، وموريسون . اعني : لاوجودية ولا عبثية ولاسوريالية ولا دادئية أو بنيوية أو نظريات جديدة .. تفكّك لنا حالة الغرب الجديد، وحالتنا التي هي اصلاً " حالة نادرة " بل العباءة الثقافية التي ارتديناها لنصدّ بها نظرية - صدام الحضارات - والخوف من هشاشة رؤانا ما دمنا إلى هذه اللحظة.. رهائن للزمن !
يبدو أن المعجزة العربية ، قد تحوّلت إلى كوميديا، ونحن واثقون اننا نعاني من اعتلال بنيويّ بل واستراتيجي في صراخنا ، لأننا نستورد كل شيء، مع اننا لا نعرف أن نختار اي شيء .
كيف إذن الحال بيننا وبين الأفق ؟ فالصرخة سواء أيقظت فينا الحنين، أو أيقظت فينا ليل الثقافة العزلاء، .
هناك من ينتظر الكشف عن عِظامنا الباردة التي تلطّخت بكل أشكال الموبقات التي انتهكت بدورها الضحكات العريضة .. حتى أننا وضعنا احمر الشفاه النادر على شفتي الفضيحة !.
المال العربي ، يتراقص على حافة الهاوية ، وكهنة الفساد والقمع والغطرسة والتبعية ، يصولون ويجولون
فوق أحلامهم واحلامنا .
الثقافة العربية محطّمة بالأحذية ، وما زلنا نشاهد بقايا
هولاكو على كتفي الهواء ، وعلى كتفي الدم ، لتظهر الأيدي القبيحة الناشفة المتورطة في جرّنا إلى الهاوية ، بعيداً عن زبانية الغرب والعرب ، والذين جعلوا الماء والهواء يجثو على ركبتيه أمام القيصر.. ابن الخيال البارد الذي يراقب أصوات اطفالنا ، والجميع الجميع يدور حول الهيكل لعقلنة اللامعقول .
ربما هي الفرصة الأخيرة للكائن العربي " في " كيف يرى توقّف صهيل الضفادع .. ورؤوس العرب تتدحرج من الماضي إلى الماضي .. إلى الماضي الفسيح بل الفضفاض ، متجاهلة تغلغل الهزائم في أمعاء الطرق ، والفراغات المترسّبة في أحشاء " عرب " العصر الحجريّ ، مع أنها أفضل بكثيييير من هذا العبث الذي يتهادى منهكاً ، لإعادة ترتيب اللحظة التي بدآها السيدان الموقران - سايكس بيكو- بشكل غرائزي ، لربما
تتوقف هذه الكرة الأرضية عن الدوران .
الكائن العربي بكل صيغته" الأيديولوجية " يشاهد ما يشاهده من وميض فاضح، وإن هذا الضوء الذي يراه ، لا يمكن أن يعيش إلّا داخل المقبرة .
فالمسألة التي نتحاور فيها ، هي مسافة الموت، وبعيداً
عن غرائزية الانتماء، فإن زمننا هذا يضيق فيه الوعي ،
ويضيق فيه الحلم.. حتى الهواجس تضيق ، لأننا نلعب في مستقبل مليّء بالثقوب لا بالأفق .
كل الأسئلة التي نتندولها هذه الأيام هي الأسئلة العجوز
الهرمة، أو كما مرّ قبل قليل : الأسئلة التي تنثر الزهور
على موكب القيصر.
هل ننتظر أن يخلع راعي البقر ثيابه ، وننظر أن نراه كعابر سبيل ؟
يُفترض في الكائن العربي الذي اشتهر انه من سلالة حاتم الطائيّ أن لا يمشي على يديه ويبدع في تقليد ثغاء النعاج .
لا اظن انه بقيَ اي شيء بين أيدينا ، بل نقول لأيدينا
أن تنشيء لنا اولاً منازل من زجاج ، كي يتحطّم هذا
الزجاج فوق وجوهنا .
بماذا نعوي ونحن لا ذئب ولا ليل ؟!
أليس مذهلاً اننا عراة ، وننتعل احذية فاخرة ، ونغسل
الأطباق ، وممنوعون حتى النظر إلى الهيكل؟
نعم إننا نستخدم كل امكاناتنا لتعرية الآخر حتى من عظامه ، وبذات الوقت ، نحن عراة وننظر بكل فخر إلى ما وراء الصخب .
فالصناديق التي أمامنا، والتي رأيناها سواء كانت زجاجية أم خشبية ، تخضع شاء الصندوق أم لا إلى الموت .
يبدو أن أرض العرب قد تحولت إلى أرض لتعيش عليها كائنات من نوع آخر ، وهذا ما جعلنا نبتعد قليلاً عن التفكيك والتسيّب ، وارغامنا أن تكون سلعة رخيصة في السوق لا أكثر ولا أقل.. ولا أحد يأبه بثقافتهالمعذّبة . لأن الأصوات البعيدة التي تحملها الذئاب .. فقط لترويع التراكمات التاريخية التي بها نلوذ ويلوذ بها " صوت الذئب " الذي يحمينا من هذه الأزمنة .
صحيح اننا كلّنا نتساءل عن نشأة النصوص وتأويلها ،
والأخطر أن نتسائل وبشكل خفيّ عن نشاة السراب ، حيث لا غرابة أبداً ان نشعر بالهلع في اي وقت ،من اننا نمتلك عقولنا لتقتلنا وتقتل كل ما قلناه عن الأزمنة، وما حولها دون استثناءٍ .. فقط لربطنا بحائط الهاوية ، .على اعتبار العربيّ حالة استثنائية في الفراغ.
لقد أصبح لاوعينا، مأوى للعنكبوت، ولا أحد يعلم. لماذا
الكائنات غير الإنسانية تقترب من الكائن العربي ، سواء كان مثقفاً / أو قطعة من الأثاث.
من هو الذي يستطيع ايقاف العمى الذي داخلنا لنتثاءب
عل. أرصفة العصر ، والهبوط " بالعربيّ " من قرية العماء .. إلى عماء القرون القادمة .
هل مقولة " بترول العرب للعرب لكل أمة العرب " تخرجنا من هذا اللاتوازن، وأن لا مكان للجدلية العربية الراهنة أن تغرق في رومانسية الصحراء ، وتعيد لنا عقارب الساعة الخشبية طبعا / إلى الأمام ؟
لنتلمّس بكل هذا العماء جدار الواقعية الساقطة ، والهبوط بأحذيتنا مع اننا حفاة عراة ، لنستعيد قدرتنا
وحيويتنا مع الزمن ؟ وننفذ" بريشنا " من هستيريا الدم
التي تقتحم حتى المقاعد الفارغة التي تركناها في الأندلس .
الم يقل أحدهم: إن خطّ الدم الذي ابتدأ مع الأزل، ينتهي مع الأزل، وإننا نحتاج " نحن " إلى قتلى المال العربيّ الذي ينطلق من التوراة ، ليذهب إلى التوراة ؟!
وكيف بعدئذ أن نترعرع بين يدي الذين ان انفقوا كلّ ما لديهم لنصبح كائنات من القشّ .. أي أولئك الذين يبدعون في التسلّل ولو عبر الجثث / والمطلوب منهم التسلّل عبر الجثث، ويلوّحون بأقصى ما لديهم لرقصة سالومي .والصرخة في أفواهنا تتدحرج نحو الأعلى .. وإنها ليست الصرخة الضئيلة التي اسمها رقصة القضاء والقدر!
قال لي أحدهم: إننا أمام عودتنا الوثنية ، كي لا تسقط البراءة العربية من وجوهنا ، وعندما يسقط الدم من كلّ علامات الترقيم .. وبالأخصّ علامة الاستفهام التي تذكّرنا بالخناجر المعوجّة ، وهو " مانسميّه " أزمة الظرف " الخالي " من الدم .
ماذا يحدث إذا ظهرت لحظة الإنهيار ، ومشت الوحول نحو المقبرة ؟
ماذا لو كان داخل كل عربيّ أكثر من حائط، ليظل مزرعة خصبة للسكاكين؟ وبشكل أدق ، ماذا تقول السكين لحياة العرب ومال العرب؟
بترول العرب ، هذا الكنز الأزلي كما يُعتقد ، يتفكّك نقطة نقطة في اللاوعي العربي.. وعليه أن لا ينتهي أيضاً ، ليظل قريباً من الأجزاء الإضافية لكيان الحاكم وصولاً لشخصيته التلقائية ، التابعة لفلسفة الإيقاع السياسي الذي بدوره يخضع لعملية استيراد اللحم العربي مذبوحاً حسب الشريعة اليهودية !
هل النقطة الضعيفة في العربيّ، هي النقطة القوية في العربي ؟ إننا نواجه - هولوكست عربي - مشنشل بما أنتجته قيلولة الدم ، لا ما أنتجه التراب العربي المترهّل أصلاً امام خداع اللغة / كالانتماء والالتزام ووو إلخ .
ربما يكون المال العربي ، زوجاً لائقاً للمصلحة ولزخرفة
العباءة العربية الأصيلة المنسوجة في بلاد العم سام ،
وإغفال ما يمكن أن تحقّقه اللمسة العروبية بمفهومها
القومي الشامل ، لأن لدينا أغنيات لا تزال عالقة في القلب .
ماذا يحتاج المال العربي كي يقف على قدميه؟ الآن بالذات منه تتدلّى الضحكات ، والأفاعي من ثيابه المقصّبة ، وكلّنا يعرف أن العربي ، لا يمكنه أن يختبئ داخل المرايا. لذلك وما دام هو رهينة هذا النهر الخالد من المال .. سيظل وسنظل معه نتسلّق اللحظة التي بلا ساقين .
لقد امتلأنا بالضحك من حوارات عن انفجار المستقبل
العربي .. لأن المسافة التي تربطنا به ، مسافة وعرة تماماً ، بسبب التأوهات التي نخبّئها وهي تعادل أكثر بكثير ما تنتجه وانتجته آبار العرب .
فلا الثقافة المفتوحة الراهنة ابعدتناعن التوراة. ولا الفُتات الذي يشبه العاهة الأيديولوجية التي نصّبت رجالَ البرد .. أمراء وزوّار على أبواب حظائر الزجاج.
هل نستذكر ما قاله امرئ القيس : " وقد طوّفت بالآفاق حتى/ رضيت من الغنيمة بالإياب " وبذلك نكون كائنات بشرية في حالة تفاعل خلّاقة للغاية مع الفجوة المستقبلية الهائمة على وجهها. ونستعدّ لبيع كل ما نملك من أصابع ، من أجل أن يظلّ المال الكسول في حضن المعجزة .
يبدو أن العربي ، لا خيار له إلا الفرار من هذا الزمن ،
طبعاً دون الدخول في التفاصيل الرمادية التي أوصلت كل هذا الانتفاخ المترهل في حجب الإنهيار، ليظل خبزنا القومي مشوّشاً ومعذّباً بنفس الوقت . حتى أن أقدامنا المطرّزة بالأحذية العقائدية، لم تشأ أن تقتنع بأنّ المعذّب هنا سيظل معذباً ، ولا فكاك من فم الأفعى حين الإعلان بكل بساطة موت الهواء .
ثمة من يحاول أن يغسل بطن التنين من الضحك ، وثمة من يحاول الاحتفاظ بقطعة من الفرح إلى حين الانتهاء مت إعطاء نصف الخبز، ونصف المال، ونصف الحياة لنصف الفلسفة . لأن المال العربي يتماهى مع نفسه والثقافة العربية مع نفسها حتى الاستراتيجية ليست اقل حظا وتريد التماهي مع نفسها؛ وتحاول احياناً أن ترتدي التراب أو تغتسل بالحجارة . يعني أن نشاهد هذا الوطن العربي الرائع وقد اصابه الجنون ، ويريد أن يدخل طواعية في الأدغال الدافئة!
إن ثقافة القطيع، أنتجت لنا مال القطيع. ولا بدّ أن يمتزج الصدأ بأي شيء يمكن له البحث عن الذي يجيد الحديث بلغة الجثث .
من هم أكلة الأرواح إذن .. بل من هم الذين يبدعون
في عمليات تجميل الدهاليز؟
أشباح هائلة لا يتضاءل أداؤها، ولكن لنتصوّر اننا الأشباح التي تحوّلت إلى دمى.. نحن إذن في زمن ليس هنا ، نلعب بأعماقنا بدلاً من الشعر ، نقاطع الدولار بهاماتنا التي في المستنقعات ، ورغيف الخبز بالشظايا الفظيعة.. نجعل من الحقيقة قطعة من القماش ، ومن القماش قطعة من الحقيقة. نخضع للأدلّة الساخنة بدلاً من صياغةِ رؤية لغسل الأمكنة ، وإعادة إنتاج ثقافة ليس فيها ملل أو عبثية أو ضياع .
يا لفظاعة المال العربي البارد .. يقتضي بنا أن نصافح
ضحاياه في كل يوم ، وأن نضع كل الرهانات العشوائية
والعربية فوق ذرى الطاولات.
قلت له : العربيّ كان ضائعاً في مهمة ضائعة !