مصطفى معروفي - كان العبابُ نبيهاً

رجل كاسر لتوقّعهِ
وسماء تكرّسُ سمعتها لقديم المياهِ
خيامٌ لديها انحدار وثيقٌ
خليةُ نحْلٍ تبالي بأعضائها
والقطا حولها يتهجى
ربيع الأعالي
وغيم يرى الأفْق معتمرا
للنجومِ
فيمنح نيرانه للمدى
إذ هناك يجوز التحاف البداهة أيضا
هناك النساء يصلن الينابيعَ
وفق المواعيدِ
ثم يُرقْنَ الغوايةَ
فوق خواصرهنَّ
ويسفكْن بين الفجاج دم الزوبعةْ
إنني حينما أقصد النهر
أترك خلفي جدارا
لأروي الحكاية من أوّلِها
للسهوب التي تتأهّبُ للمَيَلان
إلى الجهة العابرةْ
وأنا في الطريق إلى فندقي
صرت ألمح بحرا تدثَّر بالغيمِ
كان العباب نبيها
يرى الشاطئ ارتاحَ
تعرو ذرى إبطه صومعةْ
كان قبل قليل يحاضرُ
عن شرود النوارس
والملكوت الذي لا ضفاف له.
صار رهنَ يدي شجرٌ عارم
وعلى كتفي غيمةٌ
بينما أنا أنوي مساءلة الماء
كيف استمدَّ تقاسيم جبهته
من حجرٍ إمّعَةْ.
ـــــــ
مسك الختام:
وتفرح أذْني حيـــن تُسْقى بِكِلْمَةٍ
تُهلِّلُ وجـهي مـن عذوبةِ وقْـــعِها
لقد قست أقوالا وكنت وعَيْتُها
فألْفيْتُ طبــــع القائلين كطبعها



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى