د. عبدالله عوبل منذوق - الجراااااااااد

كان للسيدة العجوز مع زهرة نبتت على عتبة بيتها حديث الأم الى بنتها، فقالت: حدثيني إيتها الزهرة الجميلة ،، لماذ توقفت عند هذا المكان المظلم،، كيف ترين الشمس من هذه الزاوية البعيدة ، ليتك كنت سنبلة تطفئ موجة الجوع المتوحشة،،لماذا أتيت لوحدك الى ارض العطشى ،، السنابل وحدها صنو الحياة ،، لماذا أسرعت الخطى الى البقعة المجدبة، من حرم المنزل ،، الم تخبرك هذه الجذوع اليابسة عن مصيرها،،، كانت وارفة وسامقة تتنفس أشعة الشمس
ونتنفس نحن أريجها وهواءها النظيف ،، كنا نستظل تحتها،، كانت حشائش وأزهار تنمو حولها ،،فجأة هجم الجراد ذات صيف،، أكل اوراق الأشجار كلها ،، جردها من جمالها وظلها ،، نزع عنها خضرتها،،أكل أوراقها وحتى أغصانها الرطبة،،باتت كما ترينها الان ، عيدان متفرعة عارية من اللون والنضارة ،، ،،فما الذي أتي بك ،، وانت الرقيقة الناعمة الزكية رفيقة الفراشات وغذاء النحل،، وحبيبة الندى.
خبز جاف او سنبلة مثقلة بالحبوب ،، ذلك ما نحتاجه ،، الا ترين تلك الأجسام النحيلة ،، الوجوه الشاحبة ،،والإقدام العارية ،، ماذا سيفعلون بزهرة أنيقة تنثر أريجها ،،وتعطر كل الأشياء الجافة برائحة الربيع ،،
اين اخبئك من أقدام العابرين الى مرافىء الموت ،، اين ؟؟ ثمة أناس يمرون من هنا في دروب حملت معها رياح الجراد ،، هذه المدينة ،، صارت من مجاهل التاريخ ،، فلماذا تزوريننا يا حبيبتي في هذه الأيام الموحشة،، تمنيت لك موعدا يكون فرحا ،، وعناقا وذكرى جميلة ،، لكن الجراد،داس باقدامه على كل فجوة ياتي منها نور ،، الجراد صنو المجاعة، والموت ،،المتعبون على مشارف الموت ،، ينتظرون السنابل ،، والانتظار ثقيل على العيون وهي ترنو الى خالقها ،،ينتظرون بلهفة الأمل ويقولون ؛" ستأتي السنابل والمطر "

د. عبدالله عوبل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى