عصام سعد حامد - وسيط المعجزات

..لا الصوت ولا الضوء. أسرع منه, كلاهما عرفنا سرعته, ما أود السؤال عنه.., لم نتمكن منه.. فائق للغاية, عجزت عنه تصوراتنا, لا شبيه له في الأداء, منذ بدء الخليقة إلى يومنا.., مخترقاً كافة الأكوان.., ما بعدها, كبر شأنها أو قل.. أتعرفونه..؟
وجدتني انا وغيري نتساءل:
ــ أهذه محاضرة في الألغاز أم في الفيزياء الكونية؟
وإذا بأحد زملائنا, يدعى (مستجاب).. التوفيق عادته, التلبية شيمته, الذكاء بينته. يرفع يده, سمح له.. نهض واثقاً:
ــ نعم. أعرفه..
ــ.. العلم نفسه. لم يتوصل لماهيته..!
ــ يقيناً.., أعرف سرعته الإعجازية.
ــ إذا كنت متأكداً.. إليّ بمعادلة قياس سرعته.
ــ سرعة الخيال مضروباً في واحد صحيح، أمامه عدد لا نهائي من الأصفار.
ضحكنا من قلوبنا, ملء أفواهنا, حتى نسينا أنفسنا, أستاذنا, الذي صدمنا بابتسامته, التي لم نرها من قبل, كأن وجهه. قدّ من صخر, لا يقبل النحت أو الحفر, بجدية تصفيقه:
ــ أحييك على تفكيرك.., إجابتك.., موفقة للغاية.
ثبتنا فاغري الأفواه, تاهت عقولنا, تشوشت ذاكرتنا, فقدنا الإتصال بموضوعنا, الذي لم نفقه منه, حتى اللحظة شيئاً, اقترب أستاذنا من زميلنا.., متفحصاً, مكتشفاً إياه, كأنه وجد كنزاً. طال ترقبه, شغف بمحتواه, مدققاً فيه:
ــ لا تدعني أرتاب.., بأنك لا تعرفه
ــ لا داع للشك
ــ فقط.. أخبرني بأحد اسمائه أو صفاته..؟
ــ إنه (وسيط المعجزات)، أيقونة السحر المباح, كفى.
ــ بالضبط.. هذا ما أريده. اتبعني..
خرج أستاذنا, تبعه زميلنا, عقولنا تتساءل:
ــ لمّ قطع المحاضرة. بهذه الطريقة الغريبة؟, تلك الإجابة الأكثر غرابة!, لماذا يريد الاختلاء به؟, مناقشته منفرداً..!
,.. بتصرفه هذا.. زرع ريباً, جناه مقتاً, حصده زميلنا حقداً وحسداً, زاغت أعين فكرنا, نطق لسان حالنا:
ــ ما الذي يحدث بالضبط. أمامنا, وراءنا , حولنا؟
.. فمئات المحاضرات تلقينا.., لأغرب التساؤلات, أجوبتها تعرضنا, بخبرة, علم أساتذتنا توجهنا.., حتى هذه المحاضرة, التي تواجد فيها سر, تحكم فيها منذ بدايتها.. ولن أخفي عنكم خافية. فبطرقنا الخاصة.. حصلنا على نص حوارهما. بداية من قول أستاذنا:
ــ ألك علاقة بعوالم أخرى؟
ــ ماذا..؟
ــ جن. شياطين, ملائكة, مخلوقات كونية, كائنات فضائية..
ــ.. علاقتي بالله تكفيني
ــ حسناً.. أصابتني مشكلة زلزلتني.., حيرتني,.. أرقتني.., كادت تفتك بعقلي, تزهق روحي, أحتاج لمعجزة.. بمعنى الكلمة.., أدفع فيها كل ما أملك..
ــ وما شأني بها؟
ــ رأيتك في المنام.., داخلني يقين.., بأنك تمتلك حلاً..
ــ عفواً.. لم يسبق لنا التقارب..!
ــ السؤال الذي ألقيته عليكم. جاءني أيضاً في منامي, لأعرفك من خلاله.
ــ رغم عدم معرفتي بمشكلتك.., أنا تحت أمرك.
ــ أجبني بالله.. ( وسيط المعجزات), الذي أشرت إليه. كيف أتواصل معه؟
ــ بأي طريقة تعجبك, تناسبك..
ــ التكلفة..؟
ــ إنه مجاني..
ــ أيعرفه أحد غيرك..؟
ــ كل الخلائق..
ــ أين أجده..؟
ــ في معيتك..
ــ لا تحيرني يا مستجاب.. أرجوك. حياتي, كياني على المحك..
ــ توجه لرب المعجزات.. (ارفع يديك إليه)

الكاتب/ عصام سعد حامد مصر أسيوط ديروط
30 / 3 / 2020
Aujourd’hui, à 19:15

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى