د. محمد عباس محمد عرابي - الدعاء في شعر الشاعر الدكتور /عبد الرحمن العشماوي (نماذج مختارة)

استيقظت البشرية منذ أيام على زلزال سوريا وتركيا الذي أودي بحياة ما يزيد على 21 ألفا ،ونجم عنه عشرات آلاف المصابين، بالإضافة إلى أضراره على الملايين من السكان في سوريا وتركيا
أما قبل؛ بداية في مستهل هذا المقال، بأسمى واسم أفراد البشرية جمعاء بكل أجناسهم ومعتقداتهم في شرق الأرض ومغربها نتقدم بخالص العزاء والمواساة للشعب السوري ، والشعب التركي لمصابهم الجلل في ضحايا الزلزال الأخير الذي راح ضحيته الآلاف (رحمهم الله)، وأسكنهم فسيح جناته، وكان الله في عون المنكوبين، وشفى الله (تعالى) المصابين آمين، ولا نملك إلا أن نقول: قدر الله، وما شاء فعل، وإنا لله، وإنا إليه راجعون.
وكم هو جميل لمسة الوفاء والتعاون الدولي من دول العالم كافة للوقوف بجوار المنكوبين، والتعاون والتآزر معهم، وإنها لعادة حميدة –أدامها الله – لتعيش البشرية في أمن وأمان وسلم وسلام وتآزر ووئام بعيدا عن الحروب الطاحنة، والإرهاب المقيت، والعنف المذموم. فاللهم رحماك رحماك، فأنت سبحانك خالق الكون ومدبره سبحانه والقادر على أمنه وأمانه وسلمه وسلامه .
الدعاء للمنكوبين في أحداث الزلزال الأخير:
وبعد فها هو الشاعر القدير الدكتور /عبد الرحمن العشماوي يدعو ربه بشأن هؤلاء المنكوبين فيقول:
يارب لطفَك باليتيم وبالفقيرِ
وبكل منتحبٍ وذي قلب كسير
يارب لُطفك بالأرامل والثكالى
وبكل شخٍ بات يبحث عن حصيرِ
أفرغ عليهم يامهيمن غيثَ صبرٍ
وافتح لهم بوابة الأملِ الكبيرِ
يارب بالأطفال لطفك ياإلهي
تحت الركام وتحت وَقْع الزمهريرِ
هذا قضاؤك يامهيمن ماجزعنا
لكننا ندعوكَ دعوةَ مستجيرِ
وفيما يلي (نماذج مختارة) من الدعاء في شعر الشاعر الدكتور /عبد الرحمن العشماوي نسردها على النحو التالي:
*دعوة للابتهال والدعاء:
يدعو الشاعر الدكتور /عبد الرحمن العشماوي للابتهال والدعاء حيث يقول:
ابتهلْ فالسماء تفتحُ بابا
ومَضيقُ الأسى يصير رِحابا
ابتهلْ صادقاً تَرَ النورَ يَهمي
وترى ماطلبتَه مُستجابا
أنتَ لا تسألُ العبادَ ولكنْ
تسألُ اللهَ رازقاً وهّابا
تسألُ اللهَ قادراً حين يقضي
بقضاءٍ يُطوّعُ الأسبابا
رجاء الله القادر:
يرجو الشاعر الدكتور /عبد الرحمن العشماوي
جلَّ ربُّ الكون ،لانهفو إلى
غيره ،فهو المعين المُنجِدُ
نوقدُ النّار ،فمن يمنحها
صفة الإحراق لما نوقدُ ؟!
نحصدُ الزرع ، فمن يجعله
نافعاً للناس لمَّا نحصد ؟
من يرينا الفجرَ لمَّا ينجلي
عن ثناياه الغطاء الأسودُ ؟!
من سوى الرحمن ، يرجى نصره
وإذا جارَ عدوٌّ يُقصدُ ؟!
الدعاء للوطن :
يدعو الشاعر لوطنه في قصيدة (بوابة الشعر) عن جمال بلدته ومسقط رأسه التي قضى بها الطفولة والصبا ؛لذا فهي جديرة بحبها والدعاء لها ؛لذا كانت خاتمة القصيدة بالحديث عن الدعاء والحب فيقول :
رعاك إلهي يا رُبى الخير ،إنني أحبُّك حبَّ الفاضل الشهم للبر
وحب إمامٍ عادل لرعيته وحبَّ غيور طاهر القلب للستر
كذلك يغدو الحب رمز سعادة إذا ما ارتدى البراءة والطهر(1)
بالدعاء ترتاد السحائب خاطر الشاعر :
في قصيدة (ابتهال) بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في ديوانه" عناقيد الضياء " أنه بالدعاء ترتاد السحائب خاطره، حيث يقول إلهي و تخضر البساتين ،ترتوي ** من النبع ،والواحات تهتز بالخصب
إلهي وترتاد السحائب خاطري**بغيث من التقوى تُزيح ُ به كربي
إلهي و يخضر اليقين، ويزدهي ** عناقيد أحلامي على جانبي دربي (2)





(1)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )،قصيدة (بوابة الشعر) ،ص54
(2)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة (ابتهال )
،ص34

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى