عبيد عباس - عن الكائنِ الذي ليسَ أنا وأنتِ

كقطرةٍ تذوبُ في أخرى،
ولا تعودُ نحوَ ذاتِها ثانيةً، نذوبُ ..
عندما نخرجُ من أبصارِهم،
نخرجُ من تيهِ الثنائياتِ
مُفعمينَ بالسُموِّ نحوَ محونِا القديمِ
والسقوطِ من شعورِنا بنا
بأننا " أنا وانتِ "
ما " أنا وأنتِ "؟
نحنُ نحنُ،
واحدُ،
واللغةُ العاقرُ
لا تْدرِكُ أنَّ أنَّتينِ أنَّةٌ،
وأنَّ شهقتينِ زهرةٌ
يسيلُ من وجودِها بالغائبِ الوجودُ،
عندما نخرجُ من لحظتِنا ونوعِنا
لقبلِ أن نكونَ حين قيلَ: كونا غُربتينِ،
فانشطرنا ظمأينِ،
وابتعدنا مثل " قُطْبَي مَغْنَطيسٍ " مُتشابهينِ،
واختلفنا؛ فانجذبنا نبضةً وقلبَها،
هناكَ مثلما يعانقُ الضياءُ صِنوَه الضياءَ،
يلتقي شعورانا بخطوةٍ تُزيلُ دربَها،
وفكرةٍ تصوغُ ربَّها،
أنا وأنتِ أمسِ، في سفينةِ الأزواجِ،
كنَّا الكائنَ الجديدَ،
كانوا ذكرًا/انثى
و كانَ الواحدَ الوحيدَ،
حُلْمًا حالمًا بأنه سواهُ،
حالمًا بأنَّهُ أنا .. وأنتِ،
_ حيثُ بانفصالِ " واحِدَينِ" يُخلقُ الجنينُ،
بانشطارِ ذرةٍ لذرتينِ يسطعُ الحنينُ _
وهوَ طفلٌ غائرٌ من الترابيينَ،
أبناءِ النواميسِ الذين نقصُهم كمالُهم،
ونزفُهم جمالُهم،
وهو السماويٍُ الغريبُ،
وحدَه يرنو بقلبينِ،
ويمشي في مكانينِ،
وقد يحملُ فكرتينِ؛
روحُه الدخولُ في الشعورِ،
جسمُهُ الشعورُ قبل أن نمرَّ فيهِ،
قبل أن نعودَ غيرَنا،
ليلى، وقيسُها هناكَ في حصارِ الآخرينَ
غيرُ قادرٍ أن يقنعَ الوجودَ
أنَّ " قَيْسَلَيلى" ها هنا وها هناكَ،
" قَيْسَلَيلى " كافرٌ بسنَّةِ المكانِ
والأسماءِ،
كافرٌ بنا ..
أنا ..
وأنتِ.
..
_
من ديوان: جميل لحد انتهاء القصيدة



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى