مصطفى معروفي - وأخيرا

لماذا الطريق يسير معي
خببا
يتدلى إلى ذاتهِ
ثم يرسم شاردَ أعضائهِ
بمزايا خفِيّةْ؟
لقد كنت في وحدتي سادرا
مقلتي تتوجَّسُ
في كبدي الخيل تغزلُ
متَّسعاً للمسافات
في العينِ تبدو طواحينَ
تشربُ غائلة القهقرةْ
سأمدُّ الغيوم بقندلةٍ
كي على رِسلها تتنزَّلُ سافرةً
حجر الوقتِ يرقبها
وأنا أستعير لها بالرخام الأبدْ
ليت للشرفات سمْت الشوارعِ
حتى نؤجّلَ رَيَّ الأصيْصاتِ
أو نجلب الطيرَ نحو الأثافي التي
قد رحلْنا وعهدنا بها للرياحِ
فكم قدْ حمَتْنا هواجسها
حين كانت بنا تتربَّصُ
ريحُ المساءِ...
أجَلْ
علّقَتْنا على كاحليْها التواريخُ
ألقتْ إلى الأصدقاءِ بهاء الملوحةِ
ثم مالتْ بنا للغدير لنأخذَ تحتَ مراياهُ
قيلولة ثالثةْ...
وأخيرا
علمْنا بأن البكاءَ جميل إذا كان أنْضَرَ
كالسير ليلا إلى غابةٍ شبِقَةْ...
في المحلِّ المجاوِرِ للنخلِ
كان صبيٌّ يحاول تنظيفَ صحْنٍ
وبالقرب منه قُطَيْطٌ مَهيبٌ
يشاهدُ عن كثَبٍ نَجْمةً وهْيَ
تسقطُ عاريةً بينَ خِيامِ المحيط.
ـــــــــــ
مسك الختام:
تأَنَّ ،ففي بعض الصداقات نَكسةٌ
وأغلبها ظِــــلٌّ ـ وإن طـالَ ـ زائلُ
وبعضٌ مع الأيـامِ يُــورِثُ حسْرةً
على مثلها صارتْ تُعَضُّ الأنامِــلُ




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى