فتحي مهذب - يجمعون غزلانا صغيرة من الفرح اليومي.

**حقا أنت لست على ما يرام..
مكعبات الضوء تلاشت بين أصابعك المظلمة..
الوحوش التي تنام تحت سريرك..
التي سقطت من غابة رأسك..
مخلفة هياكل عظمية..
من الذكريات العذبة..
وثقوبا عميقة على زندك الأيمن..
هامدة مثل أكياس من الرمل..
ساقك المقطوعة..
بسبب الغنغرينا..
تعوي أمام المستشفى..
مثل كلب حراسة إختفى صاحبه في دار المسنين..
سمك ضحكتك المتجمد على ساحل اللاجدوى..
روحك المهددة بقذيفة قناص..
حقا أنت لست على ما يرام..
تزحف مثل فقمة جريحة..
لتصل إلى الشرفة المجاورة..
لأيامك التي تشبه قطيعا من المومياءات..
تحدق في سيقان الأطفال..
الطائرة مثل فراشات آذار..
ينفرط عقد دموعك ..
بينما المارة يجمعون غزلانا صغيرة
من الفرح اليومي..
بينما حمامتان تضحكان بشراسة
ترشقان العالم بنثر اللامبالاة..
تتحسس عينيك المنذورتين..
لعتمة أبدية..
حقا أنت لست على ما يرام..
كم يعذبك يتم ساقك اليمنى..
دموع جزمتك الأحادية..
قفزة النهار التي تشبه تلعثم
حوافر الكنغر..
تساقط النيازك المطفأة..
في حديقة رأسك المهوشة..
كم يعذبك هذا الفراغ الأشيب..
فعلا الحياة حلوة جدا
ولو بنصف جسد..
ستكون على ما يرام..
يكفي أن تفرد جناحيك
وتحلق في ملكوت المخيلة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى