فتحي مهذب - أيها الحارس مسدسك يزرب بالدموع.

آه أيها السجن
الذي يبدع في صنع الأقفاص والتوابيت.
أيها السجن الذي يأكل الأسرى مثل شطائر بيتزا.
أيها الهاوية المملوءة بالغيوم والسحالي.
بالنسيان الذي يفترس الممكنات.
يا واهب الأكفان للفقراء.
أيها القبر الجماعي
الذي يلتهم كل شيء
العيون المطوقة بأسلاك الفوبيا.
الضباب الذي يتمطى كثعلب.
مجوهرات الندم المزيفة.
السعادة العمياء
التي تختبىء تحت الأسرة
-الحراس يذهبون إلى مخيلتي.
يهبطون على سلالم صمتي الخشبي
ذي الخمسين ذراعا..
بسلال مملوءة بالفراغ.
-سيدي الحارس.
-مسدسك يزرب بالدموع.
-يسقط الحارس في دلالة وجهي الحزين.
المساجين ينهبون جرار الغياب.
يحملون النهار في كرسي متحرك.
مثل أب مقوس الظهر
خسر الحرب في ساحة العمر.
في الليل يطيرون مثل لقالق
باتجاه ذروات النوستالجيا.
-ماذا ستفعل بعد زيارة (ج)؟
-سأصعد.
-إلى أين؟
-إلى شجرة الموسيقى.
-أبكي مثل فهد في السافانا.
-أو نهر يقرص نثره اليومي
سمك مهرج.
(ج) الذي قلب الأرض على ظهرها
ثم دحرجها إلى لامكان.
(ج) الذي كسر جرة المعنى.
طارد ستين مترا من النور.
حاول أن يسرق النار من الآلهة.
حاول قتل الخفافيش في نبرة الكاهن.
حاول أن يجلب الحدأة لماء الإستعارة.
ويضيء مهمه المدلجين.
الحرس يذهبون إلى أسفل النص.
يدهسون زهور المخيلة.
يقتلون الهدوء بعضة مامبا.
-ماذا ستفعل بعد زيارة (ج)؟.
-سأرمي كتاب اليوطوبيا إلى التنين.
-سأشرح براهين وجهي
إلى الشرفات.
سأقتل فهد الفراغ أمام الملأ.
سأحرر شمسك المريضة يا (ج)
أطرد الحزن من سريرك الموحش.
أطعم صورتك التي خلفتها
في ألبوم العائلة.
مزيدا من الدموع والمحبة.
أخفي صوتك الذي يرفرف حد الآن
في سقف البيت.
لن أخذلك يا (ج) يا حبيبي
أيها الأسير الذي يدق باب قلبي آخر الليل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى