مصطفى معروفي - أسقي المتاهَ بعطر النبوءةِ

ما الذي جعل الطين يقْلَقُ؟
كان قبل المساء يؤاخي العذوق التي
تسحب النخل نحو القداسة
يحفظ صيغته العدنيّةَ
والآن حين يقود خطاه
إلى الماء
صار يحب الإقامة بين سنبلتين
لديهما انحناء سميك تمر به الريح
ثم تزجِّج حاجبها بِالرخامِ...
سكينة يومي لها صِيَغٌ تتعدَّدُ
حين تجيء إلى زمن الأرض
تبصر عرس اليمام يُقام
على ضفة النهر
ثم تصيح بنا:
ها هو الشجر المنتمي للبداهةِ
سوف يخيط المدى بالعصافيرِ
حيث يصير أميرا
فيخدمه الغيم
والطَّلُّ
والنسغُ ذو السنوات المئين
إذا الرعب يخرج منسكباً من
يد النوء
أسقي المتاه بعطر النبوءةِ
أعرض عن هجرتي للمواسمِ
أغفر ما كان من نجمتي وهْيَ
تقفز خلف القبابِ
وأغدو كأني مدارٌ غويٌّ
وأعضاؤه حجر خالصٌ...
طرُقٌ جمّة تحتفي بالغبارِ
ضفائرها من رمادٍ وطيدٍ
مواليدها خُدَّجٌ
لا تريد البروقُ مودتَها
لا المساءاتُ
لا الاخضرارُ الذي طال
في ذقنه العشْبُ
أُدرك أن الطريق إلى الروح
يشْبه ملحمةً
غيْرَ أني إلى الآن
لم أحترقْ.
ـــــــــ
مسك الختام:
تعلّمْ وعلِّم ما استطــعتَ فإنما
مُعلِّمُ قومٍ بينهــمْ عــاشَ سيِّدا
فلـو أنّ أهل العلم قد بخلوا به
لما نِلْــتَــــهُ فافهمْ مقالِيَ جيِّدا








تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى