رضا أحمد - حقيبة الأذى...

تبحثين عن علاج لرأسك
وهو يبحث عن شارب للحيته،
تبحثين في الورد المختنق في مزهرتيك
عن معنى الهدية
وعن سبل رعاية الجثث
وما تخلف من الربيع بين تجاعيد وجهك
وهو يبحث عن سكين
يلعق دمك من بين أصابعه
وعلى الملاءات،
تبحثين عن أثر للودائع المنتهية في رحمك
وتكورين أنفاسك بين شفتيه؛
كبيرة هي الرغبة
والخطوة لسان يرطب جوفك
وهو يبحث في فتات الخبز
عن الليل الذي شابت أصابعه
وهو يمرن الخميرة
على القفز وتبادل القبل،
تبحثين عن قطة سوداء
ترافق وحدتك بعد الثلاثين
والحزن توغل تحت سرتك
مثل سلحفاة
ترفل في منامتها وتغيب،
وهو يبحث عن مقبرة صغيرة
تجمع عظامه على طرف الغابة
بينما الغربان ترافق نعاسه
في نزهة يومية إلى قبو الذكريات،
تبحثين بين صورك عن الرجل
الذي ظفر بابتسامتك
بينما الآخرون يلعقون جروحك
ويضيفون إلى كآبتك الخل والثوم
وهو يبحث عن شرفة تقف على مسافة
من نواحك المختنق
وصرير أضلعك،
تبحثين عن أسماء تدليل لأمراضه الشرسة
عن مرايا تتقبل غيابك
وعن الغفران الذي يتوارى
حين يسعل أو يتسمم بالبكاء
وفي قبلتين
تحاورين الحب الذي ولى
وهو يلتقم صدرك
مثل حية تبحث عن أنوثة الجنة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى