صلاح عبد العزيز - فِى حُضُورِكِ يَتَوَالَدُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ حَيَاةً مُلَفَّقَة

فِى حُضُورِكِ
يَتَوَالَدُ
مَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ حَيَاةً مُلَفَّقَة وَبِلَا مَلَلٍ تَعِيشُ
تعرِفُ وَتَدُورُ وَتَفْرَحُ
أَنَّ لَكَ أَحْلَاماً وَغَزَالَاتٍ
وَدُنْيَا مِنْ ذَهَبِ الخُرَافَةِ
بِهَا تَكُونُ
غَيْرَ أَنَّكَ حِينَ تَمْضِى بِجَانِبِهَا
تَتَذَكَّرُ أَنَّكَ وَحِيدٌ وَمُقْفِرٌ كَصَحَرَاءٍ
وَهْىَ كَغَزالةٍ فِى بِئْرِكَ
وَكَغَزَالَةٍ فِى بِئْرٍ أَخْرَجَتْكَ
وَلَكَ مِن الشَّمسِ شُعَاعٌ وَبينَ يَدَيْهَا
تَحْفُرُ
حَفَرْتُ فَوَجَدْتُ غَزَالَتَيْنِ
بِبَهْجَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَسِيُوفاً مُسَنَّنَةً
وَكَثِيرّ بِنَفْسِكَ
وَلَا أَحَدٌ
غَيْرَ فَضَاءٍ وَدُخَانٍ وَتُرَابٍ
وَبَعْضَ سِحَابَاتٍ مَرَرْنَ عَلَى عَرَقِكَ الغَزِيرِ
نَبُتَ مَا نَبُتَ مِنْ أَعْشَابٍ
وَأَتَى مِنَ الطَّيْرِ مَنْ أَتَى وَتَدَفَّقَ مَاءٌ ..
أَفْلَتَتْ مِنْكَ الغَزَالَتَانِ
وَأَفْلَتَتْ مِنْكَ الحَوَاسُ
وَأَفْلَتَتْ مِنْكَ الصِّفَاتُ
وَأَفْلَتَ مِنْكَ
مَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى
وَلَا وَحْشَةٌ وَلَا رَهْبَةٌ وَلَا حَسْرةٌ
حَتَّى الجُزُرِ البَعِيدَةِ مِنْ بَحْرٍ بَعِيدٍ
ظَلَّتْ تَتَرَائَى وَتَقْتَرِبُ
فَتَرَكْتُ السُّيُوفَ فِى غِمْدِهَا مُعَلَّقَةً
وَهْىَ حَادَةٌ وَجَاهِزَةٌ لِلْقَطْعِ
وَأَنْتِ كَمَا أَنْتِ ..
تَقَطَّعْتُ عُضْواً عُضْواً ..
أَنْزِلُ لِبِئْرِكِ وَأَنَا سَعِيدٌ وَأَشْرَبُ مَا أَشْرَبُ لَا أَرْتَوِى كَجَمَلٍ فِى صَحَرَاءٍ أَتَجَزَأُ ..
صِرْتُ رِمَالَا وَدُرُوباً
وَكُلُّ عُضْوٍ أَنْشأَ شَعْباً
وَكُل صِفَةٍ حَلَّقَتْ بِجَناحَيْنِ
وَأَنْتِ كَمَا أَنْتِ
مُشْرِقَةً بِى فِى بِئْرِ عَجَائِبِكِ
وِلَكَ خُرَافَةٌ أُخْرَى تَصْعَدُ بِكَ
وَأَنْتَ تَنزِلُ
..
صلاح عبد العزيز 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
20/2/2023
21/2/2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى