رضا أحمد - كلمة على مقاس فم الرب..

لم يكن حبلًا
الخط الذي رسمته فوق عنقي داخل إطار
في صيغة ملزمة للموت
لكني أستطيع الآن بمقص صغير
أن أسحب رأسي خارج مسودة الحياة
أو فوق جسد تفوح منه رائحة جادة
لقلب متعفن،
بعيدون نحن؛ وجبة بدائية لليل
برأس يومض ويسترق النظرات
يولد البعض منا بقلوب متجمدة سلفًا
ومصابون بصداع مزمن
بمجرد إطلاعهم على تجاعيد تشير
إلى ماضٍ لم يبلغوه أبدًا.
(٢)
حلمت بالأمس
تجاوزت الخط الأحمر،
لم أعد أخاف من إشارات المرور
ولا إرشادات التحذير تحت المشنقة؛
تحررت بشكل ما من هويتي المنحنية،
جلبت من الأسفلت
ظلي
واصطحبته معي وراء الشمس.
(٣)
أعرف أن لي كتفين في مكان ما
حين يقترب كل منهما من الآخر
يحملان نعشًا لصديق.
(٤)
تألمت كثيرًا
لم أطع المعول الذي انسكب معدنه على الصخر،
الأرض فرت منذ زمن
إلى الجهات كلها
وتركت أمثالنا يكدحون بلا طائل
بين السماء والمقابر.
(٥)
تركت رفاقي يوصدون حلقة الشمس
يرقصون؛
خفافيش طريدة الضوء،
يتناولون الشاي الأسود والخبز الناشف
ويباركون الرايات المنكسة بأنفاسهم الزهيدة،
رفعت سلاحي في وجه الشجر
وبين طفح الرمال
نمت تحت محفة الكوابيس والبرد؛
كجندي يعرف كيف يفض اشتباه الماء في البئر
يمد الكمائن بين المدن
ويعلق الجسور بين الرصاص والحفر؛
كنت أذود عن وطني
وأنا أحرس أسراب النمل
في نقلها الاحتياطي النقدي
إلى شقوق الثعابين.
(٦)
ضحكتنا البلهاء كانت ناجعة
ليقابلنا الموت بذهن مشتت
وخوف.
(٧)
هناك فرص لا يمكن تجاوزها
لأفسد على أشباح يمارسون الموت أمامي
لذة الاختفاء
مثلا صنعت شروخًا في مرآتي
لأرى وجهي الواحد يتكاثر في الضوء
ويتلاشى على حواف البلور،
عالجت يديّ مرارًا من كدمات لا تؤلمني
وخبأت قدري ما استطعت
من طعنات لم أكترث من أين تجيء،
رأيت نفسي أفتح لقدميّ الباب
فيخرج ظلي وهو يستغيث.
(٨)
تركت كلَّ من أحبُّ
لمجهول أعطاني وردة زرقاء
وقال لي غني
صوتك عذب يشبه البحر
ورحلت عنه لأقرب شاطئ حين سكت.
(٩)
زرعت تكعيبة عنب على صدري
تحملت ثقل أعشاش العصافير
وقطف رجال لا يجيدون دهس النبيذ،
كنت وديعة؛
حيلة ناعمة يزرعها اليائس في قلبه
وتميمة تجلب له الحزن
حين تغيب.
(١٠)
لم أتعلم المشي في الجنائز
أو تغطية وجهي بالوحل لجعله رائقًا
ولا البكاء خلف نعش يحمل ذاكرتي إلى القبر.
(١١)
لم أر سواي على المذبح
حين أشعل الشموع لأصلي
لم أركع وخلفي رجل
أو أتمدد
وجسدي يجتر الرغبة من عيني ذئب.
(١٢)
لست وليمة شهية
فحسب؛
بل أنا آخر قطعة غمام
فركتها كف الله
لحث السماء على الطفو
والقمر على ملاحقة فتات الظلال
واحترام الموت.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى