رايفين فرجاني - مائة مدونة عربية مهمة 10

2020​

[1] الجمهورية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المواقع المذكورة في هذا العام,هي التي أطلت علينا في 2020 أو في ما تلاها من سنوات الكوارث التي لم تنتهي بعد (وباء / حرب / زلزال,وحتى فاشية جديدة فما القادم؟). مع ظهور مواقع مثل الجمهورية نت (على غرار الجزيرة نت) ومدينة وبيان القيّامة وشلة العربي,ومثل قراءات جيدة وكتب مملة وأنا أقرأ,ومجموعة من المدونات التي تدعم المحتوى مادية (أو من خلال إتاحة مساحة حرّة غير متقيدة بأي شيء عدا الجودة),أو حتى بعض المواقع الفلسفية التي تقدم محتوى صعبا جدا. وربما حتى نضيف جدلية والمنصة وفانوس. كل هذه المواقع تعلن عن صحافة حرّة (معرفية أو ثقافية أو فنية) ومستقلة وغير مقيدة بأي شروط عدا الجودة,على غرار ما بدأته سابقا منصات مثل رصيف 22 وإضاءات وأراجيك. ولكن لما لا؟. لعلها بداية جديدة بالفعل.

[2] المنصة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع صحافي سياسي إجتماعي ثقافي شامل يدعم الصحافة المفتوحة والتشاركية حيث يتيح لأي أحد إضافة المواضيع من خلال تسجيل الدخول بواسطة الشبكات الإجتماعية أو البريد الإلكتروني.

المنصة إسم على مسمى,فهي منصة تسمح للجميع بالصعود إليها ليحكوا عن رؤاهم وتجاربهم متبعين شعار (ما رواه الناس).

وتنقسم إلى تسعة أقسام رئيسية,هي

1-سياسة

2-مجتمع

3-ثقافة

4-رؤى

5-رياضة

6-اقتصاد وعمران

7-لايف ستايل

8-تكنولوجيا

9-دخول مفاجئ

وفي تعريفها عن نفسها:-

"هذه آخر الأوراق التي حررها فريق المنصة قبل الصدور،ومع ذلك فهي ورقة غير مكتملة،وبعدما قضينا وقتا طويلا ونحن نحذف منها ونضيف إليها اكتشفنا أن عدم اكتمالها هو أكثر ما يعبر عن طبيعة موقعنا،موقع نبدأ فيه القصص الصحفية،وأنتم من يكملها.

المنصة موقع للصحافة المفتوحة والتشاركية،موقع يمزج الصحافة الاحترافية بصحافة المواطن،ينتج فريق المنصة قصصا صحافية يمكن للمواطن المساهمة فيها،كما يمكنه أن يبدأ قصة صحافية يساهم الآخرون فيها،ويكملها المشاركون مع كل معلومة جديدة. نعرف أن الوصول للحقائق لم تعد تصلح له نقطة في نهاية الجملة،إنما لكون الحقيقة متهربة في عصرنا الرقمي،فالبحث عنها أيضا هو بحث مستمر وجار،يحتاج إلى النظر المتواصل والجهد الجماعي.

صحافتنا ليست ملكا لنا،وإنما ملك للقراء،الذين يصيرون صحفيين بدورهم،هكذا تصير القصة الصحفية والمنتج الصحفي ملكا لمن يساهم فيه،ونرى أن هذا أفضل حل ممكن لأزمة الصحافة التي نمر بها حاليا في مصر والمنطقة العربية.

ولمجاراة التطور التقني،يستخدم موقعنا تقنية Checkdesk وهي تقنية مفتوحة المصدر من انتاج مؤسسة "ميدان"،صممت خصيصا لدعم غُرَف الأخبار والصحافيين المستقلين للتحقق من المحتوى بشكل جماعي وعلني.

المنصة موقع صحافي سياسي اجتماعي ثقافي شامل. ينتج فيه فريق التحرير القصص الصحافية ويدعو القراء للمساهمة في انتاج واستكمال القصص والتحقيقات،ويقدم لهم الدعم الفني والتحريري اللازم.

المنصة موقع يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف،ولا ينحاز سوى إلى الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية،وضد العنصرية والطائفية والعنف والتحريض عليه.

شاركنا قصصك الصحفية،وسنتحقق منها معا.

التواصل مع المحررين مرهق,فهم لا يهتمون باجتذاب المزيد من الكتاب,أو الظاهر أنني لست كاتبا ذو قيمة. وبدلا من ذلك يفترض أن أراسلهم على البريد الإلكتروني بدون أي سلاسة من قبلهم في استقبال الأعمال عبر قنوات بديلة. خاصة وأن الموقع,ورغم كونه جيدا يسمح باستضافة المشاركات عليه,إلا أنهم لا يوفرون روابط بديلة نظرا لكون الموقع محجوب دائما في مصر. ساسة بوست لديهم نفس المشكلة ولكنهم يوفرون روابط بديلة.

ملاحظة: إلى حد كبير يبقى موقع المنصة موقعا ضعيفا في العالم العربي إذا لم يجد حلا تقنيا لمشكلة الحب التي يتعرض لها بإستمرار.

[3] جدلية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو طلب مني أن أعد سبعة مواقع في الصحافة الرقمية العربية,لشملت القائمة إضاءات وأراجيك ورصيف 22 ومدينة وجدلية. وجدلية موقع ذو تصميم غريب. ربما أزعم أنه فريد. تشعر أنه صحيفة ورقية .. ولكن رقمية. كما أنك تشعر أنه أكثر من صحيفة وأقل من مدونة (تعبير جميل أقصد به خير كثير).

وعلى سبيل الجدل -ولو من باب النكتة- سأقصر كلامي على هذا الحديث ولن أقول أكثر.

آه,حاولت النشر معها أيضا (أوه,لقد تكلمت!). لا تحسبن أنني كاتب فاشل,معظم مشاكلي إما في التواصل,وإما في تمسكي بمبادئي,وإما في شروطهم هم أو فيهم هم,وليس في أنا (أو ربما ببساطة المشكلة فيّ أنا,مع إني أكتب مع كثير من المدونات الناجحة المذكورة بالفعل).

[4] حبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حبر مجلة الكترونية ومؤسسة إعلامية تسعى لإيصال المعلومة وتشجيع المواطنين على سرد قصصهم والتفاعل من أجل الوصول إلى مجتمع أكثر انفتاحاً وتواصلاً. تقوم حبر بإنتاج محتوى تفاعلي ذو قيمة معلوماتية وتوفير مساحة لحوارات نقدية وآراء متعددة، كما تنظم ورش عمل ودورات تدريبية في مجال الإعلام الرقمي، وتجمع الناس معاً في نشاطات مجتمعية.

منقول

"حبر" هي مدونة أردنية تعطي الفرصة للمواطنين لسرد قصصهم والتفاعل مع بعضهم البعض، بهدف الوصول إلى مجتمع أكثر انفتاحاً وتواصلاً. كما وتنظّم المدوّنة ورش عمل ودورات تدريبية في مجال الإعلام الرقمي، بالإضافة إلى تنظيم نشاطات مجتمعية لجمع المواطنين فيها. حازت "حبر" على المركز الثاني في مسابقة "البوبز" لأفضل مدونة عربية، بعد ما ترشحت لنيل الجائزة في السنوات الثلاث الأخيرة على التوالي.

حبر ومنشور وسطور,كلها مدونات من ورق.

[5] حكمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند الحديث عن المواقع الفلسفية الخالصة والمخلصة للفلسفة ولا شيء غير الفلسفة,تتزاحم في رأسي الاختيارات,بداية من المواقع الرسمية لفلاسفة لازالوا على قيد الحياة,ويمارسون اشتغالهم الفلسفي,مثل موقع أبو يعرب المرزوقي,أو عدنان إبراهيم,أو مواقع فلسفية دينية مثل المؤمنون بلا حدود عن الإسلام,أو معابر ممثلا عن المسيحية. وهناك المدونات الكبرى مثل حكمة,وساقية,وشبكة الفكر,وشبكة الألوكة (خيار آخر عن الفكر الإسلامي),والعديد من الخيارات المطروحة.

يقول عنها محمد حمزة المدون التقني من مدونة أراجيك

“من أجل اجتهاد ثقافي وفلسفي” شعار رفعته حكمة منذ بدايتها، فاهتموا بترجمة وكتابة الكثير من المقالات حول الأدب والثقافة والهوية، ليس ذلك فحسب، بل قاموا بالكتابة عن كثير من العظماء القدماء الذين أثرت كتاباتهم وأعمالهم علينا حتى الآن، فمن بين أُناس عظماء أمثال ماريا ميتشل وهيباثيا السكندرية وآخرون كثيرون نالوا نصيبهم من كتابتهم وترجماتهم فهناك عظماء آخرون لم أرهم يذكرون إلا هناك.

تتميز هذه المدونة بثقافة وحناكة كُتابها، قد أجزم أنني لم أرَ من قبل كتاب ومترجمين مثلهم في أي مدونة عربية!

أولئك الكُتاب وأشخاص مثلهم هم نجمة ساطعة في محتوانا العربي وبقولنا أن محتوانا معدوم فنحن نقلل منهم ومن جهودهم!"

[6] فانوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-فانوس / إلهام يومي

عند هذا الحد,كانت قدرتي على الكلام أو الكتابة قد نفدت,على كل حال,من بين مواقع فنية هذا موقع يصعب وصفه بوصف. مذهل حقا. آه,وبمناسبة رمضان كل عام بخير (هل يذكركم لفظ فانوس بشيء؟).

[7] فلسفة بالبلدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-موسوعة ستانفورد للفلسفة

هي موسوعة فلسفية مجانية علي الشبكة تابعة لجامعة سانفورد تكتب بواسطة متخصصين.

2-حكمة

"من أجل إجتهاد ثقافي وفلسفي" ويعبر الموقع عن ذلك عبر سلسلة من المقالات والترجمات.

3-falsafa1

"الحق لا يضاده الحق بل يوافقه ويشهد له" وهي مدونة صغيرة علي بلوجر.

4-الباحثون السوريون

هذا هو الموقع الأول علي المستوي العربي من حيث غزارة المحتوى العلمي.

5-معابر

"لا عقيدة أسمى من الحقيقة" مجموعة من المقالات الفلسفية ذات الطابع الروحاني.

6-صبري محمد خليل خيري

أستاذ القيم الإسلامية بجامعة الخرطوم,وعدد من المقالات والدراسات في الفلسفة الإسلامية.

7-الموسوعة العربية

موسوعة ثقافية عربية شاملة لمختلف المعارف الإنسانية موجهه للممثقف غير المتخصص.

8-وحة العلوم الثقافية

"منتدي جامع لجميع المسمين" تتناول موضوعاته الفكر والثقافة والعقيدة والسياسة.

9-أرشيف المجلات

"يهدف لحفظ التراث الأدبي و الثقافي العربي المهمل من الإندثار لحفظ الهوية العربية".

10-سوق عكاظ

هذا الموقع هو أكبر مكتبة عربية للكتب والمقالات والدراسات والأبحاث الفكرية المجانية.

11-شبكة الفكر

مكتبة إلكترونية للتبحر في كتب الفكر,الكتب الإسلامية عامة وكتب الشيعة خاصة.

12-مؤسسة هنداوي

"مؤسسة غير هادفة للربح،تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة بين المتحدثين باللغة العربية".

13-مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث

"تنشيط البحث المعرفي الرصين في الحقول الثقافية والمعرفية عموما،والدينية خصوصا".

14-عالم الفلسفة

مقالات وكتب فلسفية لتقريب الفلسفة من القاريء العربي وتبسيط مفاهيمها.

15-محب الحكمة

مدونة "تعرض لبعض تطبيقات الأصول العقلية التي وردت في القرآن والحديث".

16-أنا أفكر .. إذن أنا موجود

شعار المدونة هو الكوجيتو الديكارتي الشهير للدلالة علي هدفها.

17-صحيفة الفكر

"صحيفة ادبية ثقافية عامة مستقلة تصدرها مؤسسة الفكر للثقافة و الإعلام".

منقول عن نص قديم كتبته ولم أنشره بعد.

بعضها خيب ظني فيها,وبعضها لازال مستمر.

نضيف إليهم شبكة الألوكة -مرة أخرى- وفلسفة بالبلدي (ليس بالعربي هذه المرة ربما).

وقد سألتهم عن نفسهم,فأجابوني

مبادرة فلسفة بالبلدي بدأت في 2016 وهي مبادرة تابعة لجمعية تم تأسيسها في 2004 تحت اسم جمعية ملتقى الحضارات. اهتمامنا الأساسي بالفلسفة ورجوعها للساحة العامة كدزء من كل تفاصيل حياتنا. المنصة الالكترونية تم اطلاقها عام 2022 في اليوم العالمي للفلسفة كمنصة متخصصة للنشر والكتابة.

[8] ما وراء الطبيعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ما وراء الطبيعة

هى مدونة غريبة وجريئة وشيقة فى نفس الوقت فكل مقالاتها تتكلم عن العالم الاخر واسرار الجن واخبار السحر ومقالات اخرى تتحدث عن كأنات اسطورية وكائنات من الفضاء والزواج بين الانس والجن والموت وما بعد الموت ، ومواضيع اخرى كثيرة ومتنوعة لا نتحدث عنها كثيرا ولا نعرف عنها الكثير. [منقول]

ومنقول أيضا عن تعريف الموقع بنفسه

أهلاً بك في موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia والذي ندعوه اختصار بارابيا Parabia وتعني الماورائيات العربية ، هذه المنصة مفتوحة لكل من يشك ليصل إلى أجزاء الحقيقة المبعثرة هنا وهناك ليسبر أغوار المجهول وليبحث في تفسير العلم للظواهر المحيرة في الكون والنفس البشرية والقدرات ما فوق الحسية والتي ذكرتها الكثير من المعتقدات الدينية والأساطير وما زال يعيشه البعض منا تجاربه الشخصية، فشاركنا رحلتنا الشيقة هذه لنسلك معاً دروباً شتى لنطرح فرضيات التفسير للأمور الخارقة للطبيعة والميتافيزيقا.

تأسس الموقع على يد كمال غزال الباحث عن الحقيقة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2008 فرفده بالكثير من المقالات والتحقيقات التي أعدها وشاركه العديد من المحررين والكتاب والباحثين على الحقيقة.

نحاول معاً بناء أكبر موسوعة إلكترونية عن الماورائيات ولتوعية الجمهور العربي خصوصاً بأهمية دراستها.

هل قلنا لا يوجد إلا بعد عام 2020,لا,نسيت أنه يوجد ما وراء الطبيعة الجميل القديم,لذا اضطررت حشره هنا. هذا واحد من أهم التوثيقات على الأدبية الرعبية والماورائية التي انتشرت رقميا -من الشباب وبينهم- قبيل انتشارها ورقيا.

[9] مكتبة القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحاول مكتبة القاهرة (مشروع آخر للعبد الفقير لله) أن تستفيد من جميع التجارب الناجحة -وحتى من التجارب الفاشلة وحياتك- السابقة على حضورها,متسلحة بأفكارها,وأقوى برنامج تسويقي في سوق النشر. تحاول أن تستفيد من تجربة مكتبة عصير الكتب التي نجحت في استقطاب الشباب وصنع قاعدة جماهيرية لمنشوراتها حتى قبل أن تطبع أو يخطر بعقولهم طباعتها. أو سوق عكاظ المكتبة الرقمية الرائعة التي أغلقت للأسف. أو إطلاق مشروع ربائد الذي يستفيد من الأراشيف القيمة على الإنترنت العربي,مثل عرب كوميكس,وأرشيف المجلات. أو تكوين,فمكتبة القاهرة هي مشروع ثقافي أدبي معرفي متخصص في الكتابة الإبداعية وغير الإبداعية (ومختلف أنواع الكتب أصلا),ويعرض مقالات عالية الجودة على منصته مكتبة القاهرة التي يبذل فيها المبرمج القيّم علاء الزاهد قصارى جهده.

[20] بيان القيامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أترك لكم هذا البيان,وهو من أروع ما قيل؛بيان القيامة.

هنالك أمر مؤسف يحدث بخصوص الصحافة العربية.

لنفترض أنك تود التعبير عن رأيك في قضيةٍ ما، أو تخبر قصة لم يسمع بها أحد، أو تفضح تجاوزاتٍ تمر دون ملاحظة. لديك ثلاث أصناف من المنصات التي تستطيع مراسلتها:

أولاً، المنصات الحكومية أو الشبه حكومية التي تتلقى دعمًا سخيًّا من الأنظمة التي تروج لها ولأيدولوجياتها. لا تستطيع الكتابة لهذه المنصات إلا إن كنت صاحب حظوة لدى النظام، أو تود التعبير عن رأيك بما يتوافق مع توجهاته أو “الحريات” التي تلائم سياساته في أحسن الأحوال. على سبيل المثال، يمكنك أن تعبر عن آرائك اليمينية بحرية على إحدى منصات الجزيرة العربية، ولكن يجب أن تصبح يساريًّا وليبراليًّا لتحظى بالقبول في ذراعها الإنكليزي AJ+.

مع المساحات التي وفرها الانترنت وانتشاله لحصرية الإعلام من يد الدولة، أتى الصنف الثاني كرد على الصنف السابق. انقسم هذا الصنف إلى فريقين متناقضين؛ فريق معارض يميني يلقى رواجًا في المجتمع، ويتمثل غالبًا في المنصات الإسلامية، والتي من المفترض أنها معارضة لدكتاتورية الأنظمة وإعلامها، وتكافح ضد تكميم الآراء الإسلامية المحافظة في الإعلام الرسمي، إلا أنها تمارس دكتاتورية مشابه مع أي رأي مخالف لها. إن المعارضة التي تمارسها من باب عدم اصطفاف الأيدلوجيات، وليست عن قناعة بضرورة التنوع، ومنع مركزية السلطة والرأي. بالتالي، فإن المشاركة مع هذه المنصات يجب أن تتوافق مع رؤيتها وأيدولوجيتها، وأي محاولة للتفكير خارج الصندوق، أو النقد تعتبر منكرًا وباطلاً.

الفريق الثاني الذي بدأ يكتسب زخمًا مؤخرًا -مع بقاء شعبيته في المرتبة الأخيرة- هو المنصات اليسارية التي تحصل على دعم من مؤسسات غربية ليبرالية تدفع لمواجهة المد الإسلامي. تؤمن هذه المنصات بحرية الرأي وتنوع الأفكار طالما أنها لا تضر بفرص استمرار الدعم من المؤسسات الغربية. وتستورد المنصات اليسارية قضايا الحريات وأدبها كما يراها ووصل إليها الغرب، دون ملائمة للواقع العربي وتحدياته، ودون اعتبار لفرق المراحل. من هنا نجد أن الجمهورية تخصص ملفًا عن الحب أو “الجنوسة” في وقت لا يجد فيها المواطن السوري -الذي تتوجه إليه في المقام الأول- لقمة العيش، ويرضخ تحت سلطات الأمر الواقع، في ظل غياب أي تصور لمبادئ الحكم الرشيد وطرق الخروج من الأزمة. ونجد رصيف22 تتحدث عن حق المرأة في اختيار أكثر من عشيق، في وقت تُقتل نساء عربيات بتهمة التحدث مع رجل، أو حتى لمجرد الشك في ذلك. تنشغل هذه المنصات برفاهيات الحرية التي وصل إليها الغرب وكأنها واقع مفروغ منه، في حين أن المجتمعات العربية لم تتجاوز بعد المبادئ. وتستورد قضايا الغرب بتاريخه ومصطلحاته -مثل كلمة “الناشطية” الدراجة في هذه المنصات رغم وجود كلمة عربية لهذا المعنى هي “النضال”- متجاوزة مفردات أصحاب الشأن وتاريخهم النضالي.

الصنف الثالث، والأقل تأثيرًا فكريًا، هو المنصات التي تظهر كمساحات لنقاش الشأن السياسي، مثل ساسة بوست ونون بوست وغيرها، ولكنها في الحقيقة لا تعدو عن منصات كتابة محتوى تجاري تحت عباءة السياسة. مواضيع هذه المنصات، مثل أي منصة محتوى، عامة جدًا، ولا تزعج أحدًا، ولا تنتقد تجاوزًا، وباردة كأن الذكاء الاصطناعي كتبها لأدوات تحسين المحتوى وليس بواسطة البشر وللبشر.

من الطبيعي أن تكون لك وسيلة إعلامية توجهاتها المسبقة، وهذا التنوع يخدم مبادئ الحرية وتعدد الآراء، لكن المشكلة هي بعد هذه المنصات عن واقع المواطن العادي. أنها تخدم قناعات مسبقة بينما ما يزال القارئ يبحث عن طريقه، ويود الاقتناع بما يطرح عليه عوضًا عن فرضه لأن المصادر الشرعية أو الغربية أو الحكومية قالت كذا.

لأمكن تجاوز هذا الانفصال عن الواقع، لولا المشكلة التالية التي خبرها أي شخص حاول الكتابة لمنشور عربي حديث.

لاحظ أنني كنت مهتم جدا بالمواقع التي وضعت مقالات مخصصة عن المدونات والتدوين الرقمي السائد خارجها,مثل إندبندنت والجديد وإضاءات وغيرها.

هذا هو تعريف الموقع عن نفسه (صحيفة تعد بكارثة),وأنا أتفق تماما مع ثلاثة أرباع ما قيل,والربع المتبقي فقط,يرى أنه وعلى الرغم من كل هذه التحفظات أو الانتقادات (والتي أتفق معها تماما) إلا أنني لازلت أرى فائدة عظيمة في كل المدونات المذكورة,ومن يدري أو يعلم,لعلهم يغيرون مسارهم ويطورون من أنفسه للأفضل,فهم بالفعل الأفضل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى