أحمد سواركة - أسبابُ النّهارِ

-أمس اخترعتُ نفسي من جديد
جعلتها تدورُ في المكانِ
ثمَّ بعدَ تفكيرٍ
جعلتُها على شكلِ ماتورٍ نحاسيٍّ
اليومَ أدخلتُ عليها بعضَ التّعديلاتِ
فظهرت على شكلِ حديقةٍ
أنا أحبُّ الحدائقَ العامّةَ
الأرواحُ فيها تسيلُ بينَ الأشجارِ.
***
تكلّمتُ اليومَ معَ الصّباحِ
سألتهُ عن أشخاصٍ بعينهم
قطّبَ جبينه
معَ حركةٍ في جفنهِ الأعلى
كنتُ أذهبُ جيئةً وذهاباً
مرّةً أفكّرُ في نفسي
ومرّةً أفكّرُ في هؤلاءِ الشّخوصِ
في الطّرقِ المعتمةِ
وجدتهُ يكتبُ:
أرجوكَ، لا تتذكّر شيئاً.
***
مشاعري ضاعت في المطرِ
عثرَ عليها صيادٌ من دونِ ماضٍ
فأطعمها للطّيورِ
***
أمضغُ الكلماتِ
أعصرُ النّهارَ
عندما لمستهُ
ظهرَ قلبٌ
أمشي معَ القلبِ
أسحبُ خلفي أحصنةً ودوابَ ظهرت بعدَ الحربِ
أسحبُ رمالاً صافيةً وشراباً
أسحبُ صمتاُ تحوّلَ إلى صوتٍ
سقطَ يومٌ بالكاملِ
وأنا أستطيعُ استعمالَ هذا اليومَ بطريقتي
يمكنني أخذهُ معي وتحويلهُ إلى يومٍ ممطرٍ في الغاباتِ
العثورُ فيهِ على كوخٍ مستعملٍ
بهِ امرأةٌ تركتِ الكلامَ منذُ الحربِ
دخلتُ في الغابةِ
شعرتُ بالصّقيعِ
فسمعتُ صوتها ينادي
وأنا أنادي
والصوت يذهبُ ويجيءُ

احمد سواركة
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى