د. محمد عباس محمد عرابي - عظم العطاء وعظم التقدير.. شكرا سارة الأمريكية!! إنه سلوك إنساني عظيم حقا !!

ما أعظم العطاء والإنفاق في تحقيق السعادة، خاصة إذا كان العطاء من أحب ما تملك ومما أنت في أمس الحاجة إليه !!إنه النبل الإنساني في أعظم صوره، قال تعالى " لن تنالوا البر لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) آل عمران.
ويعظم أجر العطاء والإنفاق حينما يكون إطعام لجائع محروم تسد به رمقه ،وتنفس كربة عنه ففي الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه))؛ رواه مسلم.
وأجر المنفقين عظيم في الدنيا حيث السعادة والثناء الحسن وفي الآخرة الثواب العظيم، يقول تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) سبأ
ويقول الحطيئة
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم
مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ
ونذكر هنا القصة الشهير المنشورة في كثير من الكتب عن حاتم الطائي، وانتشرت بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعنوانها " أكرم من حاتم الطائي ...."تقول القصة الحقيقية التي ننقلها هنا بنصها:
سأل رجل حاتم الطائي فقال: ياحاتم هل غلبك أحدآ في الكرم؟
فقال حاتم: نعم غلام يتيم وذلك عندما نزلت بفنائه، وكان له عشره أرؤس من الغنم، فعمد إلى رأس فزبحه وأصلح لحمه، وقدمه إلي وكان فيم قدم الدماغ.
فقلت: طيب والله، فخرج من بين يدي وجعل يزبح رأسآ بعد رأس ويقدم إلى الدماغ وأنا لا أعلم.
فلما رجعت لأرحل نظرت حول بيته دمآ عظيمآ ، فإذا هو قد زبح الغنم بأسرها.
فقلت له لم فعلت ذلك؟
قال: يا سبحان الله تستطيب شيئآ أملكه وأبخل عليك به ، إن ذلك لسبه على العرب قبيحه.
فقيل لحاتم : وبم عوضته ؟
فقال : بثلاثمائة ناقه حمراء وبخمسمائة رأس من الغنم .
فقيل لحاتم : أنت أكرم منه.
فقال : بل والله هو أكرم لأنه جاد بكل ما ملك وأنا جدت بقليل من كثير.
وما أكثر القصص عبر التاريخ التي بين تعرض لنا نماذج مشرفة للعطاء والمرء في أمس الحاجة لما يعطيه ، وقد نشرت الصحف ووسانط التواصل الاجتماعي بعض هذه النماذج ،وفيما يلي ننقل هنا ما نشره الأستاذ سما حجاج مايلي " مبينا أنه ليس الكرم أن تعطي ما لا تحتاج، وإنما أن تعطي ما أنت في أشد الحاجة إليه ،وأن الفقر الحقيقي هو فقر الانسانية والمواقف ،وفيما يلي نص القصة والتي أعجبتني "
في مطعم بإحدى الولايات الامريكية ناولت نادلة ( الجرسونة )المطعم قائمة طعام الغداء إلى رجل وزوجته، وقبل أن يطلعا على القائمة سألاها أن تعرض عليهما أرخص طبقين كونهما لا يمتلكان مالا كافيا إثر عدم حصولهما على راتبهما منذ عدة أشهر؛ بسبب تحديات مالية تواجهها الجهة التي يعملان لديها.
لم تفكر النادلة سارة طويلا. اقترحت عليهما طبقين فوافقا بلا تردد ما داما هما الأرخص. جاءت بالطلبين وتناولاهما بنهم، وقبل أن يغادرا طلبا من النادلة الفاتورة. فعادت إليهما ومعها ورقة داخل المحفظة الخاصة بالفواتير كتبت فيها ما معناه: "دفعت فاتورتكما من حسابي الشخصي مراعاة لظروفكما. وهذا مبلغ مائة دولار هدية مني وهذا أقل شيء أقوم به تجاهكما. شكرا للطفكما. التوقيع سارة".
كان الزوجان في غاية السعادة وهما يغادران المطعم.
اللافت في الموقف السابق أن سارة شعرت بسعادة غامرة لدفعها مبلغ فاتورة طعام الزوجين على الرغم من ظروفها المادية الصعبة، فهي تدخر منذ عام تقريبا قيمة غسالة اتوماتيك تود أن تشتريها، وأي مبلغ تهدره فسيؤجل موعد اقتنائها لهذا الجهاز الحلم، فهي تغسل الثياب بغسالة قديمة.
لكن أكثر ما أحزنها هو توبيخ صديقة سارة لها عندما علمت بالموضوع. فقد نددت بتصرفها؛ لأنها حرمت نفسها وطفلها من مال هي أحوج إليه من غيرها لشراء الغسالة
وقبل أن يتغلغل الندم إلى داخلها إثر احتجاج رفيقة عمرها على مبادرتها تلقت اتصالا من أمها تقول لها بصوت عالٍ: "ماذا فعلت ياسارةِ؟".
ردت بصوت خفيض ومرتعش خوفا من صدمة لا تحتملها: "لم أفعل شيئا. ماذا حدث؟".
أجابت أمها: "يشتعل "الفيسبوك" إشادة بكِ ومدحا لتصرفك. سيد وزوجته وضعا رسالتك لهما على الفيسبوك بعد أن دفعتِ الحساب عنهما في حسابهما وتناقلها الكثيرون. انا فخورة بكِ"
لم تكد تنتهي من محادثتها مع أمها حتى اتصلت عليها صديقة دراسة تشير إلى تداول رسالتها بشكل فيروسي في جميع المنصات الاجتماعية الرقمية.
وفور أن فتحت سارة حسابها في "فيسبوك"، وجدت مئات الرسائل من منتجين تلفازيين ومراسلين صحافيين يطلبون مقابلتها للحديث عن مبادرتها المميزة.
وفي اليوم التالي، ظهرت سارة على الهواء في أحد أشهر البرامج التلفزيونية الأمريكية وأكثرها مشاهدة. منحتها مقدمة البرنامج غسالة فخمة جدا وجهازا تلفازيا حديثا وعشرة آلاف دولار. وحصلت من شركة إلكترونيات قسيمة شراء بخمسة آلاف دولار. وانهالت عليها الهدايا حتى وصلت إلى أكثر من 100 ألف دولار تقديرا لسلوكها الإنساني العظيم.
تكلفة وجبتي طعام لم تكلفها أكثر من بضعة دولارات+ 100 دولار غيرت حياتها" منقول.
ولا نملك إلا أن نقول: إن عظم التقدير مع عظم العطاء
شكرا سارة الأمريكية !!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى