لم يخبرني والداي بأن الحب زمن والإنسان زمن، ولم أدرك أنكِ زمنٌ إلا.. بعد رحيلي عنكِ بزمن، حتى أصبح خوفي الأكبر هو مرور العمر وانقضاء الزمن على عتبات أسئلةٍ لا مناص منها ولا نهاية لها.. تختزل في ثناياها كل ما يشبهنا وكل ما نخاف أن نبوح به ويتجسد في ملامح مدينة..
سكنتنا حد الجنون واليأس حتى تملكتنا وتمكنت منا وبتنا عاجزين عن رؤية سواها، ليفترش القلب أرضها ويلتحف سمائها عن طيب خاطر ويصبح ركنٌ فيها هو الأكثر دفئاً في العالم، فيكفيها أنها فهمت ايماءاته، احتضنت أحزانه، شهدت انكساراته ورأته عارياً دون النفور منه، يستند على ذكرياته فيها بدلاً من ساقيه في مواجهة ذاته وعالمه الذي يصنع من العاطفة جسراً يجتاز به خيباته بثباتٍ نحو السكينة.. تلك السكينة التي تحيطنا بهشاشة كطائرٍ حط على كتفنا صدفة..
لتذكرنا أننا عابرون ككل جميلٍ في هذا الكون.. نراه ولا نستشعره، نحبه لكننا لا نبوح له، نتعلق به ولا ندري أننا جزء منه، يجري في عروقنا كأشعة الشمس في الظهيرة.. قيلولة الحمام في حضن الظلال.. أحواض الزهور المتوارية بخجل على شرفاتٍ أنهكها الإنتظار وسقتها أنهارٌ من الدموع في صقيع الوحدة.. كطفلٍ يقفز فرحاً كلما مرت طائرةٌ في سمائه.. كصوت الباعة يشق صمت ساعات العصر.. كأنها صورٌ..ملصقات وصفحات من الصحف القديمة تكسو جدراننا المختنقة وأثاثنا المتهالك ولحظاتنا التي شاخت ساعة مولدها.. تطبع على شفتيها قبلة الحياة وتدغدغ ذاكرةً من ورقٍ ورماد هي كل ما تبقى من عطر أصحابها الذين أخذتهم الريح إلى ليلٍ بلا عنوان أوحتى نغم، حيث للصمت أجنحة لا تكف عن التحليق وللنعاس أجفان لم تغمض يوماً تماماً كما للقلب أحبابٌ لم يلتقي بهم..
لكنهم أوجعوه بغيابهم حتى نسي وجود الحب وأدمن طعم الدم في فمه لكثرة ما عض على أصابعه من شدة الندم، حتى باتت أحلامه المبتورة وليمته على مائدة المساء في حضرة أغنياتٍ لا يعرفها قلبٌ آخر..
تنتمي إلى زمنٍ كان فيه مكانٌ حتى للشجن، وكان للطيور عشٌ في حضن كل شرفة، كان هناك خبر لا (نشرة أخبار) قبل ابتذال الكلمات والأفكار والمشاعر، واليوم بين الوجود والعدم.. بين الشيء ونقيضه تنتصب أرجوحةٌ تحاكم الإنسان.. بين قوله وفعله، بين فكره وحسه، بين سره وعلنه، بين ما تشتهيه ذاته وبين ما يرتضيه لغيره، لتثبت أن العيب فيه وما من عيبٍ يشوب الزمان..
حيث يعيش كل منا بكل ما فيه من مشاعر، يغرس في الأيام بذوراً، يكتب على الجدران سطوراً، قبل الرحيل وقبل غيابٍ يعزز في الأرواح حضوراً.. يطبع أيامنا يصبغها.. يجعل لكلٍ منا زمنه..عبيره..كلماته..ملامحه المتوهجة التي تدوم ولا تخبو بمرور الزمن، كشعلةٍ من حبٍ صنعها البشر وظلت من بعدهم ترتعش.. بخوف ٍ من مطرٍ أو ريحٍ قد يفرح لمجيئه البعض ولكنه قد يوقف معه الزمن..
خالد جهاد..
سكنتنا حد الجنون واليأس حتى تملكتنا وتمكنت منا وبتنا عاجزين عن رؤية سواها، ليفترش القلب أرضها ويلتحف سمائها عن طيب خاطر ويصبح ركنٌ فيها هو الأكثر دفئاً في العالم، فيكفيها أنها فهمت ايماءاته، احتضنت أحزانه، شهدت انكساراته ورأته عارياً دون النفور منه، يستند على ذكرياته فيها بدلاً من ساقيه في مواجهة ذاته وعالمه الذي يصنع من العاطفة جسراً يجتاز به خيباته بثباتٍ نحو السكينة.. تلك السكينة التي تحيطنا بهشاشة كطائرٍ حط على كتفنا صدفة..
لتذكرنا أننا عابرون ككل جميلٍ في هذا الكون.. نراه ولا نستشعره، نحبه لكننا لا نبوح له، نتعلق به ولا ندري أننا جزء منه، يجري في عروقنا كأشعة الشمس في الظهيرة.. قيلولة الحمام في حضن الظلال.. أحواض الزهور المتوارية بخجل على شرفاتٍ أنهكها الإنتظار وسقتها أنهارٌ من الدموع في صقيع الوحدة.. كطفلٍ يقفز فرحاً كلما مرت طائرةٌ في سمائه.. كصوت الباعة يشق صمت ساعات العصر.. كأنها صورٌ..ملصقات وصفحات من الصحف القديمة تكسو جدراننا المختنقة وأثاثنا المتهالك ولحظاتنا التي شاخت ساعة مولدها.. تطبع على شفتيها قبلة الحياة وتدغدغ ذاكرةً من ورقٍ ورماد هي كل ما تبقى من عطر أصحابها الذين أخذتهم الريح إلى ليلٍ بلا عنوان أوحتى نغم، حيث للصمت أجنحة لا تكف عن التحليق وللنعاس أجفان لم تغمض يوماً تماماً كما للقلب أحبابٌ لم يلتقي بهم..
لكنهم أوجعوه بغيابهم حتى نسي وجود الحب وأدمن طعم الدم في فمه لكثرة ما عض على أصابعه من شدة الندم، حتى باتت أحلامه المبتورة وليمته على مائدة المساء في حضرة أغنياتٍ لا يعرفها قلبٌ آخر..
تنتمي إلى زمنٍ كان فيه مكانٌ حتى للشجن، وكان للطيور عشٌ في حضن كل شرفة، كان هناك خبر لا (نشرة أخبار) قبل ابتذال الكلمات والأفكار والمشاعر، واليوم بين الوجود والعدم.. بين الشيء ونقيضه تنتصب أرجوحةٌ تحاكم الإنسان.. بين قوله وفعله، بين فكره وحسه، بين سره وعلنه، بين ما تشتهيه ذاته وبين ما يرتضيه لغيره، لتثبت أن العيب فيه وما من عيبٍ يشوب الزمان..
حيث يعيش كل منا بكل ما فيه من مشاعر، يغرس في الأيام بذوراً، يكتب على الجدران سطوراً، قبل الرحيل وقبل غيابٍ يعزز في الأرواح حضوراً.. يطبع أيامنا يصبغها.. يجعل لكلٍ منا زمنه..عبيره..كلماته..ملامحه المتوهجة التي تدوم ولا تخبو بمرور الزمن، كشعلةٍ من حبٍ صنعها البشر وظلت من بعدهم ترتعش.. بخوف ٍ من مطرٍ أو ريحٍ قد يفرح لمجيئه البعض ولكنه قد يوقف معه الزمن..
خالد جهاد..