إهداء :
" إلى الطيبة أم الطيبيْن أحمد ونوران ..
سجادة النور ..
الذى شع بظهورك الملائكى ..
لولاك لكانت رغبة الموت نافذة ..
فى مفازة حياتى السابقة ..
وأهدتنى حياة فوق الحياة وليست كأىّ حياة .. "
***
نصوص ديوان :
لَمْ أكُن عَابراً يُقِيمُ عِلاقةً
فُى صَحَرَاءَ مُهلَكةٍ
***
..
الفخ أن توشكَ على التفكير
وطالما أتيح لك ستدخل
الماكرون فرشوا لك الطريق
ستأخذ عطفة يمينا ثم تصل
مَرت السنَوات دون ان تعرف نهاية المتاهة
لم نعد قادرين على تحمل الصدمات
أصبحنا قساة على نفوسنا
وأخطأنا فى تقدير الأشياء
..
عشنا أطفالا كلما غادرنا مرحلة نعود
ها أنا أجرى فى شارع مع الطين المنزلق
حيث لا تنشغل بشئ
سوى
المطر والطير والسحاب
جريت وراء سحابة وقلت هنا
فكان الطوفان
حلقت مع الطير وأشرت هنا
فكانت الأشجار
وَعِنْدَمَا أمْسَكْتُ المطر كان البشر
..
ومع ذلك علينا الاعتراف بأننا
ضعفاء جدا وغير صبورين
على نزع شوكة فى أصبع
يا إلهى كم هرمنا
فى الآلام ولم نبرحها قط
..
التجول فى الحريق يشبه ركض الفئران
وأنت سلحفاة
سأعطيك سلة زهور كاملة الاحتراق
وغير قابلة للنفاذ
قبل أن تتعود الغياب أو أن تتضجر
بلا سَبب
..
***
..
ثمة صباح جميل يقفز من شرفة الكون
لكنما غرفَتى المُعتمة لا تسْتقبل الضوء
شفافية الزجاج لا تعنى نفاذه
لست وحْدى تماما من يفتقده
الأشجار على أصابعك
وأعمدة الإنارة
القلوب السوداء كثيرا ما تفعل ذلك
.
من يستطيع أن يكون صادقا
والخطوات التى تأخذنا
نحو المغامرة مرغمين
فى شوارع المدينة الصاخبة
إتقان المحبة غير ملزم كإتقان الكراهية
ما يدل علينا
هجرة الطيور
واحتفاظ الأماكن بصورنا
ليست لنا رائحة فى ثياب الآخرين
كنْتُ كمن وضع حكمته فى ظرف تحت الوسادة
وتصرف بتهور من خرج ولم يعد
.
كمن لا يجيد الطبخ
ولا يحب اللحم المفروم
وكما أنت حزين يكون الكون حزينا
موقد الغاز لا يضحك
وفى بدء تسخين الطعام
أفكر فى كتابة حكمة جديدة
تقول :
لا يصح من اختيارك ما تود
.
عد إن استطعت أن تخرج
تتحول النظرات إلى عيون مطفأة
ما يرهق القلب فى تمهله بين حياتين
نسيان كل شئ
أو تذكر كل شئ
يزداد ثقل العالم كلما حاولت أن تكون صادقا
.
لا تُحملنى ما لا طاقة لى به
الجبارون مثلى لا يأبهون
ووجه جديد لا يعنى غد جديد
هو نفس الماضى
غيرنا الثوب فقط
غيرنا الشكل
الذين باعوا والذين اشتروا
سعرك الآن غير سعرك منذ ساعة
ومع ذلك
ليس سيئا أن تكون كذلك
الفرق عادة يصنعه التحيز
فى الواقع أنك لا تستطيع المغادرة
لم يُكْسر أنفك بعد
وعلى استقامة جسدك
لم تحطمك الريح
..
***
..
المحبةُ تُخبئ نيرانَ قلوبنا
فنشتعل قبل القرْب وبعده
ولا يتبقى لنا شئ فى الدنيا
فَهل كانَ قُربا أم بعدا منكِ
..
فى القرب إهمال للمسافة
الحقُ والحَق أقول
أحببتُ مرةً وانسحقتُ
أحببتُ مرةً وانهزمتُ
أحببتُ مرةً فأقبلتْ الدنيا
وعشتُ كأحْسن ما يكون
..
نسيتُ كم مرة أحببت
لم أر منَ الدنيَا غيرها
تلكَ الأَشياء الغريبَة التى نفعلها
بعْضها لا يَليق وبَعضها فعلناه بقصد
حيْث لا تتجَاوز الخط المرسوم
فى أحيَان كثيرة لا نُفلحُ
..
على قمة جبل نَظرت
كانت الأشياء صغيرة فعظمت نفسى
قلت علَّنِى أكبر الاشياء
نظرت كونا مصغرا وكان بلا رحمة يلفحُنى الهواء
كما فى عقلى الشيطانُ
فر قلبى منى وفزع
..
تركتُ مائِدتكِ فى الأعلى ونَزلتُ
أتَذكر كانت الدُّنيا على مقاسى
أظُن أنها كانت ضيقةً قليلاً
المحبة تسع كل شىء
ومن يُبقِى علَى المسافة
يَظل فى بَحركِ طافياً
..
المسافة التى نحتفظ بها
يجب أن تكون كما هى
إذ لا تُوجَدُ محبةً خالصة
الضغينةُ من تجعلُ الإنسان
مثل أى شئ
إلا أن يَكُون إنساناً
حَياة الدنيا وحياة الآخرة كلتاهما
عَلى مَقربَة منْ نارِكِ ومنْ جنتِكِ
لا أعرفُ أيا مِنهما سأدْخل
وأنا
لا أرِيدُ جنتَكِ ولا نارَكِ
بل أريدُ محبتَكِ والرضا
.
أنا بائس جدا
فى مسافتك - بينكِ وبينى -
لا شئ يجعلنى الأفضلَ
كنتُ أحبهم ولهم أفعل مثلما أمرْتِ
لكنهم فى واقع الحَال صَلبونى عَلى جدرانِهم
وفى العَراءِ تَركونى
وأنتِ كَما أنتِ
لا قربٌ ولا بُعدٌ
..
***
..
خُدْعَةُ اللُّغَةِ لَا تَنْطَلِى عَلَيْكَ
تَخْرُجُ بِإِصَابَاتٍ عِدَّةٍ
لَا تَرْقَى أَنْ تُخْفِضَ صَوْتَكَ
السَّمْعُ يُخْطِئُ كَمَا البَصَرُ
وَتِلك الحَوَاسُ الذَّائِبَةُ فِى كَيْنُونَتِهَا
فَيَغْفُو لِسَانُكَ عَنْ اسْمِهَا المَنْطُوقِ
كَأنَّمَا هُوَ نَائِمٌ وَمَا هُوَ بِنَائمٍ
وَكُلَّما خَطَطْتَ فِى التُّرَابِِ مَا تَرَى
تَأْتِى الرِّيحُ
كَطُوفَانٍ يَبْتَلِعُ مَا تَظُنُّهُ حَقاً
وَلَا تَعْلمُ
لَهَا اسْماً يُرَدِّدُهُ الخَلْقُ
أَيَّتُهَا البُرُوقُ الذَّاهِبَةُ ،.
أَيَّتُهَا الأَعَاصِيرُ
كَمْ مِنْ مُحِبٍ بِلَا رَجْعَةٍ
كَانَ فِيمَا مَضَى عُنْوانُهَا وَمَكْنُونُهَا
وَفِى أَعْيُنِ الخَلْقِ تَرَى مِنْ مَحَبَتَهَا
مَا لَا يَزُولُ إِلَّا بِزَوَالِكَ كُلِّيَةً
وَهَا أنْتَ تَزُولُ وتنْمَحِى
تُصْبِحُ تُراباً فِى يَدِ حَبِيبٍ آخَرَ
يُعِيدُ الكَرَّةَ وَلَا يَنْتَهِى حَتَّى يَزُولَ
أَيْضاً و.....
وَهَكَذَا مَا أَقُولُهُ ،.
لَيْسَ لدَىّ غَيْرَ أَنْ أَهَبَ نَفْسِىَ لِلتَّلَاشِىَ
رُبَّمَا تَظْهَرُ لِىَ وَأَنَا ذَائِبٌ فِى الذَّائبِِينَ القُدَامَى
وَبِغَيْرِ ذَّوَبَانٍ لَا يَتِمُّ وَصٔلٌ وَلَا وُصُولٌ ..
.
أَجَمَاتٌ
فِى النَّوْمِ اليَقِظِ
نَعبُرُها مَعَ صَيَّادِينَ نَتَعَرَّفُ إِلَيْهِمُ
يُشْبِهُونَكَ وَبَعْضُهمْ لَا يُشْبِهُ الإِنْسَانَ
وَلَا يَلْزَمُكَ الخُضُوعَ كُلِّيَّةً
وَمُرَجَّحٌ عِنْدِىَ أَنَّ مِرْآةً تَتَجَوَّلُ بِىَ فِى كُلِّ نَفْسٍ
حَيْثُ تَتَوَالَى وَتَتَمَهَّلُ غَيْرَ خَاضِعَةٍ بِالكُلِّيَّةِ
نَحْوَ هَاوِيَةٍ سَرِيعَةِ التَّحَقُقِ تَبْلُغُ مَسِيرَةَ عُمْرٍ
إلَى مُنتَهَى اليَقَظَةِ مِنْ نَوْمٍ يَقِظٍ
فَأَنَا بالكُلِّيَّةِ خَاضِعٌ
وَلَا انْعِكَاسٌ فِى صُورَتِى أَوْ صُورَتُكِ
لِمَنْ يَنظُرُ لنَفْسٍ صَافِيَةٍ بِنَفْسٍ صَافِيَةٍ
كَمَا الغَرَائِزُ تَتَشَابَهُ بِأََسَالِيبٍ شَتَّى
وَمُخْتَلِفٌ عَمَّنْ وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهَا
تَجْعَلُكَ الأَسْئِلَةُ مُرْتَاداً لِأمَاكِنَ
مَا كُنْتَ تَظُنُّ اللُّغَةَ عُنْوانَ بَهْجَتِهَا
..
وَيَلْزمُكَ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الرَّهبَةِ
ولا أمْلِكُ لرُوحِىَ ما يَمْلِكُهُ الطَّلِيقُ ،.
نَادِمٌ عَلَى لَا شَئَ فَعَلْتُهُ ، ومُعَانِدٌ فِيهِ ،
لا مُوبِقةٌ فِى سِجِلِّىَ وَاحِدَةٌ ، بيْن يَدَيْكِ ،
سِوَى نُطْفَتِى ،.
مَا أَهْمَلَتُ فِى اسْتِقْطَابِكِ وَمَوَدَةَ مَنْ قَامَ عَلَى تَهْذِيبِ فِعلَتِى ..
أنا حَائرٌ وَهِدَايَتِى بيَدَىَّ وَمَا أجِدُهَا
أَيْن بِهَا تَأْخُذِينَنِى وبِهَا أتَلَمَّسُ طَرِيقِىَ ،.
مَا عَدَاىَ المبْصِرُونَ حَقِيقَةً يبْحَثُونَ فلَا يجِدُونَ ..
أَنَا اكْتَشَفْتُكِ وأَخَذْتُ عَهْدَكَ مِنِّى ..
وَلَا أَحْنِثُ فِى وِجْهَتِى ..
مُصَابٌ بالرُّعْبِِ مِنْ نَفْسِى الهَادِئَةِ
فكَيفَ نَفْسِىَ المُتَمَرَّدَةِ تَحْتَ مَا لَنْ يَظْهَرُ فى قَوْلٍ أو فِعْلٍ
وَمَا حِيلَتِىَ كَعَاجِزٍ عَنْ إدْرَاكِ مَا لَا يُدْرَكُ ..
أَيْنَ أَنَا مِنِّىَ وَبِىَ مِنْكِ مَا بِىَ
وَلا طَاقَةَ لِىَ فِى بُعْدِكِ أَوْ قُرْبِكِ ..
مَا كَانَ مِنْكِ فَهْوَ مِنِّى
وَمَا كَانَ مِنِّىَ فَهْو مِنْكِ
وَلَا غَالِبٌ ..
وأَجْلِسُ بَعِيداً عَنْ سِجَّادَةِ الخَلْقِ
لَا رَاحَةٌ فِى مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ
أَهْوَاءٌ شَتَّى بطُرقٍ شَتَّى
جَرَّبْتُ أَنْ لَا أُجَرِّبُ
وأجلِسُ مُنتَظِراً أَمْرِىَ
ومِثْلِىَ يَظَلُّ مُنْتَظِراً
مِنْ بِدْءِ النُّطْفَةِ لنِهَايَةِ يَوْمِىَ
أَوْ تَخْرُجُ رُوحِى مٌنِّىَ
أَنَا رُوحٌ تَنْتَظِرُ
وَجَسَدٌ يَنْتَظِرُ
شَهِيقٌ وَزَفِيرٌ يَنْتَظِرُ
ودَمٌ يَجْرِى وَينتَظِرُ
وَحَيَاةٌ كَامِلَةٌ تنتِظرُ
تَارِيخٌ ينْتَظرُ
وَمُلُوكٌ وشُعوبٌ وَقبائلُ تنْتَظِرُ .
..
ويَلْزَمُكِ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الوَحْشَةِ
كَأَىِّ مُعَلَّقٍ فِى كَفِّكِ وَالرَّاحَةُ فِى كَفَّىَّ جَمْرٌ بَارِدٌ وَعُذْرِىَ وَاضِحٌ وَأجْتَهِدُ وَلَيْسَ لِىَ غَضَبٌ وَاضِحٌ وأَمْتَنِعُ كَمَاءٍ بَارِدٍ فَارِقُ انتِظَارِكِ وانْتِظَارِىَ
وَالأَلْوَانُ الذَّاهِبَةِ إلَى حَتْفِهَا لَا تُبَقَّىَ غَيْرَ العَتْمَةِ
مُبَارَكَةً لمُبارَكٍ فَارْفِقْ بِنَفْسِكَ ليْسَ كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ وَليْسَ كُلُّ مُعَانِدٍ أَنْتَ
وَيَأْتِينِى صَوْتُكِ بِِرَجْرَجَةِ آذَانِ الفجر وَكَمَا للصَّلَوَاتِ وَقْتٌ لِى وَقْتٌ واسْتِجَابَتِى لَهَا وَقْتُهَا وَما أَقْدِرُ عَلَى التَّمَهُّلِ
أَقِفُ فِى الصَّحَرَاءِ لَاهِثاً أأْتَنِسُ بِصَعَالِيكِ القَبَائِلِ وبِثَعَالِبِ الجِبَالِ وَكُلُّ التَّخَيُّلَاتِ المَارِقَةِ مِنْ ثَوْبِهَا أَوْ بَعْضِ ثَوْبِهَا أَوْ مَا تَلِجُهُ الأُمٔنِيَةُ فِى وَسَنٍ لَذِيذٍ
هَلْ سَتَعْلَمُ
مِنَ الصُّعُوبَةِ أَنْ تُصَدِّقَ
أَوْ أَنْ أُصَدِّقَ
أَوْ أَنْ يُصَدِّقَ مَنْ يَعْبِرُونَ ولا يَعبُرون بأنفُسٓهِمْ ولا بِأرْوَاحِهِم
تَخَيرْتُ مَوْطِناً وَأَقَمْتُ فِيمَا لَيْسَ يَشْغَلُنِى مِنْ دُنْيَا النَّاسِ
وأعْرِفُ أنِّىَ آخِرَ الأَمْرِ عَلَى دَوَامٍ
وَمِنْ مَصْفَاةِ الحُلُمِ أَلِجُ مُنفَرِداً بِكُلِّ مَنْ يَسْكُنُنِى
للَّتِى هِىَ لِىَ
والتِى أَنَا لَهَا
وَمِثْلِىَ لَا يُصَدِّقُ أَنَّ كَفَّهَا مِصْفَاةٌ خَطِرَةٌ
وَأَنَّ مَنْ يَعْبُرُونَ ضَائِعُونَ
وَمَنْ يبقُونَ ضَائِعُونَ
كَمَنْ هُوَ عَلَى الأَعْرَافِ يُلْقِىَ غَرَائِزَهُ
إِلَى بَحْرِهَا فَيفُورُ وَيَعْلُوَ
فِى رَفِيفِ أَجْنِحَةِ فَرَاشَاتٍ
تَحْمِلُ عَيْنَيْكَ نَحْوَ مَا لَا تَتَخَيَّلَهُ مِنْ فِتَنٍ وَصُوَرٍ
مُقِيماً
بَائِساً
مُنْتَظِراً
مُنْتَظِراً
..
..***
هَل فِى تلَامُسِنَا مَا يَجْعَل البشَرَ بَشَراً
نَعَمْ ،.
كُنْتُ أُجِيبُ سُؤَالَهَا وقَدْ تَأخَّرَ لِسَنَواتٍ ..
نَعَمْ ؛
هُنَاكَ ..
مِنَ المُؤَكَدِ أَنَّ الخَلْقَ المنشَغِلون بالنَّسْغِ ؛ سَيَعْتَرِفُون ،.
بأَنَّ منْقارَينِ خَلَقَا مُوسيقَى الفُلُوت
وَيَدَيْنِ أطَاحَتَا بالكَوْنِ دُونَ صَخَبٍ يُذْكَرُ ..
بَيْنَما تِلْك البُحَيرة هِى مَا يَتَرَائَى
.. { وَليْسَ لِى غَيْرَ تِلكَ الصُّورَةِ الصَّافِيَةِ الألْوَانِ ، والهدُوءِ ، والرَّوْعَةِ ،
وبهْجَةِ التَّفَاصِيلِ } ..
وتَموّجَاتُ مَائِها كَسَطْحِ غَير مخْدُوشٍ ،.
والمَشْىُ فِى غُلالةِ المَلْبَسِ الفَضْفَاضِ ،.
خَلْفَ عَجِيزة تشْبهُ القَلْبَ بظَهْرِهَا المَصْبُوبِ
وَذلِكُمَا السَّاعِدَانِ
باستِدَارةِ نهْدَيْهَا للخَلْفِ وللأمامِ
وَهْىَ تَقُولُ :
أنْتَ لَا تنْجِزْ وَعْدَكَ كَمَا يَجِبُ ..
أنْتَ خَلْفِى كَمَا أمَامِى والوَعْدُ وَعدٌ
لا خَلْفَ ولَا أَمَامَ ..
قُلْتُ ،.
ولِى مِنَ الذَّهْلَةِ الذَّاهِبَةِ بَعْضَ عَقْلٍ ،.
هَلْ تَظُنُ أنَّ غَيبَةً مَا حَاضِرَةً بَيْنَنَا ..
أسْمَعُ وأُجِيبُ :
حَسْبَ ظَنِّى نَحْنُ غِيَابَانِ حَاضِرَانِ
وتلكَ البُحَيْرةُ صُورَةٌ ..
قَالَتْ :
كُنْ مُطِيعاً حَيْثُ تُنْصِتُ الأَحْجَارُ
كُل مَا فِى الطُبيعَةِ لا يُسَاوَى
باحْتِكاكِ أوْرَاقٍ فِى نَسْمَةٍ ..
بِعَفَويةٍ أمْسَكتُ يَدَهَا
والظِّلَالُ كَمَنَاطِقَ حَمِيمِيةٍ
تلْمَسُهَا أَوَّلَ مَرَّةِ
عِطْرُها كَتَنَفُسِ الصَّبَاحِ ..
بيْنَمَا عُصْفُورَينِ فَوقَ شَجَرةٍ ،
صَوْتُ مِنقَاريْهمَا بيْن فَمِى وفَمِهَا ..
وَزَمَنٌ يَفِرُّ خَارِجاً عَنْ مَكْنُونِ المَعْنَى
وَخَافٍ عَن ظَاهِرِهِ ..
يَدُهَا يَدِى ،. مُوسِيقَى الفُلوت ،.
نَسْمَةٌ تَسْحَقُ صَخَبَ مَاءٍ مُنْصَبٍّ ..
فى المُلامَسَةِ مَا يجْعَلُ الكَونَ مُنْسَجِماً ،
يتَمايَل فى اتْجَاهاتٍ تَتَفاوَتُ فِى الدِّقَّةِ
مَا يُعادِل لِقَاءً حَمِيمِياً فِى وَقتٍ يَنْفَلتُ ،..
قلتُ :
نَعَمْ ،.
وأُأَكدُ أنٌَها الرَّيَاحِينُ فِى باحَةٍ
فيها مَنْ نَزَلَ ، وَمَنْ أَقَامَ ؛
وَمن رَحَلَ سَوفَ يعُودُ ..
حيث تَجْلس الأرضُ والسماءُ ..
وتَبقِينَ هَادئَةً كما إِوَزَّةٌ
لا تمَلُّ الرفْرفَةَ عَلى سَطحِ الماء
ممْتزجةً بِرذاذِ مَطَرٍ خفيفٍ ..
باهْتزازِ خَفيفٍ ،.
خَفيفٍ وهَادِئٍ ..
..
وَتَنْظُرُ عَلَى مَدِّ البَصَرِ
مَا يُوحَى إلَيْكَ ، أَنَ الآتِيةَ لَن تَأتِى ،
إنَّمَا هُوَ البَصَرُ الزائِغُ
لِقَلْبٍ مُتَحَضِّرٍ لِرِعْشَةٍ وَوَجِيبٍ ..
وَيَضِيقُ الأُفُقُ شَيئاً فَشَيْئاً ،.
يَنْسَدِلُ الظَّلَامُ وَلَكِنَّ لَكَ مِنَ النُّورِ مَا يُضِئُ لَهَا
وَهْىَ غَيْرُ آتِيةٍ ،،.
مُتَلَكِئَةً فِى الفَوْضَى
وَكَلُّ مَا عَليْكَ الانْصِيَاعُ لَهَا
وَهْىَ تحَدقُ فِيكَ بِلَا دَهْشَةٍ ،.
مَا الجَدِيدُ إِذَنْ ؟!
هُنَاكَ ذَلِكَ الصَّوتُ وتِلكَ الهُيُولَى
بِمِقْدارِ رُؤىً تَضِيقُ وتتَّسِعُ
الجُلُوسُ إِلَى هَذَا الهُدُوءِ مُجَرَّدُ صِرَاعٍ مُخْتَبئٍ
تَتَجَردُ فِيهِ مِنْ مَخَالِبِكَ
وَتَجْلُوَ حَوَاسَكَ الصَّدِأَةَ
والغَيْرُ مُسْتَيْقِظٍ يَجِبُ أَنْ يَصْحُوَ
لَسْتَ فِى وَجْهِ عَاصِفَةٍ حَتَّى تُحْسِنَ المَجِئَ
إنَّمَا مُجَرَّدَ أوْهَامٍ عَبَثَ بِهَا الزَّمَنُ
والحَوَاسُ وَهْىَ مَبَعْثَرةً
بَيْنَ الضَوْءِ والظَّلِّ
تَتَلَكَأُ الوَرْدَةٌ فِى التَّفَتُّحِ ويَهْوَى غُصْنٌ
بعُشِّهِ الخَاوِى
لَا طَيْرٌ وَلا رَفْرَفَةُ رِيشَةٍ
وَلَا خَشْخَشَةُ أوْرَاقِ شَجَرَةٍ مُهَاجِرةٍ
مِثْلُكَ مِثْلُ مَنْ يَجْلسُ عَلَى فُوَّهَةِ بَرْزَخٍ
كُلُّ مَا عَليْهِ أَن يُنَظِّمَ الفَوْضَى
لَعَلَّهَا بِجَبَرُوتِهَا
تَأْتِى
فَتَطْمَئِنُّ نَفْسُكَ
وُتعْلَمُ أنَّكَ عَلَى يَقِينٍ
..
وَكَصَيَّادٍ غَيْرَ مُنْتَبهٍ
تَتوهُ مِنْهُ الفَرِيسَةُ
يُصْبِحُ فَرِيسَةً وَمُطَارَداً ،.
فِى أَحْضَان غَابَةٍ مُوحِشَةٍ ،
تَفْترِسُهُ الأفَاعِى
وَلَا يُتَاحُ لَهُ النَّوْمُ عَلَى الأشْجَارِ
وفِى الأَعْلَى لَا تَتْرُكُكَ الوُحُوشُ ..
كَأَنَّمَا فِى ظَهِيرَةِ الأَيَّامِ
مَا كُنْتَ تَعْدُو وَلَا تَبْحَثُ عَنْ صَيْدٍ ، فَقَدْتَ الطَّرِيقَ إِذَنْ ،.
وَمُسْتَحِيلٌ
العَوْدَةَ إِذْ تَدُورُ حَوْلَ نَفْسِكَ ،.
هُنَاكَ وَحْشُ القَطِيعَةِ
وَالسِّهَامُ لَا تَكْفِى
وَهُنَاكَ غَابَةٌ مُظْلِمَةٌ وَالضَّوْءُ لَا يَكْفِى
وَهُنَاكَ كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ لَا يَكْفِى
إِذَنْ تَحْتَاجُ لِمُعْجِزَةٍ للخُرُوجِ مِنْ غَابَتِهَا
وَجُعْبَةُ السِّهَامِ خَاوِيَةٌ
وَسَهْمٌ وَاحِدٌ لَا يَكْفِى
وَسَوَاءً مَا كُنْتَ أزلياً فِى الجَحِيمِ ،.
فَإِنَّ إِقَامَتِكَ إِلَى مَوْعِدٍ ..
يَا للظَّلَامِ مَا يُدَمِّرُهُ
فِى مُحَاوَلَاتِكَ الهُرُوبَ مُجَدَداً يبْنِيهِ النَّهَارُ ،.
ما يَجْعَلُ الأُفْقَ أَزِيزَ زَنَابِيرَ
وَخَرْبَشَةَ سَنَاجِبَ وَتِلْكَ الحَيَوَاتِ المُمْتَدَّةَ
تَخْرُجُ مِنْكَ وَهْىَ لَاشَكَّ تَعْرِفُ ..
وَكَمَا قَالَتْ :
أَنْتَ بَعِيدٌ عَنْ مَرْمَاكَ وَأَنَا قَرِيبَةٌ ..
الشَّكُّ أَحْيَاناً هُوَ السَّائِدُ
وَهَا أَنْتَ تُقِيمُ فَخاًّ
وَفِيمَا يَتَوَلَّى الظَّلَامُ وَيَنْسِجُ خُيُوطَهُ ،.
تَقَعُ مِنْ حَالِقٍ بَيْنَ يَدَيْهَا - سَيِّدَةُ الظَّلَامِ - بِضَوئِهَا البَهِىِّ ..
لَنْ تَرَهَا فِى ذَلِكَ الضَّوْءِ
غَيْرَ غَبْشَةٍ خَفِيفَةٍ
مِنْ ظُلْمَةٍ خَفِيفَةٍ
تَتَحَرَّكُ وَتَحْمِلُكَ بِكَفِّهَا كَىْ تَعُودُ بِكَ ،.
الآكِلَةُ عَظْمَكَ وَالشَّارِبَةُ دَمِكَ ..
وَأَنْتَ فَرِحٌ جِداً ..
بَعْضُ الأَلَمِ يَكُونُ فَرَحاً
وَبعْضُ السَّعَادَةِ لَا تُدْرَكُ نِهَايَتُهَا
وَأَنْتَ مُفْرَغٌ مِنَ المَعْرِفَةِ
تَعُودُ لِمَكَانِكَ
تَبْحَثُ عَنْ كَلِمَاتٍ تُعَبِّرُ بِهَا عَنْ حُبِّكَ فَلَا تَجِدُ ..
أَفْرَغَتْكَ مِنْ كُلِّ شَئٍ
شَارِبَةُ الدَّمِّ
إِمْرَأَةُ الغَابَةِ وَالدُّخَانِ وَالأَوْجُهِ المَجْدُورَةِ
سَيِّدَةُ الفَوْضَى وَالعَمَاءِ
وَهْىَ تَحْرِقُ عِظَامَكَ فِى تَنُورِهَا
وأنْتَ فَرِحٌ جِداً ..
لَا فَخَّ لَكَ يَسْتَطِيعُ اصْطِيَادَهَا ..
..
***
..
فِى حُضُورِكِ
يَتَوَالَدُ
مَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ حَيَاةً مُلَفَّقَة وَبِلَا مَلَلٍ تَعِيشُ
تعرِفُ وَتَدُورُ وَتَفْرَحُ
أَنَّ لَكَ أَحْلَاماً وَغَزَالَاتٍ
وَدُنْيَا مِنْ ذَهَبِ الخُرَافَةِ
بِهَا تَكُونُ
غَيْرَ أَنَّكَ حِينَ تَمْضِى بِجَانِبِهَا
تَتَذَكَّرُ أَنَّكَ وَحِيدٌ وَمُقْفِرٌ كَصَحَرَاءٍ
وَهْىَ كَغَزالةٍ فِى بِئْرِكَ
.
وَكَغَزَالَةٍ فِى بِئْرٍ أَخْرَجَتْكَ
وَلَكَ مِن الشَّمسِ شُعَاعٌ وَبينَ يَدَيْهَا
تَحْفُرُ
.
حَفَرْتُ فَوَجَدْتُ غَزَالَتَيْنِ
بِبَهْجَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَسِيُوفاً مُسَنَّنَةً
وَكَثِيرّ بِنَفْسِكَ
وَلَا أَحَدٌ
غَيْرَ فَضَاءٍ وَدُخَانٍ وَتُرَابٍ
وَبَعْضَ سِحَابَاتٍ مَرَرْنَ عَلَى عَرَقِكَ الغَزِيرِ
.
نَبُتَ مَا نَبُتَ مِنْ أَعْشَابٍ
وَأَتَى مِنَ الطَّيْرِ مَنْ أَتَى وَتَدَفَّقَ مَاءٌ ..
أَفْلَتَتْ مِنْكَ الغَزَالَتَانِ
وَأَفْلَتَتْ مِنْكَ الحَوَاسُ
وَأَفْلَتَتْ مِنْكَ الصِّفَاتُ
وَأَفْلَتَ مِنْكَ
مَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى
وَلَا وَحْشَةٌ وَلَا رَهْبَةٌ وَلَا حَسْرةٌ
حَتَّى الجُزُرِ البَعِيدَةِ مِنْ بَحْرٍ بَعِيدٍ
ظَلَّتْ تَتَرَائَى وَتَقْتَرِبُ
فَتَرَكْتُ السُّيُوفَ فِى غِمْدِهَا مُعَلَّقَةً
وَهْىَ حَادَةٌ وَجَاهِزَةٌ لِلْقَطْعِ
وَأَنْتِ كَمَا أَنْتِ ..
.
تَقَطَّعْتُ عُضْواً عُضْواً ..
أَنْزِلُ لِبِئْرِكِ وَأَنَا سَعِيدٌ وَأَشْرَبُ مَا أَشْرَبُ لَا أَرْتَوِى كَجَمَلٍ فِى صَحَرَاءٍ أَتَجَزَأُ ..
.
صِرْتُ رِمَالَا وَدُرُوباً
وَكُلُّ عُضْوٍ أَنْشأَ شَعْباً
وَكُل صِفَةٍ حَلَّقَتْ بِجَناحَيْنِ
وَأَنْتِ كَمَا أَنْتِ
مُشْرِقَةً بِى فِى بِئْرِ عَجَائِبِكِ
وِلَكَ خُرَافَةٌ أُخْرَى تَصْعَدُ بِكَ
وَأَنْتَ تَنزِلُ
..
..***
عندما قلتِ لى لا تغضب غضبتُ . فاتنى فى غضبى الكثيرَ ، حيث كنت لا أغضبُ .. كأنى عرفت تلك الكلمة عندما خرجت من فمكِ . قلت أجربُ . وهى أعانتنى على غضبى بغضب أشدٍ . كنا نلهو فى الغضب ونتماهى به أمام الخلق ،. نشرنا سيرة الغضب وقلنا لا تغضبوا ،. فالغضب هو بهجة يرثها المقعدون والفاشلون فى رؤاهم وحتما كنا فاشلين . سار الغضب كشخص له تجمعات كثيرة حتى أنه جلس معى وقال لى : لا تغضب . تذكرت . وضحكت . بعد زمن كثير ، حيث كان الغضب لم يولد ، وكنا أخفينا ذلك الاختراع المذهل . الذى ما إن مشى على قدميه كشخص صارت الأرض كبرج كهربائى قلتُ يا للغضب .. كنا حتما مخطئين لكننا لم نستطع احتواءه .. ولا يستطيع جار أن يسامحنا ولا صديق أن يقول لنا صباح الخير .. ولا شئ أصبح بيننا مطلقا .. ذلك أن الغضب لا يعرف كيف اخترعناه فى كلمة وكيف تمت حِيَلهُ على كثيرين منا كانوا لا يغضبون ..
وقلتِ لى : لا تكذب . فكان الكذب عنوان كل علاقة .. بالكذب بنينا حضارة من حجارة صماء ،. تهنا فى الحجارة . أصبح الحجر وِجهة كل جبار بنينا ما بنينا ،. لكن الكذب هدم كل شئ عندما التقى بالغضب ..
..
***
..
ذلك ما تتوقعه أخيرا
ما هو محتمل من الخواء
غير عابئ لما لا يمكن أن يظل هذا الهراء
باحتمال أن عودة الأوجه الغائبة لن تكون
حيث تلك الأتربة تحمل روائحهم
لكن لهم وقت لا يعرفونه
فى حين أنك تعرف ..
فى لحظة مثل هذه
لا يكون سوى الغفوة باتجاه آخر
عليك فى تلك الحالة أن ترى وضعك
حولك ما يشبه الموتى
حتى من حمل هراوة
حين تعرف كيف يستطيع النسيان
أن يفسح مجالا لحديث آخر ..
.
تلك الأصوات المعبأة
تنقل بحرا من مكانه غير أن موجا مايزال كما هو وأثر قدمك ما تغير .. إضمحل قليلا
تخرج من حلمك بما يشبه اللوثة
فتجد صدى البحر كما فى النوم
وأثر قدمك على السجادة
ومياه الصنبور تغرق المكان
غير ما كان ممتلأً بالمكان والزمان
وهما يملآن جرة الأيام بصوتك الأجش
وبصراخ مكتوم كمن يفزعهن
فى أحيان كثيرة
غير من ودعتهن منذ قليل
يستعجلنك
كلهن موتى
ويبدأ البكاء
يوما ستجد نفسك فى الفراغ
.
هذا المحتمل مؤكد
بانتظار هدوء وانفضاض جمع
وهم يكرهن
الموت كتدريب على الغياب
فى أتون ما يحدث
من كوارث
باحتمال أن ما تحت أقدامنا
يلوذ بقلوبهن فيحملنه أينما كانوا
يدركن قيمة ما لا قيمة له
حيث يلبسن ثيابا جديدة باحتمال أن تتغير الأحوال
لطالما ابتعدت عنهن وعن عائلاتهن
غير أن فراغ مبنى مضاء بلمباة موفرة
نظيف بفعل الرياح وهى تكنس صراخ المسلسلات
لا ينتبه أحد ..
ولا أنت تنتبه ..
..
***
..
عش كأنك حلم
وفارق كأنك حلم
ألا تشعر نفس الشعور حين ترى غصنا يتمايل بك
كأنك طائر فى الهواء ترى السماء مفتوحة لجناحيك
يهوى رويدا فى فضائك سرب من الغمامات ..
لا يرحل المرء مكرها
وقد وقع الغصن
لا
بل يرحل سعيدا لعالم لم يجربه بعد
قل لى إذن
هل تريد رفقة
سأطهو لك الصفات الطيبة التى نحملها
من العالم الفانى
بيَد طالما أجادت السلام والسكينة والرحمة
ألا يكفى
أن قلبا لم يعرف الضغينة كيف تكون
ولم يدرك أن بعض الأرواح خبيثة يمكن أن توجد
نقاء السريرة يعنى أنك لا تعرف
أن الصفات الرديئة لا يحملها المرء فى رحلة النقاء
والتجربة التى تريد إنجازها
كل تلك الأحلام القديمة تستطيع أن تعيشها
تكفى ساعة فى خلق حلم جديد حتى فى النوم
إنه طريق ذو اتجاه واحد
الذاهب فيه إن عاد كنا سنعرف
كيف كان وكيف يكون
البعض منا يجهل كيف يودع حبيبه
لكنه سيبكى عند الإفاقة
الفراق عادة هو ما يهيئ المرء لليقين
أنك حلم
فلا تنسى تلك الصفات التى نولد بها
والتى يجب أن نحملها
الفارق بين حياة وحياة
فراق جسدى وروح داخلنا باقية للأبد
الأرواح عادة لا تغادر
الأرواح تبقى
الأرواح تعيش وتظل ترفرف إلى أن نلتقيها
فى الربيع حلم جديد
فى الصيف نفس الحلم الجديد ..
فى الخريف نفس الحلم الجديد ..
فى الشتاء نفس الحلم الجديد ..
لم تتغير الفصول بعد ..
الحلم الجديد لم يزل جديدا ..
الجديد فى الحلم الجديد أنه جديد ..
يظل جديدا ولا جديد ..
ومع ذلك
لم يكن حلما جديدا تماما
حتى كابوس المغادرة ما لم نستطع أن نتحمله
يظل مراوغا وتحل الذاكرة محل الحواس ..
الحلم الحقيقى
أننا أحلام لا تتحقق إلا بالمغادرة
..
***
..
خُطَى رَمْلٍ كَخُطَاىَ ،،، وَأَثَرُ السَّيْرِ كَأَصَابعٍ ،،،،
وسَمَائِى كَنَفْسٍ مُتَصَحِرَةٍ جَرَفَتْها أمْطَارٌ مِنْ أَرَقٍ .. وَسِهَامٌ مِنْ وَرَقٍ
مَكْتُوبٌ فِيهِ لَا غَالِبٌ وَلَا مَغْلُوبٌ ،،،
وَلَا هَارِبٌ مِنَ القَهْرِ ،،،
وَلَا هُنَاكَ مَنْ ينْظُرُ فَجِيعَةً مُحْتَمَلةً
تحَدِّقُ فِيكَ بِالرُّؤَى وَتَنْبَثِقُ مِنْكَ مَعْرِفَةُ الطَّالِعِ
فِى ضَبَابِ الأَيَّام وَهْىَ قَادِمَةٌ لَا شَكَّ ،،،، تَحْتَرِقُ الرُؤَى فِيكَ وَمَا مِنْ أحَدٍ يُطْفِئُ نَارَهَا فِى الحَدَقِ
أرَى مَا لَا يَرَاهُ غَيْرِىَ مِنَ المُحْتَمَل أَنْ يَحْدُثَ
وَلَمْ يَحْدُثَ أَنْ رَأَيْتَهَا غُلَالةً فِى شَفَقٍ
وَشَغَفاً فِى طُرُقِ مَنْ رَسَمَ مَصِيرَكَ
وَهْىَ قَالَتْ أَنَا غَيْرُ آسِفَةٍ
فَقُلْتُ أَنَا غَيْرُ آسِفٍ ،،،،،
.
،،،،، لَمْ تَعُدْ ذَاتَ مَغْزًى أَنْ تَظَلَّ رُوحُكَ طَافِيةً عَلَى الغَيْمِ أَوْ فَوْقَ نَهْرٍ خَرِبٍ
ذَلِكَ أَنَّ مَاءً جَارٍ لَيْسَ بِمَاءٍ وَلَا نِيرَانَ جَوًى
فِى مَنَامٍ وَلَيْسَ نَوْماً عَادِياً وَلَا مَوْتاً وَلَا مَا يَرثِهُ الأَحِبَةُ مِنْ بُهْتَانٍ وَتَغَيُّرٍ إِذَا مَا تَحَوَّلَ المَعْنَى لِلضِّدِّ وَلَا ضِدَّ
- إنَّمَا القُلوبُ أَنْوَارٌ بِلَا عَيْنٍ تَسْمَعُ وَبِلَا سَمْعٍ تَرَى
- إِِنَّمَا بِخَلَجَاتٍ تَظُنُّ مَا تُحَرِّكُهَا غَمْضَةُ عَينٍ وَحَاجِبٍ مِنْ أحْجِبةِ السِّرِّ وَالخَيْرِ والرِّفعةِ والعزَّةِ ..
- إِنَّمَا السَّعَادَةُ فِى انتِقَاءِ مَا جَلَّ عَنِ الوَصْفِ وَمَا رَفَّ بِأجْنِحَةِ الهَوَاتِفِ ..
وَعَلَى بَصِيرةٍ أَدْركتُ أنَّ فَرَحاً غَامِراً فِى مرْصَدِ حَياتِىَ وَمَا أَرْقبُهُ طِيلَةَ أَنْ تَوَقَفتْ عَلَى أُمْنِيَاتِى خُطْوةٌ وَاحِدةٌ
فِى صَحَراءَ مُهْلِكَةٍ
وَهُنَاكَ قَتلَةٌ وَلصُوصٌ وسِعْلَاةٌ وَذِئَابٌ وسَرَابٌ
مُتَربِصُونَ وقَوَّادُونَ وَفَاعِلُونَ بالشِّعَرَاءِ مَا لَمْ يَفْعَلُهُ الزُّنَاةُ ،،،،،
وَتَنْسَى قَصْدِيرَهَا وَعَاجَهَا وَكُلَّ مَا يُرَاوِغُكَ وَهْىَ تَفْتَحُ وَرْدَةَ الهَلَاكِ بِنَعِيمِهَا المُوصَدِ بِقُفْلٍ مِنْ سِنِّ تَمْسَاحٍ وَأَرْجُلِ ابْنِ آوَى وَعَيْنِ قِطٍ مُوحِشٍ ومُرْعِبٍ كَطَرِيدَةٍ ،،، وَكَثِيرٌ مِنَ القُطْعَانِ تَهْرُبُ
وَغَيْرَ آبِهٍ ،،،،....
- رُغْمَ ذَلِكَ تَخْطُو ،،،،
هَا هِىَ الطُّيُورُ والثَّعَابِينُ وَحَيَوَانَاتُ البِيدِ تنْظرُ
تَعْرِفُ أنَّكَ لَنْ تَعُودَ
وَإِذا عُدْتَ سَتكُونُ غَيرَ مَا أنْتَ
شَيْئاً آخَرَ غَيْرَ الذِى مَضَى
غَيْرَ الذِى كَانَ
رُكَامُ دَارِكَ لَنْ تَرَاهُ وَلَنْ تقِيمَ
بَلْ
تعُودَ إِلَى مَا هَاجَرْتَ إلَيهِ
الخُبْزُ الجَافُ والمِلْحُ كَرَدِيمِ مَقْبَرةٍ
وسَطُلٌ مِنْ قِربَةِ المَاعِزِ
كَشَرَابِ الفَرَاشَاتِ ملِيئَةٍ بمَاءِ البِئْرِ ،،،،،
الأعْوَامُ التِى سَتُقَضِّيهَا لَنْ تَكْفِيَكَ أَن تنْسَى
أَنَّهَا قَالَتْ لَا تَخْرُجَ .. لَا ترْحَلَ ..
- أنْت بِتِلكَ المُخَيِّلَةِ تَرغَبُ فِى المَوْتِ ..
- لَا .. بَلِ المَوْتُ يَرْغَبُ فِىّ .
- مهَاجِراً للمَوْتِ إِذَنْ .
- لَا .. بلِ المَوتُ مُهَاجِرٌ بِىِ ..
وَرَغْبَةُ الرَّحِيلِ تَسْتَحْوِذُ عَلَى مَنْ هُمْ لَا يَرْغَبُونَ .....
- الآنَ صَدَقْتَ .. كُلُّ مَوْتٍ مُعْلَنٍ هُوَ رحِيلٌ
لا يُمْكِنُ أَنْ تَمْنَعَ جَرَيَانَ نَهَرٍ أَوْ مُرُورِ سَحَابَةٍ ،،،،
- لَمْ أَكُنْ عَابِراً يُقِيمِ عَلَاقَةً وَيَمْضِىَ .. لَمْ أَكُنْ غَيْرَ مُحِبٍ لِمَنْ لَا يُحِبُّ ،،،،،
لِمَنْ جَمَّعَتِ الثَعَالٍبَ فِى حِجْرِهَا
وَقَالَتْ سَأَرْحَلُ .. أَنَا غَيْرُ آسِفَةٍ ..
- نَعَمْ .. أَنَا أَيْضاً كُنْتُ أحبُّ غَيْرُ آسِفٍ .. الجَهْلُ يُجْبِرُنَا عَلَى نَسْجِ النِّهَايَاتِ قَبْلَ أَنْ نَبْدَأَ ..
- مَنْ يَحْفُرُونَ هُوَّةً نَرَاهُمُ وَمَعَ ذَلِكَ ...........،،،،
- وَقعْنَا كَمَنْ يسْتَعْذِبُ الأَلَمَ والفُرْقَةَ فِى الوَاقِعِ ،،،،،،،، حَلُمْنَا أَنْ نَعِيشَ فَضَاءَ اللَّذَّةِ نَسْتَعِيرَ هَيْأَةً حَيْثُ يَرَانَا المُحِبُونَ ..
فِى أَشْجَارِ النَّخِيلِ .. فِى سَمَاءٍ غَيْرِ مُغْلَقَةٍ
فِى أَىِّ غيم نستعيد شعورنا القديم
كَانَتْ لَنَا دَارٌ وَكَانَتْ لَنا أَرِيكَةً تَحْتَ أَيْكَةٍ ......
- كَانَ لَنَا ...
- مَا كَانَ لَنْ يَجْعَلَ فِى الرَّحِيلِ إِقَامَةَ شَبَحَيْنِ مِثْلَنَا عَلَى الدَّوَامِ يَطْرُدَانِ الأَسَى وَالثَّعَالِبَ والثَّعَابِينَ ..
- لِكُلِّ هَذِهِ الأَشْيَاءِ ترْحَلُ وَلَا تقيمُ ..
يَعْرِفُ الحَصَى كَمِ اسْتَهْلَكَكَ البُعْدُ عَنْ مَأْسَاةٍ ،،
عَدَا أَنَّهَا قَالَتْ بِمُخَيِّلَتِكَ لَا تَخْرُجَ .. لَا تَرْحَلَ ..
فِى انتِظارٍ مَمِلٍّ طَوِيلٍ ،،،
وَقَيَّدَتْ بِصَوْتِ خَيَالِكَ الهَوَاءَ وَالمَاءَ وَالتُرَابَ
القَيْدُ يَكُونُ أَحْيَاناً بِكَلِمَةٍ لَا تَخْرُجُ مِنْ فَمِهَا
بَلْ مِنْكَ
- أَخْدَعُنِى وَهْى تَعْرُفُ .
- لَا تَرْحَلَ فَلَهَا القُدْرَةَ عَلَى تَفْكِيكِ نُجُومِكَ
لِقطع مَعْدنية صغيرة ..
فَلَا ترْحَلْ
لَا تَرحَلْ ......،،،،،،،،،
..
***
نصوص ديوان
لَمْ أكُن عَابراً يُقِيمُ عِلاقةً
فُى صَحَرَاءَ مُهلَكةٍ
** نصوص ديوان :
(لَمْ أكُن عَابراً يُقِيمُ عِلاقةً
فُى صَحَرَاءَ مُهلَكةٍ)
صلاح عبد العزيز
الزقازيق
13/1/2023
11/3/2023
" إلى الطيبة أم الطيبيْن أحمد ونوران ..
سجادة النور ..
الذى شع بظهورك الملائكى ..
لولاك لكانت رغبة الموت نافذة ..
فى مفازة حياتى السابقة ..
وأهدتنى حياة فوق الحياة وليست كأىّ حياة .. "
***
نصوص ديوان :
لَمْ أكُن عَابراً يُقِيمُ عِلاقةً
فُى صَحَرَاءَ مُهلَكةٍ
***
..
الفخ أن توشكَ على التفكير
وطالما أتيح لك ستدخل
الماكرون فرشوا لك الطريق
ستأخذ عطفة يمينا ثم تصل
مَرت السنَوات دون ان تعرف نهاية المتاهة
لم نعد قادرين على تحمل الصدمات
أصبحنا قساة على نفوسنا
وأخطأنا فى تقدير الأشياء
..
عشنا أطفالا كلما غادرنا مرحلة نعود
ها أنا أجرى فى شارع مع الطين المنزلق
حيث لا تنشغل بشئ
سوى
المطر والطير والسحاب
جريت وراء سحابة وقلت هنا
فكان الطوفان
حلقت مع الطير وأشرت هنا
فكانت الأشجار
وَعِنْدَمَا أمْسَكْتُ المطر كان البشر
..
ومع ذلك علينا الاعتراف بأننا
ضعفاء جدا وغير صبورين
على نزع شوكة فى أصبع
يا إلهى كم هرمنا
فى الآلام ولم نبرحها قط
..
التجول فى الحريق يشبه ركض الفئران
وأنت سلحفاة
سأعطيك سلة زهور كاملة الاحتراق
وغير قابلة للنفاذ
قبل أن تتعود الغياب أو أن تتضجر
بلا سَبب
..
***
..
ثمة صباح جميل يقفز من شرفة الكون
لكنما غرفَتى المُعتمة لا تسْتقبل الضوء
شفافية الزجاج لا تعنى نفاذه
لست وحْدى تماما من يفتقده
الأشجار على أصابعك
وأعمدة الإنارة
القلوب السوداء كثيرا ما تفعل ذلك
.
من يستطيع أن يكون صادقا
والخطوات التى تأخذنا
نحو المغامرة مرغمين
فى شوارع المدينة الصاخبة
إتقان المحبة غير ملزم كإتقان الكراهية
ما يدل علينا
هجرة الطيور
واحتفاظ الأماكن بصورنا
ليست لنا رائحة فى ثياب الآخرين
كنْتُ كمن وضع حكمته فى ظرف تحت الوسادة
وتصرف بتهور من خرج ولم يعد
.
كمن لا يجيد الطبخ
ولا يحب اللحم المفروم
وكما أنت حزين يكون الكون حزينا
موقد الغاز لا يضحك
وفى بدء تسخين الطعام
أفكر فى كتابة حكمة جديدة
تقول :
لا يصح من اختيارك ما تود
.
عد إن استطعت أن تخرج
تتحول النظرات إلى عيون مطفأة
ما يرهق القلب فى تمهله بين حياتين
نسيان كل شئ
أو تذكر كل شئ
يزداد ثقل العالم كلما حاولت أن تكون صادقا
.
لا تُحملنى ما لا طاقة لى به
الجبارون مثلى لا يأبهون
ووجه جديد لا يعنى غد جديد
هو نفس الماضى
غيرنا الثوب فقط
غيرنا الشكل
الذين باعوا والذين اشتروا
سعرك الآن غير سعرك منذ ساعة
ومع ذلك
ليس سيئا أن تكون كذلك
الفرق عادة يصنعه التحيز
فى الواقع أنك لا تستطيع المغادرة
لم يُكْسر أنفك بعد
وعلى استقامة جسدك
لم تحطمك الريح
..
***
..
المحبةُ تُخبئ نيرانَ قلوبنا
فنشتعل قبل القرْب وبعده
ولا يتبقى لنا شئ فى الدنيا
فَهل كانَ قُربا أم بعدا منكِ
..
فى القرب إهمال للمسافة
الحقُ والحَق أقول
أحببتُ مرةً وانسحقتُ
أحببتُ مرةً وانهزمتُ
أحببتُ مرةً فأقبلتْ الدنيا
وعشتُ كأحْسن ما يكون
..
نسيتُ كم مرة أحببت
لم أر منَ الدنيَا غيرها
تلكَ الأَشياء الغريبَة التى نفعلها
بعْضها لا يَليق وبَعضها فعلناه بقصد
حيْث لا تتجَاوز الخط المرسوم
فى أحيَان كثيرة لا نُفلحُ
..
على قمة جبل نَظرت
كانت الأشياء صغيرة فعظمت نفسى
قلت علَّنِى أكبر الاشياء
نظرت كونا مصغرا وكان بلا رحمة يلفحُنى الهواء
كما فى عقلى الشيطانُ
فر قلبى منى وفزع
..
تركتُ مائِدتكِ فى الأعلى ونَزلتُ
أتَذكر كانت الدُّنيا على مقاسى
أظُن أنها كانت ضيقةً قليلاً
المحبة تسع كل شىء
ومن يُبقِى علَى المسافة
يَظل فى بَحركِ طافياً
..
المسافة التى نحتفظ بها
يجب أن تكون كما هى
إذ لا تُوجَدُ محبةً خالصة
الضغينةُ من تجعلُ الإنسان
مثل أى شئ
إلا أن يَكُون إنساناً
حَياة الدنيا وحياة الآخرة كلتاهما
عَلى مَقربَة منْ نارِكِ ومنْ جنتِكِ
لا أعرفُ أيا مِنهما سأدْخل
وأنا
لا أرِيدُ جنتَكِ ولا نارَكِ
بل أريدُ محبتَكِ والرضا
.
أنا بائس جدا
فى مسافتك - بينكِ وبينى -
لا شئ يجعلنى الأفضلَ
كنتُ أحبهم ولهم أفعل مثلما أمرْتِ
لكنهم فى واقع الحَال صَلبونى عَلى جدرانِهم
وفى العَراءِ تَركونى
وأنتِ كَما أنتِ
لا قربٌ ولا بُعدٌ
..
***
..
خُدْعَةُ اللُّغَةِ لَا تَنْطَلِى عَلَيْكَ
تَخْرُجُ بِإِصَابَاتٍ عِدَّةٍ
لَا تَرْقَى أَنْ تُخْفِضَ صَوْتَكَ
السَّمْعُ يُخْطِئُ كَمَا البَصَرُ
وَتِلك الحَوَاسُ الذَّائِبَةُ فِى كَيْنُونَتِهَا
فَيَغْفُو لِسَانُكَ عَنْ اسْمِهَا المَنْطُوقِ
كَأنَّمَا هُوَ نَائِمٌ وَمَا هُوَ بِنَائمٍ
وَكُلَّما خَطَطْتَ فِى التُّرَابِِ مَا تَرَى
تَأْتِى الرِّيحُ
كَطُوفَانٍ يَبْتَلِعُ مَا تَظُنُّهُ حَقاً
وَلَا تَعْلمُ
لَهَا اسْماً يُرَدِّدُهُ الخَلْقُ
أَيَّتُهَا البُرُوقُ الذَّاهِبَةُ ،.
أَيَّتُهَا الأَعَاصِيرُ
كَمْ مِنْ مُحِبٍ بِلَا رَجْعَةٍ
كَانَ فِيمَا مَضَى عُنْوانُهَا وَمَكْنُونُهَا
وَفِى أَعْيُنِ الخَلْقِ تَرَى مِنْ مَحَبَتَهَا
مَا لَا يَزُولُ إِلَّا بِزَوَالِكَ كُلِّيَةً
وَهَا أنْتَ تَزُولُ وتنْمَحِى
تُصْبِحُ تُراباً فِى يَدِ حَبِيبٍ آخَرَ
يُعِيدُ الكَرَّةَ وَلَا يَنْتَهِى حَتَّى يَزُولَ
أَيْضاً و.....
وَهَكَذَا مَا أَقُولُهُ ،.
لَيْسَ لدَىّ غَيْرَ أَنْ أَهَبَ نَفْسِىَ لِلتَّلَاشِىَ
رُبَّمَا تَظْهَرُ لِىَ وَأَنَا ذَائِبٌ فِى الذَّائبِِينَ القُدَامَى
وَبِغَيْرِ ذَّوَبَانٍ لَا يَتِمُّ وَصٔلٌ وَلَا وُصُولٌ ..
.
أَجَمَاتٌ
فِى النَّوْمِ اليَقِظِ
نَعبُرُها مَعَ صَيَّادِينَ نَتَعَرَّفُ إِلَيْهِمُ
يُشْبِهُونَكَ وَبَعْضُهمْ لَا يُشْبِهُ الإِنْسَانَ
وَلَا يَلْزَمُكَ الخُضُوعَ كُلِّيَّةً
وَمُرَجَّحٌ عِنْدِىَ أَنَّ مِرْآةً تَتَجَوَّلُ بِىَ فِى كُلِّ نَفْسٍ
حَيْثُ تَتَوَالَى وَتَتَمَهَّلُ غَيْرَ خَاضِعَةٍ بِالكُلِّيَّةِ
نَحْوَ هَاوِيَةٍ سَرِيعَةِ التَّحَقُقِ تَبْلُغُ مَسِيرَةَ عُمْرٍ
إلَى مُنتَهَى اليَقَظَةِ مِنْ نَوْمٍ يَقِظٍ
فَأَنَا بالكُلِّيَّةِ خَاضِعٌ
وَلَا انْعِكَاسٌ فِى صُورَتِى أَوْ صُورَتُكِ
لِمَنْ يَنظُرُ لنَفْسٍ صَافِيَةٍ بِنَفْسٍ صَافِيَةٍ
كَمَا الغَرَائِزُ تَتَشَابَهُ بِأََسَالِيبٍ شَتَّى
وَمُخْتَلِفٌ عَمَّنْ وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهَا
تَجْعَلُكَ الأَسْئِلَةُ مُرْتَاداً لِأمَاكِنَ
مَا كُنْتَ تَظُنُّ اللُّغَةَ عُنْوانَ بَهْجَتِهَا
..
وَيَلْزمُكَ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الرَّهبَةِ
ولا أمْلِكُ لرُوحِىَ ما يَمْلِكُهُ الطَّلِيقُ ،.
نَادِمٌ عَلَى لَا شَئَ فَعَلْتُهُ ، ومُعَانِدٌ فِيهِ ،
لا مُوبِقةٌ فِى سِجِلِّىَ وَاحِدَةٌ ، بيْن يَدَيْكِ ،
سِوَى نُطْفَتِى ،.
مَا أَهْمَلَتُ فِى اسْتِقْطَابِكِ وَمَوَدَةَ مَنْ قَامَ عَلَى تَهْذِيبِ فِعلَتِى ..
أنا حَائرٌ وَهِدَايَتِى بيَدَىَّ وَمَا أجِدُهَا
أَيْن بِهَا تَأْخُذِينَنِى وبِهَا أتَلَمَّسُ طَرِيقِىَ ،.
مَا عَدَاىَ المبْصِرُونَ حَقِيقَةً يبْحَثُونَ فلَا يجِدُونَ ..
أَنَا اكْتَشَفْتُكِ وأَخَذْتُ عَهْدَكَ مِنِّى ..
وَلَا أَحْنِثُ فِى وِجْهَتِى ..
مُصَابٌ بالرُّعْبِِ مِنْ نَفْسِى الهَادِئَةِ
فكَيفَ نَفْسِىَ المُتَمَرَّدَةِ تَحْتَ مَا لَنْ يَظْهَرُ فى قَوْلٍ أو فِعْلٍ
وَمَا حِيلَتِىَ كَعَاجِزٍ عَنْ إدْرَاكِ مَا لَا يُدْرَكُ ..
أَيْنَ أَنَا مِنِّىَ وَبِىَ مِنْكِ مَا بِىَ
وَلا طَاقَةَ لِىَ فِى بُعْدِكِ أَوْ قُرْبِكِ ..
مَا كَانَ مِنْكِ فَهْوَ مِنِّى
وَمَا كَانَ مِنِّىَ فَهْو مِنْكِ
وَلَا غَالِبٌ ..
وأَجْلِسُ بَعِيداً عَنْ سِجَّادَةِ الخَلْقِ
لَا رَاحَةٌ فِى مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ
أَهْوَاءٌ شَتَّى بطُرقٍ شَتَّى
جَرَّبْتُ أَنْ لَا أُجَرِّبُ
وأجلِسُ مُنتَظِراً أَمْرِىَ
ومِثْلِىَ يَظَلُّ مُنْتَظِراً
مِنْ بِدْءِ النُّطْفَةِ لنِهَايَةِ يَوْمِىَ
أَوْ تَخْرُجُ رُوحِى مٌنِّىَ
أَنَا رُوحٌ تَنْتَظِرُ
وَجَسَدٌ يَنْتَظِرُ
شَهِيقٌ وَزَفِيرٌ يَنْتَظِرُ
ودَمٌ يَجْرِى وَينتَظِرُ
وَحَيَاةٌ كَامِلَةٌ تنتِظرُ
تَارِيخٌ ينْتَظرُ
وَمُلُوكٌ وشُعوبٌ وَقبائلُ تنْتَظِرُ .
..
ويَلْزَمُكِ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الوَحْشَةِ
كَأَىِّ مُعَلَّقٍ فِى كَفِّكِ وَالرَّاحَةُ فِى كَفَّىَّ جَمْرٌ بَارِدٌ وَعُذْرِىَ وَاضِحٌ وَأجْتَهِدُ وَلَيْسَ لِىَ غَضَبٌ وَاضِحٌ وأَمْتَنِعُ كَمَاءٍ بَارِدٍ فَارِقُ انتِظَارِكِ وانْتِظَارِىَ
وَالأَلْوَانُ الذَّاهِبَةِ إلَى حَتْفِهَا لَا تُبَقَّىَ غَيْرَ العَتْمَةِ
مُبَارَكَةً لمُبارَكٍ فَارْفِقْ بِنَفْسِكَ ليْسَ كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ وَليْسَ كُلُّ مُعَانِدٍ أَنْتَ
وَيَأْتِينِى صَوْتُكِ بِِرَجْرَجَةِ آذَانِ الفجر وَكَمَا للصَّلَوَاتِ وَقْتٌ لِى وَقْتٌ واسْتِجَابَتِى لَهَا وَقْتُهَا وَما أَقْدِرُ عَلَى التَّمَهُّلِ
أَقِفُ فِى الصَّحَرَاءِ لَاهِثاً أأْتَنِسُ بِصَعَالِيكِ القَبَائِلِ وبِثَعَالِبِ الجِبَالِ وَكُلُّ التَّخَيُّلَاتِ المَارِقَةِ مِنْ ثَوْبِهَا أَوْ بَعْضِ ثَوْبِهَا أَوْ مَا تَلِجُهُ الأُمٔنِيَةُ فِى وَسَنٍ لَذِيذٍ
هَلْ سَتَعْلَمُ
مِنَ الصُّعُوبَةِ أَنْ تُصَدِّقَ
أَوْ أَنْ أُصَدِّقَ
أَوْ أَنْ يُصَدِّقَ مَنْ يَعْبِرُونَ ولا يَعبُرون بأنفُسٓهِمْ ولا بِأرْوَاحِهِم
تَخَيرْتُ مَوْطِناً وَأَقَمْتُ فِيمَا لَيْسَ يَشْغَلُنِى مِنْ دُنْيَا النَّاسِ
وأعْرِفُ أنِّىَ آخِرَ الأَمْرِ عَلَى دَوَامٍ
وَمِنْ مَصْفَاةِ الحُلُمِ أَلِجُ مُنفَرِداً بِكُلِّ مَنْ يَسْكُنُنِى
للَّتِى هِىَ لِىَ
والتِى أَنَا لَهَا
وَمِثْلِىَ لَا يُصَدِّقُ أَنَّ كَفَّهَا مِصْفَاةٌ خَطِرَةٌ
وَأَنَّ مَنْ يَعْبُرُونَ ضَائِعُونَ
وَمَنْ يبقُونَ ضَائِعُونَ
كَمَنْ هُوَ عَلَى الأَعْرَافِ يُلْقِىَ غَرَائِزَهُ
إِلَى بَحْرِهَا فَيفُورُ وَيَعْلُوَ
فِى رَفِيفِ أَجْنِحَةِ فَرَاشَاتٍ
تَحْمِلُ عَيْنَيْكَ نَحْوَ مَا لَا تَتَخَيَّلَهُ مِنْ فِتَنٍ وَصُوَرٍ
مُقِيماً
بَائِساً
مُنْتَظِراً
مُنْتَظِراً
..
..***
هَل فِى تلَامُسِنَا مَا يَجْعَل البشَرَ بَشَراً
نَعَمْ ،.
كُنْتُ أُجِيبُ سُؤَالَهَا وقَدْ تَأخَّرَ لِسَنَواتٍ ..
نَعَمْ ؛
هُنَاكَ ..
مِنَ المُؤَكَدِ أَنَّ الخَلْقَ المنشَغِلون بالنَّسْغِ ؛ سَيَعْتَرِفُون ،.
بأَنَّ منْقارَينِ خَلَقَا مُوسيقَى الفُلُوت
وَيَدَيْنِ أطَاحَتَا بالكَوْنِ دُونَ صَخَبٍ يُذْكَرُ ..
بَيْنَما تِلْك البُحَيرة هِى مَا يَتَرَائَى
.. { وَليْسَ لِى غَيْرَ تِلكَ الصُّورَةِ الصَّافِيَةِ الألْوَانِ ، والهدُوءِ ، والرَّوْعَةِ ،
وبهْجَةِ التَّفَاصِيلِ } ..
وتَموّجَاتُ مَائِها كَسَطْحِ غَير مخْدُوشٍ ،.
والمَشْىُ فِى غُلالةِ المَلْبَسِ الفَضْفَاضِ ،.
خَلْفَ عَجِيزة تشْبهُ القَلْبَ بظَهْرِهَا المَصْبُوبِ
وَذلِكُمَا السَّاعِدَانِ
باستِدَارةِ نهْدَيْهَا للخَلْفِ وللأمامِ
وَهْىَ تَقُولُ :
أنْتَ لَا تنْجِزْ وَعْدَكَ كَمَا يَجِبُ ..
أنْتَ خَلْفِى كَمَا أمَامِى والوَعْدُ وَعدٌ
لا خَلْفَ ولَا أَمَامَ ..
قُلْتُ ،.
ولِى مِنَ الذَّهْلَةِ الذَّاهِبَةِ بَعْضَ عَقْلٍ ،.
هَلْ تَظُنُ أنَّ غَيبَةً مَا حَاضِرَةً بَيْنَنَا ..
أسْمَعُ وأُجِيبُ :
حَسْبَ ظَنِّى نَحْنُ غِيَابَانِ حَاضِرَانِ
وتلكَ البُحَيْرةُ صُورَةٌ ..
قَالَتْ :
كُنْ مُطِيعاً حَيْثُ تُنْصِتُ الأَحْجَارُ
كُل مَا فِى الطُبيعَةِ لا يُسَاوَى
باحْتِكاكِ أوْرَاقٍ فِى نَسْمَةٍ ..
بِعَفَويةٍ أمْسَكتُ يَدَهَا
والظِّلَالُ كَمَنَاطِقَ حَمِيمِيةٍ
تلْمَسُهَا أَوَّلَ مَرَّةِ
عِطْرُها كَتَنَفُسِ الصَّبَاحِ ..
بيْنَمَا عُصْفُورَينِ فَوقَ شَجَرةٍ ،
صَوْتُ مِنقَاريْهمَا بيْن فَمِى وفَمِهَا ..
وَزَمَنٌ يَفِرُّ خَارِجاً عَنْ مَكْنُونِ المَعْنَى
وَخَافٍ عَن ظَاهِرِهِ ..
يَدُهَا يَدِى ،. مُوسِيقَى الفُلوت ،.
نَسْمَةٌ تَسْحَقُ صَخَبَ مَاءٍ مُنْصَبٍّ ..
فى المُلامَسَةِ مَا يجْعَلُ الكَونَ مُنْسَجِماً ،
يتَمايَل فى اتْجَاهاتٍ تَتَفاوَتُ فِى الدِّقَّةِ
مَا يُعادِل لِقَاءً حَمِيمِياً فِى وَقتٍ يَنْفَلتُ ،..
قلتُ :
نَعَمْ ،.
وأُأَكدُ أنٌَها الرَّيَاحِينُ فِى باحَةٍ
فيها مَنْ نَزَلَ ، وَمَنْ أَقَامَ ؛
وَمن رَحَلَ سَوفَ يعُودُ ..
حيث تَجْلس الأرضُ والسماءُ ..
وتَبقِينَ هَادئَةً كما إِوَزَّةٌ
لا تمَلُّ الرفْرفَةَ عَلى سَطحِ الماء
ممْتزجةً بِرذاذِ مَطَرٍ خفيفٍ ..
باهْتزازِ خَفيفٍ ،.
خَفيفٍ وهَادِئٍ ..
..
وَتَنْظُرُ عَلَى مَدِّ البَصَرِ
مَا يُوحَى إلَيْكَ ، أَنَ الآتِيةَ لَن تَأتِى ،
إنَّمَا هُوَ البَصَرُ الزائِغُ
لِقَلْبٍ مُتَحَضِّرٍ لِرِعْشَةٍ وَوَجِيبٍ ..
وَيَضِيقُ الأُفُقُ شَيئاً فَشَيْئاً ،.
يَنْسَدِلُ الظَّلَامُ وَلَكِنَّ لَكَ مِنَ النُّورِ مَا يُضِئُ لَهَا
وَهْىَ غَيْرُ آتِيةٍ ،،.
مُتَلَكِئَةً فِى الفَوْضَى
وَكَلُّ مَا عَليْكَ الانْصِيَاعُ لَهَا
وَهْىَ تحَدقُ فِيكَ بِلَا دَهْشَةٍ ،.
مَا الجَدِيدُ إِذَنْ ؟!
هُنَاكَ ذَلِكَ الصَّوتُ وتِلكَ الهُيُولَى
بِمِقْدارِ رُؤىً تَضِيقُ وتتَّسِعُ
الجُلُوسُ إِلَى هَذَا الهُدُوءِ مُجَرَّدُ صِرَاعٍ مُخْتَبئٍ
تَتَجَردُ فِيهِ مِنْ مَخَالِبِكَ
وَتَجْلُوَ حَوَاسَكَ الصَّدِأَةَ
والغَيْرُ مُسْتَيْقِظٍ يَجِبُ أَنْ يَصْحُوَ
لَسْتَ فِى وَجْهِ عَاصِفَةٍ حَتَّى تُحْسِنَ المَجِئَ
إنَّمَا مُجَرَّدَ أوْهَامٍ عَبَثَ بِهَا الزَّمَنُ
والحَوَاسُ وَهْىَ مَبَعْثَرةً
بَيْنَ الضَوْءِ والظَّلِّ
تَتَلَكَأُ الوَرْدَةٌ فِى التَّفَتُّحِ ويَهْوَى غُصْنٌ
بعُشِّهِ الخَاوِى
لَا طَيْرٌ وَلا رَفْرَفَةُ رِيشَةٍ
وَلَا خَشْخَشَةُ أوْرَاقِ شَجَرَةٍ مُهَاجِرةٍ
مِثْلُكَ مِثْلُ مَنْ يَجْلسُ عَلَى فُوَّهَةِ بَرْزَخٍ
كُلُّ مَا عَليْهِ أَن يُنَظِّمَ الفَوْضَى
لَعَلَّهَا بِجَبَرُوتِهَا
تَأْتِى
فَتَطْمَئِنُّ نَفْسُكَ
وُتعْلَمُ أنَّكَ عَلَى يَقِينٍ
..
وَكَصَيَّادٍ غَيْرَ مُنْتَبهٍ
تَتوهُ مِنْهُ الفَرِيسَةُ
يُصْبِحُ فَرِيسَةً وَمُطَارَداً ،.
فِى أَحْضَان غَابَةٍ مُوحِشَةٍ ،
تَفْترِسُهُ الأفَاعِى
وَلَا يُتَاحُ لَهُ النَّوْمُ عَلَى الأشْجَارِ
وفِى الأَعْلَى لَا تَتْرُكُكَ الوُحُوشُ ..
كَأَنَّمَا فِى ظَهِيرَةِ الأَيَّامِ
مَا كُنْتَ تَعْدُو وَلَا تَبْحَثُ عَنْ صَيْدٍ ، فَقَدْتَ الطَّرِيقَ إِذَنْ ،.
وَمُسْتَحِيلٌ
العَوْدَةَ إِذْ تَدُورُ حَوْلَ نَفْسِكَ ،.
هُنَاكَ وَحْشُ القَطِيعَةِ
وَالسِّهَامُ لَا تَكْفِى
وَهُنَاكَ غَابَةٌ مُظْلِمَةٌ وَالضَّوْءُ لَا يَكْفِى
وَهُنَاكَ كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ لَا يَكْفِى
إِذَنْ تَحْتَاجُ لِمُعْجِزَةٍ للخُرُوجِ مِنْ غَابَتِهَا
وَجُعْبَةُ السِّهَامِ خَاوِيَةٌ
وَسَهْمٌ وَاحِدٌ لَا يَكْفِى
وَسَوَاءً مَا كُنْتَ أزلياً فِى الجَحِيمِ ،.
فَإِنَّ إِقَامَتِكَ إِلَى مَوْعِدٍ ..
يَا للظَّلَامِ مَا يُدَمِّرُهُ
فِى مُحَاوَلَاتِكَ الهُرُوبَ مُجَدَداً يبْنِيهِ النَّهَارُ ،.
ما يَجْعَلُ الأُفْقَ أَزِيزَ زَنَابِيرَ
وَخَرْبَشَةَ سَنَاجِبَ وَتِلْكَ الحَيَوَاتِ المُمْتَدَّةَ
تَخْرُجُ مِنْكَ وَهْىَ لَاشَكَّ تَعْرِفُ ..
وَكَمَا قَالَتْ :
أَنْتَ بَعِيدٌ عَنْ مَرْمَاكَ وَأَنَا قَرِيبَةٌ ..
الشَّكُّ أَحْيَاناً هُوَ السَّائِدُ
وَهَا أَنْتَ تُقِيمُ فَخاًّ
وَفِيمَا يَتَوَلَّى الظَّلَامُ وَيَنْسِجُ خُيُوطَهُ ،.
تَقَعُ مِنْ حَالِقٍ بَيْنَ يَدَيْهَا - سَيِّدَةُ الظَّلَامِ - بِضَوئِهَا البَهِىِّ ..
لَنْ تَرَهَا فِى ذَلِكَ الضَّوْءِ
غَيْرَ غَبْشَةٍ خَفِيفَةٍ
مِنْ ظُلْمَةٍ خَفِيفَةٍ
تَتَحَرَّكُ وَتَحْمِلُكَ بِكَفِّهَا كَىْ تَعُودُ بِكَ ،.
الآكِلَةُ عَظْمَكَ وَالشَّارِبَةُ دَمِكَ ..
وَأَنْتَ فَرِحٌ جِداً ..
بَعْضُ الأَلَمِ يَكُونُ فَرَحاً
وَبعْضُ السَّعَادَةِ لَا تُدْرَكُ نِهَايَتُهَا
وَأَنْتَ مُفْرَغٌ مِنَ المَعْرِفَةِ
تَعُودُ لِمَكَانِكَ
تَبْحَثُ عَنْ كَلِمَاتٍ تُعَبِّرُ بِهَا عَنْ حُبِّكَ فَلَا تَجِدُ ..
أَفْرَغَتْكَ مِنْ كُلِّ شَئٍ
شَارِبَةُ الدَّمِّ
إِمْرَأَةُ الغَابَةِ وَالدُّخَانِ وَالأَوْجُهِ المَجْدُورَةِ
سَيِّدَةُ الفَوْضَى وَالعَمَاءِ
وَهْىَ تَحْرِقُ عِظَامَكَ فِى تَنُورِهَا
وأنْتَ فَرِحٌ جِداً ..
لَا فَخَّ لَكَ يَسْتَطِيعُ اصْطِيَادَهَا ..
..
***
..
فِى حُضُورِكِ
يَتَوَالَدُ
مَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ حَيَاةً مُلَفَّقَة وَبِلَا مَلَلٍ تَعِيشُ
تعرِفُ وَتَدُورُ وَتَفْرَحُ
أَنَّ لَكَ أَحْلَاماً وَغَزَالَاتٍ
وَدُنْيَا مِنْ ذَهَبِ الخُرَافَةِ
بِهَا تَكُونُ
غَيْرَ أَنَّكَ حِينَ تَمْضِى بِجَانِبِهَا
تَتَذَكَّرُ أَنَّكَ وَحِيدٌ وَمُقْفِرٌ كَصَحَرَاءٍ
وَهْىَ كَغَزالةٍ فِى بِئْرِكَ
.
وَكَغَزَالَةٍ فِى بِئْرٍ أَخْرَجَتْكَ
وَلَكَ مِن الشَّمسِ شُعَاعٌ وَبينَ يَدَيْهَا
تَحْفُرُ
.
حَفَرْتُ فَوَجَدْتُ غَزَالَتَيْنِ
بِبَهْجَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَسِيُوفاً مُسَنَّنَةً
وَكَثِيرّ بِنَفْسِكَ
وَلَا أَحَدٌ
غَيْرَ فَضَاءٍ وَدُخَانٍ وَتُرَابٍ
وَبَعْضَ سِحَابَاتٍ مَرَرْنَ عَلَى عَرَقِكَ الغَزِيرِ
.
نَبُتَ مَا نَبُتَ مِنْ أَعْشَابٍ
وَأَتَى مِنَ الطَّيْرِ مَنْ أَتَى وَتَدَفَّقَ مَاءٌ ..
أَفْلَتَتْ مِنْكَ الغَزَالَتَانِ
وَأَفْلَتَتْ مِنْكَ الحَوَاسُ
وَأَفْلَتَتْ مِنْكَ الصِّفَاتُ
وَأَفْلَتَ مِنْكَ
مَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى
وَلَا وَحْشَةٌ وَلَا رَهْبَةٌ وَلَا حَسْرةٌ
حَتَّى الجُزُرِ البَعِيدَةِ مِنْ بَحْرٍ بَعِيدٍ
ظَلَّتْ تَتَرَائَى وَتَقْتَرِبُ
فَتَرَكْتُ السُّيُوفَ فِى غِمْدِهَا مُعَلَّقَةً
وَهْىَ حَادَةٌ وَجَاهِزَةٌ لِلْقَطْعِ
وَأَنْتِ كَمَا أَنْتِ ..
.
تَقَطَّعْتُ عُضْواً عُضْواً ..
أَنْزِلُ لِبِئْرِكِ وَأَنَا سَعِيدٌ وَأَشْرَبُ مَا أَشْرَبُ لَا أَرْتَوِى كَجَمَلٍ فِى صَحَرَاءٍ أَتَجَزَأُ ..
.
صِرْتُ رِمَالَا وَدُرُوباً
وَكُلُّ عُضْوٍ أَنْشأَ شَعْباً
وَكُل صِفَةٍ حَلَّقَتْ بِجَناحَيْنِ
وَأَنْتِ كَمَا أَنْتِ
مُشْرِقَةً بِى فِى بِئْرِ عَجَائِبِكِ
وِلَكَ خُرَافَةٌ أُخْرَى تَصْعَدُ بِكَ
وَأَنْتَ تَنزِلُ
..
..***
عندما قلتِ لى لا تغضب غضبتُ . فاتنى فى غضبى الكثيرَ ، حيث كنت لا أغضبُ .. كأنى عرفت تلك الكلمة عندما خرجت من فمكِ . قلت أجربُ . وهى أعانتنى على غضبى بغضب أشدٍ . كنا نلهو فى الغضب ونتماهى به أمام الخلق ،. نشرنا سيرة الغضب وقلنا لا تغضبوا ،. فالغضب هو بهجة يرثها المقعدون والفاشلون فى رؤاهم وحتما كنا فاشلين . سار الغضب كشخص له تجمعات كثيرة حتى أنه جلس معى وقال لى : لا تغضب . تذكرت . وضحكت . بعد زمن كثير ، حيث كان الغضب لم يولد ، وكنا أخفينا ذلك الاختراع المذهل . الذى ما إن مشى على قدميه كشخص صارت الأرض كبرج كهربائى قلتُ يا للغضب .. كنا حتما مخطئين لكننا لم نستطع احتواءه .. ولا يستطيع جار أن يسامحنا ولا صديق أن يقول لنا صباح الخير .. ولا شئ أصبح بيننا مطلقا .. ذلك أن الغضب لا يعرف كيف اخترعناه فى كلمة وكيف تمت حِيَلهُ على كثيرين منا كانوا لا يغضبون ..
وقلتِ لى : لا تكذب . فكان الكذب عنوان كل علاقة .. بالكذب بنينا حضارة من حجارة صماء ،. تهنا فى الحجارة . أصبح الحجر وِجهة كل جبار بنينا ما بنينا ،. لكن الكذب هدم كل شئ عندما التقى بالغضب ..
..
***
..
ذلك ما تتوقعه أخيرا
ما هو محتمل من الخواء
غير عابئ لما لا يمكن أن يظل هذا الهراء
باحتمال أن عودة الأوجه الغائبة لن تكون
حيث تلك الأتربة تحمل روائحهم
لكن لهم وقت لا يعرفونه
فى حين أنك تعرف ..
فى لحظة مثل هذه
لا يكون سوى الغفوة باتجاه آخر
عليك فى تلك الحالة أن ترى وضعك
حولك ما يشبه الموتى
حتى من حمل هراوة
حين تعرف كيف يستطيع النسيان
أن يفسح مجالا لحديث آخر ..
.
تلك الأصوات المعبأة
تنقل بحرا من مكانه غير أن موجا مايزال كما هو وأثر قدمك ما تغير .. إضمحل قليلا
تخرج من حلمك بما يشبه اللوثة
فتجد صدى البحر كما فى النوم
وأثر قدمك على السجادة
ومياه الصنبور تغرق المكان
غير ما كان ممتلأً بالمكان والزمان
وهما يملآن جرة الأيام بصوتك الأجش
وبصراخ مكتوم كمن يفزعهن
فى أحيان كثيرة
غير من ودعتهن منذ قليل
يستعجلنك
كلهن موتى
ويبدأ البكاء
يوما ستجد نفسك فى الفراغ
.
هذا المحتمل مؤكد
بانتظار هدوء وانفضاض جمع
وهم يكرهن
الموت كتدريب على الغياب
فى أتون ما يحدث
من كوارث
باحتمال أن ما تحت أقدامنا
يلوذ بقلوبهن فيحملنه أينما كانوا
يدركن قيمة ما لا قيمة له
حيث يلبسن ثيابا جديدة باحتمال أن تتغير الأحوال
لطالما ابتعدت عنهن وعن عائلاتهن
غير أن فراغ مبنى مضاء بلمباة موفرة
نظيف بفعل الرياح وهى تكنس صراخ المسلسلات
لا ينتبه أحد ..
ولا أنت تنتبه ..
..
***
..
عش كأنك حلم
وفارق كأنك حلم
ألا تشعر نفس الشعور حين ترى غصنا يتمايل بك
كأنك طائر فى الهواء ترى السماء مفتوحة لجناحيك
يهوى رويدا فى فضائك سرب من الغمامات ..
لا يرحل المرء مكرها
وقد وقع الغصن
لا
بل يرحل سعيدا لعالم لم يجربه بعد
قل لى إذن
هل تريد رفقة
سأطهو لك الصفات الطيبة التى نحملها
من العالم الفانى
بيَد طالما أجادت السلام والسكينة والرحمة
ألا يكفى
أن قلبا لم يعرف الضغينة كيف تكون
ولم يدرك أن بعض الأرواح خبيثة يمكن أن توجد
نقاء السريرة يعنى أنك لا تعرف
أن الصفات الرديئة لا يحملها المرء فى رحلة النقاء
والتجربة التى تريد إنجازها
كل تلك الأحلام القديمة تستطيع أن تعيشها
تكفى ساعة فى خلق حلم جديد حتى فى النوم
إنه طريق ذو اتجاه واحد
الذاهب فيه إن عاد كنا سنعرف
كيف كان وكيف يكون
البعض منا يجهل كيف يودع حبيبه
لكنه سيبكى عند الإفاقة
الفراق عادة هو ما يهيئ المرء لليقين
أنك حلم
فلا تنسى تلك الصفات التى نولد بها
والتى يجب أن نحملها
الفارق بين حياة وحياة
فراق جسدى وروح داخلنا باقية للأبد
الأرواح عادة لا تغادر
الأرواح تبقى
الأرواح تعيش وتظل ترفرف إلى أن نلتقيها
فى الربيع حلم جديد
فى الصيف نفس الحلم الجديد ..
فى الخريف نفس الحلم الجديد ..
فى الشتاء نفس الحلم الجديد ..
لم تتغير الفصول بعد ..
الحلم الجديد لم يزل جديدا ..
الجديد فى الحلم الجديد أنه جديد ..
يظل جديدا ولا جديد ..
ومع ذلك
لم يكن حلما جديدا تماما
حتى كابوس المغادرة ما لم نستطع أن نتحمله
يظل مراوغا وتحل الذاكرة محل الحواس ..
الحلم الحقيقى
أننا أحلام لا تتحقق إلا بالمغادرة
..
***
..
خُطَى رَمْلٍ كَخُطَاىَ ،،، وَأَثَرُ السَّيْرِ كَأَصَابعٍ ،،،،
وسَمَائِى كَنَفْسٍ مُتَصَحِرَةٍ جَرَفَتْها أمْطَارٌ مِنْ أَرَقٍ .. وَسِهَامٌ مِنْ وَرَقٍ
مَكْتُوبٌ فِيهِ لَا غَالِبٌ وَلَا مَغْلُوبٌ ،،،
وَلَا هَارِبٌ مِنَ القَهْرِ ،،،
وَلَا هُنَاكَ مَنْ ينْظُرُ فَجِيعَةً مُحْتَمَلةً
تحَدِّقُ فِيكَ بِالرُّؤَى وَتَنْبَثِقُ مِنْكَ مَعْرِفَةُ الطَّالِعِ
فِى ضَبَابِ الأَيَّام وَهْىَ قَادِمَةٌ لَا شَكَّ ،،،، تَحْتَرِقُ الرُؤَى فِيكَ وَمَا مِنْ أحَدٍ يُطْفِئُ نَارَهَا فِى الحَدَقِ
أرَى مَا لَا يَرَاهُ غَيْرِىَ مِنَ المُحْتَمَل أَنْ يَحْدُثَ
وَلَمْ يَحْدُثَ أَنْ رَأَيْتَهَا غُلَالةً فِى شَفَقٍ
وَشَغَفاً فِى طُرُقِ مَنْ رَسَمَ مَصِيرَكَ
وَهْىَ قَالَتْ أَنَا غَيْرُ آسِفَةٍ
فَقُلْتُ أَنَا غَيْرُ آسِفٍ ،،،،،
.
،،،،، لَمْ تَعُدْ ذَاتَ مَغْزًى أَنْ تَظَلَّ رُوحُكَ طَافِيةً عَلَى الغَيْمِ أَوْ فَوْقَ نَهْرٍ خَرِبٍ
ذَلِكَ أَنَّ مَاءً جَارٍ لَيْسَ بِمَاءٍ وَلَا نِيرَانَ جَوًى
فِى مَنَامٍ وَلَيْسَ نَوْماً عَادِياً وَلَا مَوْتاً وَلَا مَا يَرثِهُ الأَحِبَةُ مِنْ بُهْتَانٍ وَتَغَيُّرٍ إِذَا مَا تَحَوَّلَ المَعْنَى لِلضِّدِّ وَلَا ضِدَّ
- إنَّمَا القُلوبُ أَنْوَارٌ بِلَا عَيْنٍ تَسْمَعُ وَبِلَا سَمْعٍ تَرَى
- إِِنَّمَا بِخَلَجَاتٍ تَظُنُّ مَا تُحَرِّكُهَا غَمْضَةُ عَينٍ وَحَاجِبٍ مِنْ أحْجِبةِ السِّرِّ وَالخَيْرِ والرِّفعةِ والعزَّةِ ..
- إِنَّمَا السَّعَادَةُ فِى انتِقَاءِ مَا جَلَّ عَنِ الوَصْفِ وَمَا رَفَّ بِأجْنِحَةِ الهَوَاتِفِ ..
وَعَلَى بَصِيرةٍ أَدْركتُ أنَّ فَرَحاً غَامِراً فِى مرْصَدِ حَياتِىَ وَمَا أَرْقبُهُ طِيلَةَ أَنْ تَوَقَفتْ عَلَى أُمْنِيَاتِى خُطْوةٌ وَاحِدةٌ
فِى صَحَراءَ مُهْلِكَةٍ
وَهُنَاكَ قَتلَةٌ وَلصُوصٌ وسِعْلَاةٌ وَذِئَابٌ وسَرَابٌ
مُتَربِصُونَ وقَوَّادُونَ وَفَاعِلُونَ بالشِّعَرَاءِ مَا لَمْ يَفْعَلُهُ الزُّنَاةُ ،،،،،
وَتَنْسَى قَصْدِيرَهَا وَعَاجَهَا وَكُلَّ مَا يُرَاوِغُكَ وَهْىَ تَفْتَحُ وَرْدَةَ الهَلَاكِ بِنَعِيمِهَا المُوصَدِ بِقُفْلٍ مِنْ سِنِّ تَمْسَاحٍ وَأَرْجُلِ ابْنِ آوَى وَعَيْنِ قِطٍ مُوحِشٍ ومُرْعِبٍ كَطَرِيدَةٍ ،،، وَكَثِيرٌ مِنَ القُطْعَانِ تَهْرُبُ
وَغَيْرَ آبِهٍ ،،،،....
- رُغْمَ ذَلِكَ تَخْطُو ،،،،
هَا هِىَ الطُّيُورُ والثَّعَابِينُ وَحَيَوَانَاتُ البِيدِ تنْظرُ
تَعْرِفُ أنَّكَ لَنْ تَعُودَ
وَإِذا عُدْتَ سَتكُونُ غَيرَ مَا أنْتَ
شَيْئاً آخَرَ غَيْرَ الذِى مَضَى
غَيْرَ الذِى كَانَ
رُكَامُ دَارِكَ لَنْ تَرَاهُ وَلَنْ تقِيمَ
بَلْ
تعُودَ إِلَى مَا هَاجَرْتَ إلَيهِ
الخُبْزُ الجَافُ والمِلْحُ كَرَدِيمِ مَقْبَرةٍ
وسَطُلٌ مِنْ قِربَةِ المَاعِزِ
كَشَرَابِ الفَرَاشَاتِ ملِيئَةٍ بمَاءِ البِئْرِ ،،،،،
الأعْوَامُ التِى سَتُقَضِّيهَا لَنْ تَكْفِيَكَ أَن تنْسَى
أَنَّهَا قَالَتْ لَا تَخْرُجَ .. لَا ترْحَلَ ..
- أنْت بِتِلكَ المُخَيِّلَةِ تَرغَبُ فِى المَوْتِ ..
- لَا .. بَلِ المَوْتُ يَرْغَبُ فِىّ .
- مهَاجِراً للمَوْتِ إِذَنْ .
- لَا .. بلِ المَوتُ مُهَاجِرٌ بِىِ ..
وَرَغْبَةُ الرَّحِيلِ تَسْتَحْوِذُ عَلَى مَنْ هُمْ لَا يَرْغَبُونَ .....
- الآنَ صَدَقْتَ .. كُلُّ مَوْتٍ مُعْلَنٍ هُوَ رحِيلٌ
لا يُمْكِنُ أَنْ تَمْنَعَ جَرَيَانَ نَهَرٍ أَوْ مُرُورِ سَحَابَةٍ ،،،،
- لَمْ أَكُنْ عَابِراً يُقِيمِ عَلَاقَةً وَيَمْضِىَ .. لَمْ أَكُنْ غَيْرَ مُحِبٍ لِمَنْ لَا يُحِبُّ ،،،،،
لِمَنْ جَمَّعَتِ الثَعَالٍبَ فِى حِجْرِهَا
وَقَالَتْ سَأَرْحَلُ .. أَنَا غَيْرُ آسِفَةٍ ..
- نَعَمْ .. أَنَا أَيْضاً كُنْتُ أحبُّ غَيْرُ آسِفٍ .. الجَهْلُ يُجْبِرُنَا عَلَى نَسْجِ النِّهَايَاتِ قَبْلَ أَنْ نَبْدَأَ ..
- مَنْ يَحْفُرُونَ هُوَّةً نَرَاهُمُ وَمَعَ ذَلِكَ ...........،،،،
- وَقعْنَا كَمَنْ يسْتَعْذِبُ الأَلَمَ والفُرْقَةَ فِى الوَاقِعِ ،،،،،،،، حَلُمْنَا أَنْ نَعِيشَ فَضَاءَ اللَّذَّةِ نَسْتَعِيرَ هَيْأَةً حَيْثُ يَرَانَا المُحِبُونَ ..
فِى أَشْجَارِ النَّخِيلِ .. فِى سَمَاءٍ غَيْرِ مُغْلَقَةٍ
فِى أَىِّ غيم نستعيد شعورنا القديم
كَانَتْ لَنَا دَارٌ وَكَانَتْ لَنا أَرِيكَةً تَحْتَ أَيْكَةٍ ......
- كَانَ لَنَا ...
- مَا كَانَ لَنْ يَجْعَلَ فِى الرَّحِيلِ إِقَامَةَ شَبَحَيْنِ مِثْلَنَا عَلَى الدَّوَامِ يَطْرُدَانِ الأَسَى وَالثَّعَالِبَ والثَّعَابِينَ ..
- لِكُلِّ هَذِهِ الأَشْيَاءِ ترْحَلُ وَلَا تقيمُ ..
يَعْرِفُ الحَصَى كَمِ اسْتَهْلَكَكَ البُعْدُ عَنْ مَأْسَاةٍ ،،
عَدَا أَنَّهَا قَالَتْ بِمُخَيِّلَتِكَ لَا تَخْرُجَ .. لَا تَرْحَلَ ..
فِى انتِظارٍ مَمِلٍّ طَوِيلٍ ،،،
وَقَيَّدَتْ بِصَوْتِ خَيَالِكَ الهَوَاءَ وَالمَاءَ وَالتُرَابَ
القَيْدُ يَكُونُ أَحْيَاناً بِكَلِمَةٍ لَا تَخْرُجُ مِنْ فَمِهَا
بَلْ مِنْكَ
- أَخْدَعُنِى وَهْى تَعْرُفُ .
- لَا تَرْحَلَ فَلَهَا القُدْرَةَ عَلَى تَفْكِيكِ نُجُومِكَ
لِقطع مَعْدنية صغيرة ..
فَلَا ترْحَلْ
لَا تَرحَلْ ......،،،،،،،،،
..
***
نصوص ديوان
لَمْ أكُن عَابراً يُقِيمُ عِلاقةً
فُى صَحَرَاءَ مُهلَكةٍ
** نصوص ديوان :
(لَمْ أكُن عَابراً يُقِيمُ عِلاقةً
فُى صَحَرَاءَ مُهلَكةٍ)
صلاح عبد العزيز
الزقازيق
13/1/2023
11/3/2023