ندى الحاج - هل أنتِ مَن طرَقَ بابي، يا ابنةَ الليل؟

هل أنتِ مَن طرَقَ بابي، يا ابنةَ الليل؟
- لمْ أشأ تعكيرَ هالتِكَ، سيدي القمر
خلتُكَ تسكرُ بسحْرِكَ، ولا تنام
- أسهرُ على سيْرِ الليل، وأسكرُ مثلكِ، بأحلامٍ لا تزول
- تهزُّني، سيدي القمر، وتُعرّيني بصفوِكَ
تنفضُ عني غلالَتي، وتوشِّحُني بغَمْرِكَ
تنافسُ البحرَ على حبّي، وأختارُكَ في سِرّي
تكتَّمْ عليَّ، أنا المجنَّحَةُ في حبِّكَ!
- أحببتكِ منذ ولدتِ، وأغدقتُ عليكِ
كم خلَّصتُكِ من حرائقَ، وأطفأتُ جليداً حاصَركِ،
أحميكِ بخفَقاني حتى في اختفائي!
- بيني وبينكَ حلفُ سماءٍ يربطُنا
لا تفكُّهُ شمسٌ، ولا يكسِفُه بريق
- نامي، يا ابنةَ الليلِ على جفوني، وقد هلَّتْ نجمةُ الصُبحِ
نامي وهَدْهِدي أشعارَكِ في ضوئي
لتحلوَ وأحبَكِ أكثر
- شَرِّعْ أبوابَ نومي، ولا تُطفِئ شموعي
بيني وبينكَ أغوارٌ لم نُعبِّدْها بعْد....


* من كتاب "عابرُ الدهشة"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى