عادل المعيزي - في ذكرى راشيل كوري*

الأَطْفَالُ هُنَاكَ على قارعة العالمِ
قبلَ أوانِ اللَّوزِ يَمِيلُونَ إلى النّضجِ
فتاةُ العشرينَ ربيعًا وثلاثة أحوالٍ
أدركت المعنى أو كادَتْ
لولا الجرّافاتُ ستطحنُ
لحمَ العشرين ربيعًا وثلاثة أحوالٍ
لا أدري كم طفلا عاش هناك، وراء جدار خربٍ
في بيتٍ يهدمه صوتُ قنابل
سُرّاق الأرض
وسرّاق التاريخِ
وسرّاق المعبدِ والمشهدْ
راشيلْ كوري شاعرةٌ
لم تسمحْ أن يبقى العالمُ مهزومًا
وعلى تلك الشاكلة من الخزي
ومن ذعر أسودْ
لم يُبصرْ أحدٌ أنّ نبيًّا
يحلم يذبحها
لمْ تتصدّقْ بالرؤيا لرعاةِ المعبدْ
لكنْ صدّقت الرؤيا
ثمّ اختارت في المسرحِ
أجملَ ركحٍ
واختارتْ في الركح الباردِ
أجملَ مشهدْ:
جرّافةُ أحلامٍ تتقدّمُ
راشيل كوري، تُشهرُ جثّتها الحرّة
.. ..
.. ..
ينسدلُ ستارُ الخزي على الأبصار العمياءْ
دمعةُ نجمٍ،
حيرةُ نورٍ،
رعشةُ موتٍ
وعجينُ تُرابٍ في ظلمات الأنحاءْ


____________________؛_________
*راشيل كوري شاعرة ورسامة أمريكية مناصرة للقضية الفلسطينية استشهدت في رفح دهسا بجرافة الاحتلال الصهيوني لمنعها من التقدم يوم 16 مارس 2003 في الثالثة والعشرين من عمرها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى