ليوبولد سيدار سنغور -

امرأة سوداء

يا امرأةٌ عارية يا امرأةٌ سوداءْ

تكتسين لونَكِ الذي هو الحياة، وتقاطيعَكِ التي هي الجمال

في كنفِ ظِـلِكِ كبُرتْ، ونعومةُ يديكِ كانت تَعْصُبُ عينيّ

وها أنا ذا في قلبِ الصيفِ والجنوبْ

اكتشفُكِ، من علياءِ قمةٍ محترقة، أرضاً موعودة

تصيبُ سهامُ حُسْـنِكِ قلبي، كبريقِ نِسْرْ


يا امرأةٌ عارية، يا امرأةٌ بلونِ الدُجى

فاكهةٌ ناضجةٌ مكتنزةْ، نشوةُ نبيذٍ أسودٍ داكنة، فمٌ يجعلُ فمي يصدحُ بالغناءْ

ساڤانا صافيةُ الأفقْ، ساڤانا

ترتعشُ من لمساتِ رياحِ الشرقِ المُتَيَّمة

دفٌ منحوتٌ، دفٌ مشدودٌ يَدْوِي تحت أنامِلِ المنتصرْ

صوتُكِ الموسيقيّ الخفيض، إنشادُ المعشوقة


يا امرأةٌ عارية، يا امرأةٌ بلونِ الدُجى

زيتٌ مقدسٌ لا يُعَكِّرً صَفْـوَّهُ عَصْفُ الرياحْ، زيتٌ هادئٌ

يطلي جسدَ المصارع، يطلي أجسادَ أمراءِ مالي

يا غزالةٌ ملائكيةٌ آسِرَة، الخرزُ نجومٌ تُرَصِّعُ ليلَ جَسَدِكْ


يا ملذةَ لهوِ الروحِ، بريقُ التبرِ يسري في أمواجِ لونِكْ

وفي ظلالِ شَعْرَكِ، يتوهّّجُ خوفي تحتَ شموسِ عينيكِ الآتية


يا امرأةٌ عارية، يا امرأةٌ سوداء

أُغني لحُسْـنِكِ الذي يمضي، تقاطيعَ أحفُرُها في الخلود

قبل أن يُحَوِّلَـكِ المصيرُ الحسودْ إلى رمادٍ

يُغَـذِّي جذورَ الحياة


*****



ليلة أرِقَة

ها هو الليلُ
صراخٌ وصيحات غضب،
الليل
جلَّاد المُستلقين اليَقظين والشُّهداء المُحترقين فوق أسرَّة أحلامهم.
مُلقى في نار الهموم أشمُّ رائحة جلدي يَحترق
مثل شقِّ الغزالة وأسـتـمـع لرئتيّ تتكسـران فـي مـواجـهـةِ الهـواء الجاف للريح
الشرقيَّة
سأكونُ سعيداً لو أن ساحرة الحلول،
عند جلاء الفجر،
تُمكّنني من الشربِ من مطرتها
وتجفّف عرقَ الكوابيس عن جَبهَتي
وتنيمني في سفح المُنحدرات
مُستسلماً لنسائم البحر ولمداعبات
السكينة الصباحية.



زنجيتي

زنجيتي ليست مطلقا نوم السلالة، إنما شمس الروح
زنجيتي،
رؤية وحياة،
زنجيتي ،مجرفة في اليد ورمح في القبضة
انتعش.
ليس الأمر في الشراب، في اللحظة
التمر
لا تثريب إذا ما انتظرت فوق أزهار الرأس الأخضر
مهمتي ،إيقاظ شعبي نحو مستقبل مشرق
فرحي، أن أخلق صور لأطعمة،
آه أيتها الأنوار الموزونة للكلام.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى