رسائل الأدباء رسالة فادي عزام الى منذر مصري

العزيز منذر

أزعجني .. حد الرثاء . هذا الهجوم الخال من المعنى على محاولتك الباهرة.
كنت اريد أن أصرخ لحظة ( هذه أول مرة نتعلم فيها من ( شاعر ) نعم شاعر بكل ما للكلمة من معنى. شيئا عن التواضع.
فكل الشعراء والكتاب دائما ما يبتلون بهذا الأنا الجميلة ويحولونها إلى شيء لايقبل التشارك. لا يعترف بأحد ولا بفضل أحد ولا تريد أن ترى احد .
فقمت انت .. بجمع ثمانين ( شريكا ) أكاد أجزم أن أكثرهم مطلي بالنسيان، أو متروك هناك خلفالسياج .. لتقدم معنى فريدا عن الشراكة والتواضع والاعتراف بالأخر .
تجربة كهذه، التي تأتي امتدادا طبيعيا متطورا لديوان (بشر وتاريخ وأمكنة).
لا تقرأ كما قرأها بعض المزورين.. بل تقرأ .. ككرم رائع لروح تعلمت أن تعترف بالمشاركة..
أتدري هناك رواية صغيرة مدهشة حكاية النورس والقط الذي علمه الطيران . للكاتب التشيلي: لويس سبولبيدا . يقدم فيها نوع من الاعتراف والتعريف بكاتب وشاعر شاب من الباسك . هو أفضل من كتب عن النوارس وهي تطير .
فتقوم القطط بالذهاب إليه ليساعدها في تعليم النورس اليتيم الطيران .
قدم لنا شاعر الباسك بكرم فائق وجمال باهر . وأحساس عميق بموهبة شاب باسكي يلتقط دروب النوارس، وخفق أجنحتها وخطوط تحليقها بكلمات بيضاء، ومناقير مغردة
يوم قرأت هذه الرواية منذ زمان طويل سألت نفسي لماذا شعراؤنا وكتابنا لا يعترفون بأحد . لا يقدمون أحد، لماذا هذه الأنوات الكبيرة لا ترى حتى ما تستمع هي بقراءته .
ثم سمعت عن تجربتك الفريدة .. وقرات المقدمة .. وشعرت بكل كلمة تقولها.
فاسمح لي يامنذر . فقط ان أحييك من كل قلبي، وبدون عواطف كبيرة .. ما قمت به شيء أقل ما يقال عنه رائع . وما تتعرض له من أقاويل . أقل ما يقال عنها إنها ببساطة انجراحات نرجسية .. سببها بالضبط هو أننا لم نعتاد أبدا على أي نوع من أنواع الشراكة.
أقلها كلمة شكرا، كبيرة ومحبات دائمات على طول الأيامات .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى