نجيب محمد علي - في شارع (الرأي العام)

  • إلي عيسي الحلو ووردة

عيسي صديقي
أخي وأبي
سيد الكلمات أمير المجالس
من يشعل الوجد
بين الشيوخ وبين الشباب الصبي
هو من يشتهي نجمة في المطر
وخريفا يغني علي جدول في الشجر
وبنات من القمح يلبسن إسورة من جريد النخيل
ويفعلن ما يسحر القلب حين يميل
ويصعدن في قمة الروح
يرقصن فوق خيوط الندي
ويعبرن ضوء المدي
حيث المراجيح والشمس ترمي بأنفاسها للصباح
وهمس العصافير يجري بأجنحة الشوق عبر الرياح
كنت أنا وهو الناس حين التقينا
كنا نثرثر في محنة الوقت
كانت أصابعنا تزدهي وهي تحملنا في يدينا
و(وردة) كانت تغازل في عرسها
خلف ناقذة للكوابيس
كانت تجالس أيامها في القواميس
كانت تمشطها
في الذهاب المجيء
وفي وشوشات النعاس
كلمتني وقالت :
صديقك هذا يذكرني بالعواصف
وهي تبعثر
أوراقها في اليباس
كان عيسي يدثرني ببريق الهيام
ويسامرني بالزمان الذي قد مضي
والزمان الذي لا يزال
يصارع أنفاسه في الزحام
كان يحكي (لوردة)
عن عرس أحلامها
وهي تدفعني عن يدي
وتغازلني
والشوارع تنبض من عشقها .. والكلام
أتذكر ، والفجر يرمي بأوراقه في النهار
ونحن نجالس في ( زينب ) الشاي
في قهوة البوح ..
وهو مليء بخطواته كان يمشي علينا بكل وقار
ويفتح أحضانه مثلما وطن من أحاجي
ومن أغنيات البحار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى