د. محمد عباس محمد عرابي - وصف الباب في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي ) للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

وَصَفَ الدكتور عبد الرحمن العشماوي الباب في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) ؛حيث بين أن المحبة تفتح الأبواب المقفلة ، وأشار إلى وقوفه عند باب الأمل ،وأن الفؤاد المفطور خلف باب القصائد، وتحدث عن قفل باب الرضا بعد الرحيل، وحث على فتح باب الصبر، وفيما يلي بيان ما ذكره في هذا :
(المحبة تفتح الأبواب المقفلة ):
يبين الشاعر أن المحبة تفتح الأبواب المقفلة فيقول في قصيدة (زوارق المستقبل) :
ظنوا بنا سوءًا ،ونحن قلوبنا ** موصولة بالخالق المتفضلِ
إنا حملنا في القلوب محبةً ** وبها فتحنا كل باب مقفل ِ (1)
وقوف الشاعر عند باب الأمل المنصدع :
ويطلب الشاعر من أمته(محبوبته) أن تسافر إليه فهو في انتظارها عند باب الأمل المنصدع فيقول في قصيدة (تمر الحنين ):
قلمي ظلي ،وحبري منبعي *** بين هذين اسألي عن موقعي
سافري نحوي فإني واقفٌ** عند باب الأمل المنصدع (2)
الفؤاد خلف باب القصائد:
يبين الشاعر أن الفؤاد المفطور خلف باب القصائد يقول في قصيدة (بعد أن أصبحت دكتورا):
لو فتحتم باب القصائد يومًا ** لرأيتم فؤادي المفطور
ورأيتم فيها دموع الثكالى ** وسمعتم عويلهنَّ المثيرا
ورأيتم بلابل الشوق فيها ** ساكنات لم تستطع أن تطيرا
لو دخلتم عوالم قلبي ** لوجدتم فيه الحبيب الأثيرا
ورأيتم في القلب لوحة حب ** ورأيتم فيها اسمه محفورا (3)
قفل باب الرضا بعد الرحيل:
وها هو الشاعر يقفل باب الرضا بعد الرحيل فيقول في قصيدة (عندما يرتحل القلب):
يا من تسطر في سفر الفؤاد هوى ** قد صار للسحر من تأثيره مثلا.
أقفلت باب الرضا بعد الرحيل فهل ** علمت أن حصان الشوق قد جفلا؟
وأن أرضي التي غادرتها ،لبست ** ثوب الجفاف ،وصارت بعدكم طللا.(4)
فتح باب الصبر :
يحث الشاعر من معه على فتح باب الصبر فيقول في قصيدة (يا عازف الحرف):
شرّقْ على حلمٍ غرّب على حلمٍ ** وافتح لنفسك باب الصبر والتزمِ
ما مد نحوك يأسٌ كفَّ منتصرٍ ** إلا وأرجعتَ منها كفَّ منهزم ِ(5)
ويتحدث في قصيدة (سلي فؤادي )عن الباب الذي تم فتحه لكنه قفلا :
سلي فؤادي عن الجرح الذي اشتعلا ** فأحرق البلبل الصداح والأملا
سلي فؤادي عن الدمع الذي غرقت ** فيه الجفونُ ،فكم أغضيتها خَجلا
لا تسأليني عن الليل الذي احترقت ** نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا
لا تسأليني عن البدر الذي شربت ** أضواؤه ظلمة حتى بدا ثَملا
لا تسأليني عن الباب الذي فتحتْ **كفَّي مصاريعه لكنه قفلا (6
ويخلص الباحث من وصف الباب في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي )
للدكتور عبد الرحمن العشماوي إلى تفاؤل الشاعر، وحرصه على نشر المحبة بين الناس فالمحبة تفتح الأبواب المقفلة وحرصه على التحلي بالصبر .
المراجع :
عبد الرحمن العشماوي: ديوان مراكب ذكرياتي ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ



(1)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (زوارق المستقبل )، ص20
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة(تمر الحنين )،ص9
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(بعد أن أصبحت دكتورا) ،ص28
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يرتحل القلب)،ص43
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(يا عازف الحرف) ،ص99
(6)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد)،ص143

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى