مصطفى معروفي - بَيَاضٌ وطيد

أنا مترَفٌ
حيث آلهة الخصب تأخذ
بالطرف المنحني من دمي
وتصيحُ:
"تعالوا لتسقوا العيون
فهذا حبيبي
وظلي الذي يلج الطينَ
حتى يصير اخضرارا "
أنا أستشفّ المدى
حجري مائلٌ
يتدلى
يلاحق برج حمامٍ لفيفٍ
ليأخذ فرصتهُ
ثم يغدو هزيعا من الأرضِ
يعبر آلاءها
ويناورُ
إني سأخبره عن حكمة الطير
والمدن المصطفاةِ
أفاتحه في الطريق الذي يتحدر
نحو الفجاجِ
أساجله بالبياض الوطيدِ
عساه إذا مرَّ في
جسد الريحِ
أشعل معطفه بصداح الشحاريرِ
والتمع المطر الموسميُّ على
حاجبيه الوديعينِ...
ذاتَ صباحٍ أنيقٍ
رميتُ بنايي إلى النهر
كي يتبلَّلَ
كانت رؤاه القديمة تومض
في عينهِ
كانَ ثَمَّ فراغٌ يسيل
على العشبِ
والكون مثل صليبٍ على
عنق امرأةٍ تتربَّص بالفيضاناتِ
في غرفةٍ ضيّقةْ...
أسأل الورد عن عسل العشقِ
أسأله عن عذوبة أسمائهِ
معَ أني سأقرأ سيرتهُ بتفاصيلها
كان ينقصني أن أكون جديراً فقطْ
بالرياح التي بالرخام تفيض علانيةً.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
لي يدٌ لـــو منـعْـتُـها من سخاءٍ
لعَصتْني وأسْـمَـعَـتْني النـكيـرا
وفؤادٌ لـــــو ضـــــمَّ ذرّةَ خُبْثٍ
لإِليْهِ في الحالِ سُقْتُ السعيرا











تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى