عبدالمحسن يوسف - الطريق...

الضبابُ كثيفٌ ،
ولستُ أرى ما يراهُ الرفيقُ.
صاحَ بي صاحبي ،
قالَ : هذا الطريقُ.
عندما قلتُ : لا .. لستُ أبصرُ ..
غنّى ..ومالَ قليلًا
وغنّى ..
ومالْ.
وكَسَتْ وَجْهَهُ حُمْرَةُ البرتقالْ.
......
قلتُ : إنّ الطريقَ ضبابٌ
وإنَّ الطريقَ يضيقُ
وأكَدْتُ : هذا الطريقُ ..
فأجهشَ في صدرِهِ قَمَرٌ موحشٌ ،
وتَثَنّى عقيقُ .
......
بكيتُ على كتْفهِ
سالَ وَرْدِي طويلًا..
طويلًا
وسالْ .
وناحَتْ ظِلالٌ ،
ونامَتْ ظِلالْ .
وألْفَيتُ معطفَهُ صارخًا بالغيومِ
وأحزانَهُ كوعولِ الجبالْ .
......
برغم الطريقِ يضيقُ.
على عُشْبِهِ مَطَرٌ غامضٌ
ونهارٌ عتيقُ.
ولستُ أرى ما يراهُ الرفيقُ .

* من ديوان " نخيلُكِ مُثْقَلٌ ، يدايَ فارغتان ".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى