أحمد جارالله ياسين - من كان يقف خلف الباب؟

كان يمكن أن يكون يوماً عادياً جداً
استيقظ صباحاً ..
أعانق الماء
أمد كفي لمصافحة رغيف الخبز الأبيض المطرز بالسمسم
أقبل الشاي قبلة طويلة
أطعم العصافير
فتات خبز
مغطسة بالحنين ..
(ما بعرف لمين)
في السابعة والنصف ..
أبحث عن فيروز
في غابة المذياع
حتى أجدها عادة.. تركض بعيدا عن نشرات الأخبار..
وقبيل الخروج من البيت
تمنحني أمي ..حصتي من دعواتها الوردية
...
كان يمكن أن يكون يوما عاديا ورتيب الإيقاع
لولا
أنني عندما
فتحت باب البيت
تناثر السمسم
ولم أر
عربة بائع الخضراوات ...
ورأيت دبابة (بوش) ... ! .
..........
إذن...
كان يمكن أن يكون يوما عاديا
ومثله بقية أيام نيسان
لولا ابن الـ...
هذا ..(بوش)
الذي جعلني في صباح اليوم الثاني
أعانق أربعين عمودا للدخان
وأمد كفي لمصافحة الخوف..الأسمر
وأقبّل الشهداء قبلة أخيرة
وأطعم العصافير
فتات الحنين ..
وأبحث كل ساعة
في المذياع
عن الأخبار العاجلة
وألملم حتى اليوم :
... ماتشظى من عربة بائع الخضراوات
ودعوات أمي
على باب مغارة العراق !...


*****************
احمد جارالله ياسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى