منعم الفقير - أنا سليل غرفة تنهي سلالتها بي

جوعان
يجوع بي الجوع
أنا الجائع الأبدي
جوعان
إلى
كل
شيء
وكل ما حولي جوعان
لا خبز يودي بجوعي ولا جوع
ألا يموت من الجوع الجوع
أنا الوحيد الأخير
تكمل
بي الوحدة وحدتها
أيها الألم
الذي أتيت دون تمهل
علامَ تتمهل
عند المغادرة
يا فرحي
لن أنساك
مهما بعدت أو دنوت
لأجلك فقط
حزنتُ كل هذا الحزن
أنا
النغمة الحزينة
في سيمفونية العالم
المرحة
تسرّب إليّ الحزن
كالمطر الغزير
عبر
مظلة
فرحي
المثقوبة
لولاي لا حزناً كان
ولا فرحاً سيكون
لولا الحزن لما عرفتك يا فرحي
لا أعرفُ
كيف حدث ما حدث
رأيتُ
ليلة البارحة
امرأة تنهض منكِ
ورجلاً ينهض مني
وعلى مرأى منا
راحا يتعانقان
ما رأيته
بالأمس أخافني
رأيت
صورة وجهي قد خلت
من البراءة والوداعة
تألمتُ
كيف نمت هذه الملامح البربرية
دون أن أدري
منْ ذا الذي عاقبني
لأكون:
على هذه الملامح
وبهذا الاسم
وفي هذا العالم
قطرة في بحر من البشر
يا أبي
كم شمعة أطفأت
وكم شمعة لم تطفئ
أي ضوء
خان وجهكَ
فأسلمكِ إلى العتمة الأبدية
أنا أبنكَ المشرد
ورثت عنكَ أعضاءكَ المكبوتة
وبشرتكَ الصفراء
وآمالكَ المغدورة
ستأتي تلك اللحظة
التي أجدني فيها خارج العالم
عندها
سأعرف أي كهف مظلم
هذا الذي خرجت منه

منعم الفقير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى