ذياب شاهين - يا فِهرُ أينَ دَسيعتي البيضاءُ.. (قصيدة ثلاثية الأبواب)

عمِّرْ كــؤوســأ مُـتـرعـاتِ سُلافا
واكتـمْ كـلامًـا قـد يُـقــال جزافا
لا تـحـسـبنْ نزفَ القـلوبِ رُعافا

بيضُ الدروبِ إلى الغريب سـوادُ
للبيـنِ مثـلَ الـمـوتِ قــام حـدادُ
واحذرْ صخورا تجرحُ الأخفافا

في مـقـلتيَّ لـمقــلتـيـكَ عــــتــابُ
بعـضُ الهـوى للعاشقيـنَ عذابُ
يـا ويـحَ هـاوٍ في الهوى قد خافا

كـم رحـتَ تـبـكي بالطريق ديارا
وطفقتَ تطوي بالفضاء غبارا
وقـد استـزادتْ شـنَّــةً وكَـفـافــا

يــا لــلغيـوم وقـد رمتـك ضيــاءا
سفحتْ قَطارا وانتهتْ رحضاءا
والقطرُ يجري سائـلا شـفّـافــا

ليـلي وكـأسُ المـوحشـات نـدامى
قـد فـاحَ منهُ نـرجسٌ وخزامـى
ونـيـاطُ قـلـبي أصبحتْ أصدافا

في خـافـقــي كـم كُـتِّمتْ أوصابُ
والـغـانـيـاتُ وعــودُهنَّ سرابُ
فـلْـتـسقـِني مـن مُقـلـتيـكِ سُلافا

الـعـابــراتُ سَــمــاءنــا أقــمـــارُ
وضياؤهــنَّ إذا ابـتـسمـنَ نهارُ
تُطفي العيـونَ وتسرقُ الأطيافا

الـقــارئــــاتُ كــتـابَـنــا بـالـبـيــد
لـقـد ارتـحـلـنَ بـمـوسم التغريدِ
فاحـفـظ لِـسـانــا يـقـرأ الأحقافا

كـمْ نـجـمةٍ عـنـد القـبــاب تطوفُ
وبـريقُـها كـالراعـشـاتِ حفيفُ
حينَ ارتشفتَ كـؤوسَــها ألطافا

تَـحـتَ التُّــرابِ إذا تـقــومُ حَيـــاة
مـن فـوقــهِ لـولا تُـهيـلُ ممات
فالمـوتُ نـهـرٌ نَشتهيـهِ ضِفـافـا

يـا أيّــُها المــاشون نحوَ رياضِها
هـلًا مـزجْـتَ سوادَها ببياضِها
ويـحَ النـفــوسِ إذا انتهتْ أوقافا

جـئـنـا إلـى قـيــعــانهـــنَّ فـرادى
كـم مـسكــرٍ أدمـنـتـَهُ أصـفـادا
قـاسٍ جـمـالكَ يُنقصُ الأوصافا

الريحُ والأشجارُ تشربُ من يدي
ماءَ الأغاني خالصا كالعسجـدِ
الكـونُ عــارٍ نـرتـديـهِ عـفـافــا

آهٍ كــأنَّ العـمــرَ ضـربـةُ عازفِ
متقاصراً متطاولاً في مرشفي
أضحى الجوى للعاشقاتِ شغافا

أغـدًا نَعـودُ إلـى الحَبـيــبِ الأولِ
إذا اصطـفـاكَ نَـديـمَـهُ فـلْتـقبلِ
حـتـى انــتـويـتَ لِـقـاءَهُ إيـلافــا

يـا فِـهْـرُ أيـنَ دسيعَـتي البيضــاءُ
فـلـقـد دَعونـا وَالدعــاءُ رجاءُ
فامسحْ دمـوعـًا قد جرينَ رهافـا

الحلة - السبت
‏22‏/04‏/2023‏

الفِهْر: الحجر بقدر الكف يُطحن به العطر والأدوية والجوز
الدسائع: مفردها دسيعة أي العطية
العسجد: الذهب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى