يحكى أن الجن يسكنون الأشجار اليتيمة، يقيمون في ليالي الشتاء أفراحا لا نسمع بها، يحدثون صخبا، ربما يتعاركون حول أنثى تسرق قلوبهم؛ فللأنثى غواية سيما ولو كانت جنية فاتنة ، يتنقلون في لمح البصر من ساق إلى آخر، يختبئون وراء أوراق الكافور الغضة، يعبثون بوجوه المسافرين، يقذفونهم بحبات التوت أو الجميز يظن البعض أن الجن مسخت قرودا، ثمة شبه بينهما، القرود لها أفعال شيطانية سيما وهي تتعرى في وضح النهار، تسرق القصب وحبات المانجو وكذلك الشياطين يفعلون؛ يسلبون النسوة الكحل وقد يلسنهن فلا يغادرن أجسادهن ولو دق الطبل، يفعلون مكرا، يصدرون أصواتا مثل دوي الريح، تسيطر علي الخيالات كلما قادني حظي العاثر بأن أمر بواحدة منها، رغم أنها تربض مثل حارس عند تقاطعات الطريق، يتحرك شعر رأسي هلعا، لقد صار أشبه بنار تأكل في غير رحمة.
في الليلة الأولى بعد الألف الثانية أو الثالثة لا أدري أية ليلة حدثت فيها تلك العجيبة التي أثارت شهيتي للكتابة؛ تعلمون أنني كنت قد عقدت النية ألا أروي شيئا؛ فمعظم الحكايات معادة وصارت مملة إلى حد أن الجدات ينمن مبكرا فلا جديد لديهن، يتناوم الصغار وينتظرون حكاية جديدة، سقط نجم من السماء في حارتنا قريبا من ضفة النيل؛ خرجت الجنيات منه مسرعات، تنادى الصغار ليشاهدوا هذا ، يندر أن يحدث مثله في أعمارهم مرة أخرى.
هكذا أقنع بعضنا بعضا حتى لا تجد الأمهات سببا ﻷن يقرصن أذاننا، لدي حيلة سأخبركم بها في مرة أخرى، ربما أنسى أو يسرق الجن حكاياتي؛ ﻷجل هذا أرويها لكم الآن: أنا نصف إنسان أما النصف الآخر فيعود إلى جدتي ﻷمي؛ جنية حمراء تزوجها جدي في علبة مسحورة قبالة كفرنا، عرفت مؤخرا أنه كان يختزن فيها أسراره، له ذقن مستعارة وجلباب مشقوق، ولقب لا يعرفه إلا الذين أتوا كفرنا بعدما وقع سيدنا سليمان على الأرض، في الموضع الذي نبتت فيه شجرة السنط الوحيدة، شاهدتها كثيرا حين كنت في المدرسة الإعدادية، تسكن الجن شجرة النبق اليتيمة جوار مقام الشيخ صفوان؛ لا نعلم من هو، يقيم هنا منذ قرون؛ أحد الأولياء الذين ركبوا البحر مع سيدنا أبي العباس المرسي؛ حلا له الكفر فأخرج مسبحته ومن ثم ظل يعبد ربه في خلوة. تكاثر الناس حوله، أذن لهم أن يوقدوا نارا، صنعوا فأسا ومحراثا، زرعوا القمح والشعير، في ليالي الشتاء الطويلة تسامروا حتى مطلع الفجر.
بحثنا عن النجم الذي اختفى، تعددت الأقاويل: خرج م
في الليلة الأولى بعد الألف الثانية أو الثالثة لا أدري أية ليلة حدثت فيها تلك العجيبة التي أثارت شهيتي للكتابة؛ تعلمون أنني كنت قد عقدت النية ألا أروي شيئا؛ فمعظم الحكايات معادة وصارت مملة إلى حد أن الجدات ينمن مبكرا فلا جديد لديهن، يتناوم الصغار وينتظرون حكاية جديدة، سقط نجم من السماء في حارتنا قريبا من ضفة النيل؛ خرجت الجنيات منه مسرعات، تنادى الصغار ليشاهدوا هذا ، يندر أن يحدث مثله في أعمارهم مرة أخرى.
هكذا أقنع بعضنا بعضا حتى لا تجد الأمهات سببا ﻷن يقرصن أذاننا، لدي حيلة سأخبركم بها في مرة أخرى، ربما أنسى أو يسرق الجن حكاياتي؛ ﻷجل هذا أرويها لكم الآن: أنا نصف إنسان أما النصف الآخر فيعود إلى جدتي ﻷمي؛ جنية حمراء تزوجها جدي في علبة مسحورة قبالة كفرنا، عرفت مؤخرا أنه كان يختزن فيها أسراره، له ذقن مستعارة وجلباب مشقوق، ولقب لا يعرفه إلا الذين أتوا كفرنا بعدما وقع سيدنا سليمان على الأرض، في الموضع الذي نبتت فيه شجرة السنط الوحيدة، شاهدتها كثيرا حين كنت في المدرسة الإعدادية، تسكن الجن شجرة النبق اليتيمة جوار مقام الشيخ صفوان؛ لا نعلم من هو، يقيم هنا منذ قرون؛ أحد الأولياء الذين ركبوا البحر مع سيدنا أبي العباس المرسي؛ حلا له الكفر فأخرج مسبحته ومن ثم ظل يعبد ربه في خلوة. تكاثر الناس حوله، أذن لهم أن يوقدوا نارا، صنعوا فأسا ومحراثا، زرعوا القمح والشعير، في ليالي الشتاء الطويلة تسامروا حتى مطلع الفجر.
بحثنا عن النجم الذي اختفى، تعددت الأقاويل: خرج م