منعم الفقير - دمشق ذاكرة التاريخ الجمالية

أنا نطفة مجهولة
حملتني الأرض
ثم أطلقتني
إلى الصراخ
الصراخ
صدى
الرغبة
أنا نجمة ضالة
آوتها الأرض
وألقت عليها الأسمال
أنا
أثر
على
ماء
أنا
منْ أنا
أنا لستُ سوى بضعة أشلاء
في سروال
لا أعرف
كيف غدوتُ
ومنْ أطلق عليّ "الأشلاء"
تمنيتُ
لو أن من زجاج
الرغبة، أنا، العالم
العالم
نصفه فجيعة
والآخر منه ملهاة
ترشو الألم بالضحك
. . . . . . . . .
باب كبير
منْ يدخل إليه
لا يخرج
باب
تقودنا إليه المصائر
من يدي الناحلة
تسللت عشرات النقرات
سقط الرضا عن النفس
لمساتي تعتصم براحتي
إلى أين سأمضي، لا أعف
كل الطرقات تلتف عليّ
باب كبير
منْ يدخل إليه
لا يخرج منه
فرداً كان أم جماعة
. . . . . . . . .
ستأتي تلك اللحظة
التي أجدني فيها خارج العالم
عندها
سأعرف أي كهف مظلم
هذا الذي خرجت منه
كل نظراتي ودائع
في
خزائن جسدكِ
فيضي بغزارة
اغمريني
من أعلى رأسي
حتى أسفل قدمي
دعيني
أذوب كلياً فيكِ
حتى
لا يبقى شيء مني
عداكِ
سأهرب منكِ
إلى أعلى نقطة
من قمة مستقبلي الشاهق
من هناك أتطلع إليكِ
كيف
تغدين نقطة لا تذكر
في ذكرياتي
أيتها اللحظة القاسية
المستقبل
بعيداً
ذلك الذي نطلق عليه المستقبل
مثل كائن أسطوري أو مهرج
يلعب بمهارة بالخيال والحقيقة
بعيداً يبقى
يتوعد شموع يومنا
بهواء غده
انه من هناك
يدخن أيامنا
بهدوء
وبهدوء يقضم الحاضر
المستقبل خيبة الحاضر
امضي وقتاً طويلاً
في الحديث إلى نفسي
أتحدث عن ذكرياتي
تلك التي لم تحث

منعم الفقير
كتاب نادراً
الناشر: دار رسلان دمشق سورية
تصميم الغلاف سام منصور
شكرا الى الناشرة السيدة سمر رسلان على هذه المبادرة القيمة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى