أحمد عبدالله إسماعيل - دَينٌ ثقيلٌ

استيقظ الولد متأخرًا؛ فسابق الريح إلى مدرسته، دهش عندما عثر على صندوق الطعام أحمر اللون في حقيبته، ووجد بجواره ورقة كُتب عليها:
- انتبه لنفسك في الطريق، وتناول طعامك بالهناء والشفاء، وإياك أن تخلع الكمامة حتى ترجع، تفحص كتاب اللغة العربية؛ فبداخله مصروفك اليومي!
انتهى اليوم الدراسي مبكرًا؛ فرجع إلى البيت فرحًا، سأل عن والده، قالت أمه إنه في منزل على أطراف القرية، فوصل إلى المكان كالبرق الخاطف، وقف ذاهلًا للحظات، يفكر بعين دامعة في المنظر الذي أدهشه:
انحنى والده الذي انقصم ظهره راكعًا، يرزح تحت وطأة الحاجة، يتحمل ما لا يحتمله بشر في وضعية لم تخطر بباله يومًا.
تساءل الابن:
"كيف تتحمل كل هذا يا أبت؟ "
مرت الدقائق ثقيلة على قلبه؛ ففقد النطق للحظات، أخذ يحدق في عامل البناء الذي يدوس بقدمه على لوح خشبيّ يدهس ظهر والده، تذكر المطالب والحاجات والأماني التي أجبرته على تحمل المشاق من أجل تلبيتها، وما إن رآه حتى صاح منفعلًا:
- ماذا جاء بك إلى هنا؟!
هرع الولد إلى البيت تتصارع الأفكار في رأسه، لا تفارق تلك الصورة مخيلته

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى