د. عبدالله جعفر محمد صديق - مَاذَا بَعْد يَا خُرْطُومْ؟

مِنَ المَنْفَى وَقَلْبِي عِنْدَ بَابِ النَّيْلِ،

أَبْحَثُ فِي الشَّوَارِعِ عَنْكِ يَاخَرْطُوم،

لَا هَذِي المَلَامِحُ وَجْهِك المَطْبُوعُ فِي قَلْبِي،

وَلَا الصَّوْتُ الَّذي يَأْتِي مِنَ التِّلْفَازِ صَوْتُك،

كُلُّ شَيْءٍ صَارَ فِي لَوْنِ الرَّمَادْ

فَالمَوْتُ أَصْبِحُ رِزْقَكَ اليَوْمِيّ،

هَذَا مَوْسِمُ الأَحْزَانِ،

لَا حُلْمٌ سَيَنْبُتُ عِنْدَ بَابِ النَّيْلِ غَيْرَ المَوْتِ،

لَا شِعْرٌ سَيُكْتَبُ فِي الضَّفَافِ سِوَى الرّثَاءْ

الوَقْتُ أَحْلَامٌ مِنْ البَارُودِ،

مِنْ خَلْفِيْ بقَايا الأَرْضِ،

مَذْبَحَةُ الخَرَائِطِ فِي حُرُوبِ الضِّدِّ،

تَارِيخٌ تَلَوثُهُ العَسَاكِرُ وَاللِّحَى وَالمُرْتَشُونْ

لَا فَرْق مَابَيْنِ العَسَاكِرِ وَالشُّيُوخِ الفَاسِقِينْ

لَا فَرْق مَا بَيْنَ الرَّصَاصَةِ وَالحَدِيثِ الإِفْكِ،

لا زَالَ الشُّيُوخُ يُوَزِّعُونَ المَوْتَ،

لِلْفُقَرَاءِ فِي الخُرْطُومِ،

لَا زَالَتْ مَصَاحِفُهُمْ عَلَى قِممِ الرِّمَاحِ،

ولا يزال قَمِيصُ سَادتِهم عَلَى الأَكْتَافِ،

حَتَّى صَارَت الخُرْطُومُ مَقْبَرَةً بِلَا أَسْمَاء،

حتى صَارَ صوتُ النَّاسِ بَعْضًا مِنْ جِرَاحِ الأَرْضِ،

لا زَالُوا هُنَاكَ يُكَبِّرُونَ اللَّهَ،

إنْ قَتَلُوا ضَحَايَاهُمْ،

مِنْ الأَطْفَالِ وَالفُقَرَاءِ وَالجوعى

فَمَاذَا بَعْدَ يَا خُرْطُوم؟[/CENTER]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى