محمد حسين - في قلبكَ وطنٌ..

دفءُ صقيعِ المنافي
بلهاثِ كنعانَ
امسحْ وجهكَ بترابِ الحنينِ فرصيفُ جنينَ وعنفوانُ غزّة أوسعُ من كلّ عواصمِ الضّبابِ...
في قلبكَ وطنٌ
أنتَ المهاجرُ بينَ الطّلقةِ والجرحِ
بينَ الغيمةِ والغيمةِ
لا تنتظرْ صافرةَ القطارِ
اصعدْ إلى مساحاتِ الحلمِ
‏مدّ يديكَ من خلفِ الأسلاكِ
وصافحْ مفاتيحَ بيتكَ..

في قلبكَ وطنٌ
اغمسْ شرايينكَ
في عنبِ الخليلِ وبرتقالِ حيفا
وانتظرْ خبزَ التّنورِ ومواويلَ الجدّاتِ فأنتَ المحاصرُ بالزْيزفونِ ووصايا الشّهداءِ..
في قلبكَ وطنٌ
اسمعْ نداءَ النّابلسيّ وصوتَ شيرينَ
واحضنْ زغاريدَ أمّكَ فأنتَ البدايةُ
وأنتَ النّهايةُ
أنتَ الفلسطينيُّ المزنّرُ بالفدائيّ الأوّلِ السّيّدُ المسيحُ
وبكتبِ يابوسَ
قبلَ خاصرةِ القيامةِ
وامسحْ عن جبينِ الأقصى تعاويذَهم المزيّفةَ...
في قلبكَ وطنٌ
ترقصُ النّسوةُ فيهِ على إيقاعِ الدّمِ الطّازجِ
يقطفنَ زهراتِ قلوبهنَّ
قرابيناً
لرؤيةِ
وطنٍ

في قلبكَ وطنٌ
تمشي الصّبايا فيهِ فوقَ حواجزِ الموتِ
يعددنَ ما تيسّرَ لهنّ من شرابِ الرّجولةِ لتلكَ الأمّةِ الغارقةِ في خوفِها..
في قلبكَ وطنٌ
يبشّرُ الشّهيدَ بالشّهيدِ
وينتظرُ الّلقاءَ
في قلبكَ وطنٌ
يغفو بينَ حرابِ الصّديقِ والعدوِّ
ويلوّح ُبأصابعِ
النّصر.ِ...
في قلبكَ وطنٌ


محمد حسين




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى